بهية مارديني من دمشق:اكد عضو مجلس النواب الاميركي توم لانتوس في مؤتمر صحافي عقده في دمشق اليوم انه ليس هناك اي تغيير في العلاقات السورية الاميركية ،وان مطالب واشنطن مازالت تدور ضمن ملفات اغلاق كافة المكاتب "الارهابية" في دمشق ،وسحب القوات السورية من لبنان ، واغلاق الحدود السورية العراقية بشكل فعال ، والسماح لبعض الحوار السياسي بان ياخذ مكانه بحيث لا يوضع اعضاء في مجلس الشعب السوري اكثر من عامين في السجن بسبب اراءهم، وذلك في اشارة الى عضوي البرلمان السوري مامون الحمصي ورياض سيف.
واضاف لانتوس انه لمس تغييرا في السياسة السورية لكنها خطوات بسيطة وليست كافية لان معظم الخطوات المطلوبة لم تتم ،مشيرا الى انه جدد مطالبه ،والح على وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ،الذي قابله اليوم ودار بينهما حوار ودي وصريح ومنفتح ،بالقيام على العمل بوضع الشعب السوري بالوضع الصحيح في القرن 21 كما اصر على ضرورة انهاء علاقات سورية بالارهاب واسلحة الدمار الشامل وطلب منه مغادرة القوات السورية الاراضي اللبنانية وان يقرر الشعب اللبناني مصيره بنفسه،والح ايضا على فتح الاسواق السورية ولكن الامر الاكثر الحاحا هو فتح العقول السورية عن طريق حرية التعبير وحرية الاجتماع وانهاء احتجاز وسجن السياسيين .
وتابع لانتوس انه اخبر الرئيس السوري بشار الاسد عندما قابله في ربيع 2003 بان قانون سورية سيتم تمريره او عدم تمريره حسب استجابة سورية لهذه المطالب التي طرحها وزير الخارجية الاميركي كولن باول في دمشق ايضا .
وردا على سؤال ماهي هذه الخطوات البسيطة التي اتخذتها دمشق قال لانتوس لقد اغلقت الحكومة السورية الحدود مع العراق امام الارهابيين واسلحة الارهاب وهناك حاليا 4500 حرس حدود سوري ولكن هذا العدد غير كافيا ولم تعد سورية مطارا لطهران لنقل اسلحتها ولكن المطلوب هو عدد اكبر لحرس الحدود وتبديل المناوبات بينهم كما ان هناك 200 مليون دولار للحكومة العراقية لدى سورية لم تتم تسويتها حتى الان .
وحول طرح هذا الموضوع من قبل عضو في مجلس نواب اميركي واعتباره تدخلا بين سورية والعراق اعتبر لانتوس ان دافع الضرائب الاميركي دفع الاف الدولارات من اجل انهاء نظام صدام المتوحش وان اميركا واعضاء مجلس النواب كاصدقاء للعراق الجديد يهمهم الا تكون اموال العراق محتجزة وهو ايضا كعضو كونغرس في بلد حر يشعر بالحرية التامة في التعبير عن رايه في كل مكان.
وردا على سؤال ايلاف حول رايه فيما ُيطرح من اراء حول عملية توطين الفلسطينين في البلاد العربية رأى سانتوس انه بعد الحروب عادة ماتتغير حركة السكان وكلما كان الناس متقبلون للهجرات كلما عادت الامور لطبيعتها ونقل سانتوس شعوره بالامتنان للشعب والحكومة الاردنية الذين اخذوا موقفا تجاه هذا الامر معتبرا ان احدى نقاط القوة في الاردن هو منحها الجنسية للفلسطينين .

وراى سانتوس ردا على سؤال حول خطورة اسرائيل على العالم كما اشارت بعض الاستطلاعات والعلاقات العربية معها انه ليس المكان المناسب او الزمان المناسب للحديث عن الصراع العربي الاسرائيلي ومساندة الولايات المتحدة لاسرائيل لكنه استطرد قائلا ان اسرائيل انجزت اتفاقية سلام مع مصر والاردن وهو يدعم سياسة بوش في خريطة الطريق لوجود دولة فلسطينية امنة و اعتبر ان عرفات مارس ضغوطا على ابو مازن ورفض عروضا جيدة وان الشعب الفلسطيني ملعون باسوأ نظام سياسي يراه المرء.
وتحدث لانتوس مطولا عن الموقف الليبي وامل ان يزور سورية في وقت قادم ليجد الموقف في دمشق مشابها للمستجدات على الساحة الليبية وقال ان القذافي تخلى عن كافة اسلحة الدمار الشامل وانهى العلاقات مع المنظمات الارهابية وانه كان في زيارة الى ليبيا ونصح بوش ابان عودته كما نصح باول ومستشارة الامن القومي برفع العقوبات عن ليبيا ورفع الحظر عن السفر اليها والتنقل وانشاء علاقات جيدة معها واكد ان الاجراءات في طور التنفيذ حاليا ورجال الاعمال والبعثة الدبلوماسية يبحثون طرق اعادة العلاقات معها وهذا الاسبوع هناك فريق اميركي طبي متميز سيتوجه لليبيا لمحاربة الايدز هذا المرض المستفحل بها وسيتم فتح ابواب الجامعات الاميركية امام الطلاب الليبين وهناك خطى حثيثة لتشجيع السياحة في ليبيا وفتح مجمع دبلوماسي يتناسب مع القرن 21 .
ولفت سانتوس ان سياسة الولايات المتحدة ازاء الشرق الاوسط لن تتغير بتجديد بوش او بفوز كيري .
وحول زيارته الى مصر قال امضيت ساعتين ممتزتين مع اللواء عمر سليمان والذي يقود المباحثات من الطرف المصري من اجل قطاع غزة ووجدت اجتماعي معه مثمرا للغاية واود ان اعبر عن شكري للعمل الذي يؤديه في هذا المجال .
ووجد لانتوس ان الولايات المتحدة تقود حربا لانهاء حكم الدول البوليسية والقمعية وان قوى الحرية والديمقراطية ستنتصر في الشرق الاوسط كما انتصرت في الدول الاخرى.
الجدير بالذكر ان لانتوس هو عضو في لجنة العلاقات الدولية وعضو في لجنة الاصلاح التابعتين لمجلس النواب وهو ديمقراطي يمثل المقاطعة الثانية عشر في ولاية كاليفورنيا وعاصر ريغان وبوش الاب وكلينتون وبوش الثاني كما اعتقد في المؤتمر الصحافي اليوم انه سينجح في الانتخابات القادمة في تشرين الثاني "نوفمبر" ليستمر مع بوش او كيري.