بهية مارديني من دمشق:أعلن رئيس مكتب العلاقات العربية الاميركية الدكتور زكريا خلف في تصريح خاص لـ"ايلاف" انه لا يتصور ان تحوي جعبة الادارة الاميركية أي جديد من اجل الشرق الاوسط هذه الايام، مشيرا الى ان ما يتم الحديث عنه في الاعلام حول زيارة محتملة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول او مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية مارك غروسمان او مساعد باول لشؤون الشرق الاوسط وليم بيرنز الى دمشق قريبا، هو محض افتراضات.
واكد خلف ان اميركا مشغولة بالوضع المأساوي في العراق اضافة الى الانتخابات الرئاسية لديها،لافتا إلى أن دمشق صرحت اكثر من مرة انها ترغب في استمرار الحوار مع واشنطن ولكن هذا لا يعني انها سترضخ للضغوطات التي تمليها اسرائيل على الولايات المتحدة كما صرحت اكثر من مرة انها لا تتدخل في شؤون العراق ولا تدعم اية منظمات او تساند مقاتلين في العراق .د
وحول زيارة باول او بيرنز الى سورية قال خلف "لم نعلم من خلال اتصالاتنا المستمرة ان هناك زيارات حالية كما لم نعلم ان اميركا تريد قطع الحوار مع سورية ولكن دمشق عودت واشنطن انه ان لم يكن في جعبتها أي شيء مهم فزيارتها لا تفيد ،وعلى مايبدو ان الادارة الاميركية ليس في جعبتها أي شيء من المطالب السورية" .
واكد خلف سورية قبلت المفاوضات منذ مؤتمر مدريد بعد ان تلقت وعود اميركية لتحقيق السلام العادل المستند الى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن والان بعد مرور 15 عاما على هذا الموضوع لم تجد شيئا قد نفذ حتى الان وعلى العكس تجد دعماً كبيراً للإرهاب الصهيوني والتعنت الإسرائيلي ومطالبة الجهات العربية بمزيد من التنازلات ولكن سورية غير معنية بالتنازلات فهي لا تطالب إلا بتنفيذ الشرعية الدولية واستعادة الحقوق العربية المغتصبة.
وبالنسبة للمطالب الاميركية من سورية قال خلف ان لم تستطع اميركا حماية حدودها مع المكسيك فكيف تستطيع سورية حمايتها مع العراق كما ان دمشق لاتستطيع ان تضغط على المنظمات لان الولايات المتحدة واسرائيل لم تستطع ثنيها عن انشطتها وفي الاساس قرارات هذه المنظمات لايتم تحضيرها في دمشق.
وراى خلف انه من المؤسف ان تقف اغلب الدول العربية موقف الحياد لتصبح مجرد ادوات مراقبة لما يجري ومهمتها فقط هي تقديم الاحصاءات للشهداء في العراق في فلسطين واصبح اهتمامها في القضايا الخارجية اكثر من اهتمامها في القضايا القومية .
وتساءل خلف ماذا فعلت الديمقراطية في العراق ،لافتا ان ماتصرح به الإدارة الاميركية هو عرض عضلات لكسب الانتخابات الاميركية وإرضاء إسرائيل ضاربة عرض الحائط بكافة الاعتبارات والقوانين الدولية .
واعتبر خلف أن محاولة كم الأفواه وإخفاء الحقيقة بانتظار القرارات الاميركية لم يعد مقبولا داخل او خارج اميركا وهذه الديمقراطية الجديدة التي تحاول واشنطن ان تفرضها باسم محاربة الارهاب لم تعد مبررة ولا مقنعة ، مشددا انه ستكون هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها فالشعب الأمريكي ضائع بين خوفه من الإرهاب وسوء الحالة الاقتصادية التي لم تمر على الشعب الأمريكي منذ قرون فالشعب أصبح كالمقامر لا يعرف ماذا يختار الأمن أم الاقتصاد فالإدارة تخنقه بالإرهاب والاقتصاد يهدده بالجوع ولقد أصبح ما يحتاجه الشعب هو الاطمئنان والأمان ونسي وضعه الاقتصادي وكانت دائما الأمور الاقتصادية تؤثر في الانتخابات الأمريكية بينما في هذه الانتخابات يكون الأمان له المقام الأول لذلك نجد أن الرئيس الاميركي جورج بوش بدّل في آخر لحظة رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية وعيّن رئيسا جديدا بدل أن يقدم عروضه حول كيفية تحسين الوضع الاقتصادي.
تأتي تصريحات خلف ل"ايلاف " في وقت زار فيه النائب الأميركي الديمقراطي توم لانتوس سورية الاربعاء ثم توجه الى الاردن مصرحا من هناك ان زيارته إلى دمشق مثلت "خيبة أمل كبرى" له مبررا حكمه هذا , بأن سورية لم تقدم على قطع العلاقات مع من أسماهم المجموعات الإرهابية والتقى لانتوس وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق، ولكنه لم يلتق الرئيس بشار الأسد ، وفي غضون ذلك نقلت" وكالة الانباء المركزية " نبأ عقد لقاء خاص جرى خلال نهاية الاسبوع الفائت في مجمع فقرا في لبنان, بين يبلوماسي سوري شغل منصباً رفيعاً في واشنطن وشخصية أميركية تشغل منصباً في الادارة الاميركية الحالية.
وقالت الوكالة أن اللقاء يأتي ضمن المشاورات التي شارك فيها موظفون أمنيون ودبلوماسيون في البلدين أخيراً في واشنطن حول الملف العراقي ومسألة الحدود السورية العراقية, وصولاً الى ما يجري في الاراضي الفلسطينية, مروراً بالعلاقات السورية_ الاردنية, و الوضع في لبنان والاستحقاق الرئاسي.
التعليقات