علي الشطي من الكويت: عقدت لجنة مكافحة الارهاب في الكويت اليوم (الاربعاء) اجتماعها الاول برئاسة وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي عبدالله المعتوق وبحضور اعضاء اللجنة ممثلي وزارات الشؤون والداخلية والاعلام والتربية. وتوصلت اللجنة إلى نتيجة مفادها ان قضية الافكار المتطرفة ليست بالسهولة التي يتم علاجها في اسبوع او اسبوعين ولكن الامر يتطلب جهدا كبيرا، كما ركز الاجتماع على كيفية علاج مشكلة تلك الافكار ودور كل جهة حكومية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. وأكدت اللجنة ضرورة فتح باب الحوار مع المتطرفين لتوضيح الامور الحقيقية حول كثير من القضايا ومنها مسألة الجهاد لأن اغلب هذه الافكار تأتي نتيجة الجهل بأمور الدين.
من جهة أخرى أعلن مدير ادارة التوعية والارشاد في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت عبداللطيف السنان عن وضع الوزارة خطة لتوجيه واصلاح الأفكار الخاطئة للأحداث العائدين من العراق. وقال السنان انه نظراً للأحداث المتتالية التي راح ضحيتها الكثير من الشباب الأبرياء الذين يجهلون أمور دينهم الحنيف حاولوا القيام بأعمال عدائية ضد القوات الاميركية الموجودة في العراق فقد تم تشكيل لجنة بأمر من مجلس الوزراء تضم في عضويتها ممثلين عن وزارات الداخلية والاعلام والأوقاف والشؤون لوضع خطة لتوجيه واصلاح الافكار الخاطئة لدى الأحداث العائلين من العراق.
من جانب آخر قالت مصادر مطلعة أن اثنين من الاحداث الثلاثة الذين ضبطوا قبل أسابيع في قضية "العائدون من العراق" كانا ملتزمين دينيا قبل عامين وقررا الذهاب الى العراق للجهاد متأثرين بأحداث سجن أبوغريب والمواجهات في الفلوجة. واثناء جلوسهما في احدى الديوانيات بمنطقة القرين تحدثا عن فكرة الجهاد وطلبا من متهم هارب يدعى خالد الدوسري تسهيل المهام لهما فقام بتسهيل مهمتهما للقاء احد الاشخاص في منطقة العيون بالجهراء يدعى ابو محمد الذي باشر اتصالاته مع احد الاشخاص في سوريا يدعى ابو علي وكان لقاء الاحداث مع ابو علي بجانب احد المستشفيات في العاصمة دمشق وبعد تزويدهما بالاموال وذهابهما الى سوريا التقيا بأبو علي الذي اسكنهما في شقة مكثا فيها 25 يوما ثم تركا الشقة وقام أبوعلي بتسليمهما الى احد المهربين الذي ادخلهما الى العراق وقبل نزولهما من مركبة المهرب ابلغهما بان تلك السيارة الواقفة ستنقلهما الى المكان الذي يريدانه وبعدها تم نقل الحدثين الى منطقة الفلوجة والتقيا هناك بأحد الاشخاص وشرح لهما الوضع وبعدها تهامس الحدثان فيما بينهما بأن الوضع لا يخص الجهاد وهؤلاء ليسوا باسلاميين «وعندما شعر هؤلاء الناس باننا تغيرنا طلبوا منا الانتحار» وذكر احدهما إنه قال لمن طالبه بالانتحار بالسيارة المفخخة "لماذا انت لا تنتحر وقلت مالي شغل وبعدها قاموا بنقل كل واحد منا الى سكن منفصل عن الآخر وكانت لدينا قناعة اذا ما شاهدنا اي اميركي فلن نقتله وقررنا العودة".
واضافت المصادر "احد الحدثين اتصل بوالدته ليطمئنها على صحته وابلغته بضرورة الحضور الى البلاد وقال بودي العودة ولكن حاليا لا استطيع وبعد ايام - يقول الحدث - طرق احد الاشخاص باب المنزل الذي اقبع فيه وقال لي حراس البيت ان احد الاشخاص يريد لقاءك وبعدها اكتشفت انه خالي وطلب مني الذهاب الى الكويت وبعدها تم نقلي وصديقي الحدث الثاني وذهبنا الى سوريا وتم القاء القبض علينا ثم نقلنا الى العاصمة دمشق الى فرع فلسطين وادارة الهجرة وهناك تحركت السفارة الكويتية في دمشق وسلمتنا الى الكويت وبعدها الى امن الدولة".
وقالت المصادر ان مجموعة ثانية ذهبت الى العراق ومنها الحدث "محمد" مع المتهمين البالغين وهما "ناصرم" و"محمد" كذلك تأثر أفرادها بمشاهد أبوغريب والحصار على الفلوجة وقرروا الذهاب وكان ذلك عن طريق مساعدة خالد الدوسري الهارب الذي عرض عليهم المساعدة وهو في ديوانية القرين وطلب منهم الاتصال بأبو محمد في الجهراء والاخير تولى الاتصال بأبو علي في سوريا. ولدى ذهابهم الى سوريا قاموا بالاتصال بأبوعلي لكنه لم يرد عليهم نهائيا وقرروا الانتقال الى الحدود العراقية السورية بمنطقة البوكمال وذهبوا إلى احدى البقالات وطلبوا منه المساعدة لرغبتهم بالجهاد وطلب منهم التمهل فمكثوا في مسجد عبدالرحمن بن عوف وتم القبض عليهم من قبل قوات الامن السورية بعد ابلاغ صاحب البقالة عنهم للاجهزة الامنية وبعدها تم احتجازهم لمدة شهر في منطقة دير الزور وبعدها تم تسليمهم الى الكويت.
واشارت المصادر الى انه بعد اخضاع الاحداث للتحقيقات تم ضبط باقي المتهمين في القضية ممن كان يحرض وضبط لديه السلاح وكذلك من كان ينتمي إلى مجموعة متطرفة.بينت المصادر ان المتهمين اعترفوا بتحقيقات النيابة بتهم التخطيط لارتكاب عمليات ضد قوات صديقة في العراق وسعيهم للجهاد لكنهم تراجعوا.
وأضافت زرعت فيهم افكار الجهاد من خلال الحلقات والدروس والاشرطة الدينية واشرطة الفيديو التي تتحدث عن العمليات الاستشهادية في الشيشان وافغانستان ومغامرات المجاهدين.