أسامة العيسة من القدس: يعتبر الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي أصدر جون اشكروفت، وزير العدل الأميركي، مذكرة اعتقال بحقه، الرجل الثاني في حركة المقاومة الإسلامية حماس، ويشغل منصب نائب رئيس مكتبها السياسي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها أميركا مثل هذه المذكرة، فكانت السلطات الأميركية اعتقلته عام 1995، وبعد أن أمضى 18 شهرا في سجن نيويورك الفيدرالي، أصدرت محكمة فدرالية حكماً بتسليمه للسلطات الإسرائيلية التي طالبت بتسليمه.

ولم يستأنف أبو مرزوق الحكم ضد تسليمه، ولكن المفاجأة أن الحكومة الإسرائيلية تراجعت عن طلبها ورفضت تسلمه خشية من انتقام متوقع من حركة حماس، أو تنفيذها عمليات اختطاف لتحريره، خصوصا وانه شغل وقتها منصب الرجل الأول في حماس وفي أثناء اعتقاله اختار رفاقه خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسي للحركة، الذي ما زال يتولى المسؤولية حتى ألان.

ولم يكن أمام الحكومة الأميركية إلا إرساله إلى الأردن وكان ذلك في أيار 1997، وبعد ثلاثة أعوام من اقامته في الأردن طرد مع أربعة آخرين من قادة حماس ليقيم الان بين دمشق وبيروت.
ويصفه المقربون منه، بأنه ذكي جدا ورغم هدوئه الظاهر، فانه مستعد على الإقدام على خطوات جريئة محسوبة، مثلما فعل في أوج الانتفاضة الفلسطينية الكبرى في أواسط ثمانينات القرن الماضي، عندما دخل إلى قطاع غزة بجواز سفره الأميركي، ليجمع صفوف حركة حماس التي تعرضت آنذاك لضربات متتالية من سلطات الاحتلال التي اعتقلت الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة والشيخ صلاح شحادة رئيس الجناح العسكري وجميع الرموز مثل المهندس إسماعيل أبو شنت والدكتور محمود الزهار وغيرهم.

ويبدو ان المخابرات الإسرائيلية لم تكن تعلم بالمكانة التي يحتلها أبو مرزوق في حركة حماس، فنجح في مهمته وعاد إلى حيث يقيم في الولايات المتحدة الأميركية.

وكان أبو مرزوق ولد في مخيم رفح لعائلة هجرت من قرية يبنا قرب عسقلان التي احتلت عام 1948، وبعد إنهاء دراسته الثانوية في قطاع غزة توجه إلى مصر، حيث حصل على الشهادة الأولى في الهندسة من جامعة حلوان عام 1977.

وعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى العام 1981 حيث توجه إلى الولايات المتحدة لاحقا لإكمال دراسته العليا، وأنهى دراسته بالحصول على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الهندسة الصناعية عام 1991.

ومن المتوقع أن يتصدر أبو مرزوق نشرات الأخبار في الأيام المقبلة إذا أصرت الولايات المتحدة على تسلمه من الحكومة السورية حيث يقيم في أراضيها.
في دمشق، انتقد مستشار وزير الاعلام السوري، أحمد الحاج علي، الخطوة الاميركية واعتبرها مقدمة لفرض عقوبات اضافية على سوريا.

وقال "اميركا هي وسط حملات انتخابية رئاسية، ومع مأزق سياساتها الاقتصادية وسعيها لتحويل الانظار عن العراق وفلسطين، ترفع (واشنطن) من وتيرة حملتها على سوريا".

وشدد الحاج علي على ان ادانة ناشطي حماس "ستقود الى فرض المزيد من العقوبات على سوريا". وقال "لاحظنا مؤخراً ان ثمة تصريحات مناهضة لسوريا تصدر في كل من الداخل الاميركي وعبر موفدين (اميركيين) الى المنطقة"، وذلك في اشارة الى زيارة النائب الاميركي توم لانتوس الى دمشق وتصريحاته المناهضة للسوريين.