مسلح عراقي من أنصار الصدر اثناء مراقبة الموقف في البلدة القديمة في النجف

النجف (العراق): شنت القوات الأميركية هجوما جديدا على مواقع المقاتلين الشيعة في مدينة النجف في ساعة مبكرة من صباح يوم بعد صعوبات واجهت المحادثات مع السلطات الدينية لانهاء حصار اقدس مزارات النجف.وقال شاهد عيان إن طائرة عسكرية أميركية اطلقت نيران مدافعها على مواقع يسيطر عليها المقاتلون الموالون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بينما صادرت القوات البولندية العاملة في إطار القوة المتعددة الجنسيات في العراق كمية كبيرة من الأسلحة في مدينة كربلاء وفق ما قال ناطق باسم القوة. من جانبه، صرح نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري بأنه ليس هناك دليل على أن إيران تدعم مقتدى الصدر سواء كان دعما عسكريا أو غير ذلك. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان صحافيين فرنسيين اختفيا في العراق ولا يعرف عنهما شيء منذ يوم الخميس، في حين أدان مفتي مصر أمس سلوك القوات الأميركية وقوات التحالف في مدينتي النجف والفلوجة العراقيتين وحذر من احتمال تفجر "بركان غضب" في رد فعل على ذلك.

"يرفع الهجوم الى 711 عدد العسكريين الأميركيين الذين لقوا حتفهم في عمليات قتالية بالعراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام الماضي."

واضاء هجوم النجفالمنطقة بومضات بيضاء واعقبه انفجار. وارتفع الدخان فوق المدينة القديمة في النجف قرب مواقع المقاتلين . وجاءت اعمال العنف الصباحية تلك بعد يوم من الهدوء النسبي في الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات في محاولة لإنهاء انتفاضة الشيعية التي بدأت قبل اسبوعين بقيادة قوات الصدر والتي ساعدت على ارتفاع اسعار النفط العالمية الى مستويات قياسية. وسقطت طائرة أميركية دون طيار في المدينة وقال رجال جيش المهدي انهم أسقطوها. وأحكم المقاتلون الموالون لرجل الدين الشيعي قبضتهم على مرقد الامام علي يوم السبت بينما قال مصدر مقرب من محادثات مع السلطات الدينية لوضع نهاية لحصار مستمر منذ اسبوعين ان المحادثات تواجه مشكلة. وقال احد عناصر الميليشيا وهو يشدد على كلماته "أحضروا هؤلاء الأميركيين الى هنا ليخوضوا قتالا يدا بيد ... إنهم جبناء. هم يبقون على بعد الاف الامتار في طائراتهم. إنهم خائفون ويعرفون اننا سنذبحهم".

وفي الكوفة القريبة حيث كان الصدر في السابق يؤم المصلين بمسجد المدينة قال شهود ان قوات أميركية اشتبكت مع رجال ميليشيا. ومما ابقى على الامل بحل سلمي للازمة ذكر أحد كبار مساعدي الصدر انه يريد تسليم مفاتيح مرقد الامام علي أقدس موقع للشيعة بالعراق الى اية الله علي السيستاني. والسيستاني المرجع الاعلى للشيعة العراقيين الذين يمثلون اغلبية السكان موجود في لندن يتعافى بعد عملية جراحية.

وقال الشيخ احمد الشيباني للصحافيين ان أتباع الصدر يريدون تسليم المرقد للمؤسسة الدينية صاحبة الحق في السيطرة عليه. وأضاف ان محادثات بدأت بشأن مستقبل المسجد. ولكن الشيباني استدرك الى القول ان ميليشيا الصدر ستواصل حراسة المسجد بعد أي عملية تسليم وهو ما تعهدت حكومة علاوي بمنعه. وقال الشيباني ان جيش المهدي سيواصل الدفاع عن المرقد والنجف بكاملها لانها مدينة مقدسة.

