فالح الحُمراني من موسكو: فيما جددت روسيا رفضها القاطع لتدويل النزاع بين جورجيا واوسيتيا الشمالية باستقدام قوات حفظ دولية وتوسيع دائرة المراقبين الدوليين، افادت رئيسة لجنة الإعلام والصحافة في أوسيتيا الجنوبية ايرينا غاغلويفا أن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا في شمال تسخينفالي اثر سقوط قذيفة على احد المنازل. وقالت غاغلويفا إن التشكيلات الجورجية تخترق شمال تسخينفالي. ويجري قصف مكثف بالهاون والمدافع الرشاشة.
من ناحية اخرى القت موسكو مسؤولية تدهور الوضع بالكامل على تبليسي وقالت أن محاولات ما وصفته بفرض أسلوب القوة من جانب واحد لتسوية مشكلة أوسيتيا الجنوبية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية وزع اليوم: "إن تلك المحاولات هي عبارة عن طريق مسدود قد يتحول إلى مأساة بالنسبة للناس البسطاء، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها. ويجب أن يفهم المسؤولون في تبليسي أن مثل هذه المحاولات لا يجوز السماح بها. ومن الضروري اتخاذ خطوات حازمة تجاه أولئك الذين يقومون عن وعي بخرق الاتفاقات الموجودة، ويقفون في طريق العودة إلى الإطار القانوني".
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من تطور الأحداث في أوسيتيا الجنوبية، والمتعلقة بعمليات إطلاق النار المتكررة على المناطق السكنية، والتي أدت إلى وقوع ضحايا وسط السكان المدنيين.
واتهمت الخارجية الروسية الجانب الجورجي بانتهاك القرارات والاتفاقيات التي توصلت لها الاطراف المعنية مؤخرا مشيرة الى شن عمليات عسكرية أوسع نطاقا من المرات السابقة، وأكثرها إراقة للدماء. كما تصطدم قوات حفظ السلام المشتركة بعقبات كثيرة في طريق قيامها بتنفيذ قرارات لجنة الرقابة المشتركة.
وترى الخارجية الروسية ان ما وصفته بالاستفزازات من جانب جورجيا تترافق مع دعوات تبليسي لعقد مؤتمر دولي للمساعدة على إيجاد تسوية سلمية للنزاع الجورجي الأوسيتي. ومن الواضح للجميع أن المشكلة لا تكمن في وجود أزمة في مجال آليات المحادثات لأنها متوفرة بشكل كاف، وإنما في عدم رغبة بعض ممثلي الجانب الجورجي بالالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها، وفي محاولاتهم فرض أسلوب القوة من جانب واحد لحل المشكلة في أوسيتيا الجنوبية بأي ثمن، وبغض النظر عن الضحايا البشرية التي سقطت وقد تسقط جراء تلك الأعمال.