وقال مصدر مقرب من المحادثات ان المفاوضات بشأن تسليم المسجد اصطدمت بعقبة الا انه لم يفصح عنها. وتابع المصدر "الاتصالات مستمرة ولكن هناك مشكلة." ولم يتضح بعد ما اذا كان اصرار الصدر على بقاء مقاتليه في المسجد حيث يقاتلون القوات الأميركية وقوات الحكومة العراقية هو الذي يعرقل سير المفاوضات. وداخل مرقد الامام علي ردد مقاتلو الصدر شعارات تهاجم رئيس الوزراء اياد علاوي الذي دعاهم لإلقاء السلاح ومغادرة المكان. وهتف المقاتلون "سننتصر. سننتصر على اياد علاوي والخونة المتعاونين مع الأميركان."
وحمل بعضهم لافتات تقول "أين الرصاصات التي تمنحنا الشهادة؟"

وزادت انتفاضة الصدر المخاوف من تعطيل انتاج النفط العراقي وساعدت في زيادة اسعار الخام الى مستويات قياسية. وقال شهود ان مخربين فجروا شحنة ناسفة قرب محطة ضخ بجنوب العراق اليوم السبت ولكنها أحدثت اضرارا طفيفة. وسيكون الاستيلاء على المسجد دون اراقة دماء انتصارا سياسيا كبيرا لعلاوي الذي يواجه منذ تسلمه السلطة من سلطات الاحتلال الأميركي يوم 28 يونيو حزيران مهمة شاقة للقضاء على تمرد وعلى انتفاضة شيعية الان في ثماني مدن.

وقال مسؤولون في وزارة الصحة ان 21 عراقيا على الاقل قتلوا وان حوالي خمسة اصيبوا في النجف خلال الساعات الاربع والعشرين السابقة. وقتل ثلاثة اشخاص في بغداد حيث تحارب القوات الأميركية ميليشيا شيعية بمدينة الصدر.

وقال الجيش الأميركي ان متمردين اطلقوا قذيفة صاروخية على عربة عسكرية أميركية يوم السبت بجنوب بغداد مما اسفر عن مقتل جندي واصابة اثنين اخرين.

وفي هجوم منفصل قتل جنديان أميركيان واصيب ثلاثة يوم الجمعة في انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق قرب مدينة سامراء العراقية التي تبعد حوالي 100 كيلومتر الى الشمال من بغداد.

نائب الرئيس العراقي
الجعفري يؤكد عدم دعم إيران لمقتدى الصدر
بدوره، صرح نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري بأنه ليس هناك دليل على أن إيران تدعم مقتدى الصدر سواء كان دعما عسكريا أو غير ذلك. وأضاف في حديث لتلفزيون "العربية" أنه إذا تم العثور على وثائق تدين أي دولة بالتعاون مع الصدر الذي يشن مؤيدوه هجمات ضد القوات الأميركية والعراقية في النجف فإنه سيعلن عن ذلك وسيعتبره خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأعرب الجعفري الذي يزور دولة الإمارات العربية المتحدة عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى حل سياسي للخروج من الوضع المتأزم في النجف. وكانت الخارجية الأميركية قد قالت الخميس إنه ليس لديها أدلة قاطعة بأن إيران تزود الصدر بالسلاح.

الصحافي الإيطالي إنزو بالدوني
وزارة الخارجية الفرنسية تعلن اختفاء صحافيين في العراق
اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان صحافيين فرنسيين اختفيا في العراق ولا يعرف عنهما شيء منذ يوم الخميس. وقالت الوزارة ان جورج مالبرونت الذي يعمل بصحيفة لو فيجارو وكريستيان شسنوت الذي يعمل براديو فرنسا الدولي وهما يعملان معا غالبا ونشرا كتابا عن العراق في العام الماضي لم يحضرا الى موقعهما منذ اكثر من يومين . وصرح متحدث باسم الوزارة بأن"السفارة الفرنسية مُعبأة بشكل كامل ولكن بحثها لم يسفر عن اي نتائج في الوقت الحالي."

ولم يتضح مااذا كان الصحفيان يغطيان احداث النجف حيث تخوض القوات الأميركية معارك ضد ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. واعلنت وزارة الخارجية الايطالية يوم السبت ان صحفيا ايطاليا كان يعمل في النجف اختفى وافادت انباء ان سائقه قتل.


القوات البولندية تصادر كميات كبيرة من الأسلحة في العراق

"قتل جندي بولندي واصيب ستة حين انفجرت سيارة ملغومة بجوار قافلتهم قرب بلدة الحلة العراقية يوم السبت. ويرفع مقتل الجندي عدد القتلى البولنديين في العراق الى 14 منذ تولت بولندا قيادة قوة متعددة الجنسيات قوامها ثمانية الاف فرد في جنوب وسط العراق في سبتمبر ايلول الماضي."

وصادرت القوات البولندية العاملة في إطار القوة المتعددة الجنسيات في العراق كمية كبيرة من الأسلحة في مدينة كربلاء وفق ما قال ناطق باسم القوة. وأضاف الناطق أن حاجزاً للقوة البولندية أوقف حافلة ركاب صغيرة فهرب سائقها ورجل كان بجانبه وتم العثور في السيارة على عدة قذائف وثلاثة رشاشات كلاشينكوف. وأوضح الناطق أن القوات البولندية لم تطلق النار على الرجلين الفارين بسبب ازدحام الشارع بالمدنيين. وكان جندي بولندي قتل وأصيب ستة آخرون نتيجة انفجار سيارة مفخخة في الحلة أثناء مرور قافلة لهم صباح السبت.

غضب" بسبب احداث النجف
منجانب آخر، أدان مفتي مصر أمس سلوك القوات الأميركية وقوات التحالف في مدينتي النجف والفلوجة العراقيتين وحذر من احتمال تفجر "بركان غضب" في رد فعل على ذلك. وقال المفتي الدكتور علي جمعة في بيان "لا يمكن أن يتوقع العالم بعد الاعتداء على مراقد الصحابة الكرام وبعد اهانة المقدسات وترويع وقتل المدنيين من الشعوب الاسلامية أن يسكتوا على هذه الاهانات وألا ينفجر بركان غضبهم وسخطهم."

وتقود القوات الأميركية الحملة العسكرية لطرد انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من مرقد الامام علي في مدينة النجف الا ان الضباط الأميركيين يقولون انهم يتجنبون المرقد نفسه.

وفي البيان الذي نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط قال المفتي ان دار الافتاء المصرية تدين "عدوان قوات التحالف المستمر بقيادة الولايات المتحدة على مرقد الامام علي والمقدسات الاسلامية". وكان البيان قويا بشكل غير مألوف بالنسبة للمسؤولين الدينيين المصريين الذين ينأون بأنفسهم عادة عن السياسة الدولية ما لم تكن الحكومة قد اتخذت بالفعل موقفا واضحا. وقال المفتي "ان دار الافتاء المصرية وهى ترى ما يتعرض له أبناء المسلمين فى العراق خاصة في النجف والفلوجة لا يمكن أن تقبل أي تبرير يسمح لقوات التحالف ولا لغيرها وهى تدعي انقاذ العراقيين من الدكتاتورية والظلم والفساد أن تقوم هى نفسها بهذا الدور القبيح المرفوض لدى كل عقلاء الدنيا ومحبي السلام." وتساءل "كيف يبحث العالم بعد ذلك عن سبب الارهاب وكره الاخر وصراع الحضارات..". وطالب المفتي "العقلاء فى العالم بأن يأخذوا على أيدي الموتورين والمتهورين لكي لا تنزلق الاحداث الى ما لا يمكن علاجه فينحدر الوضع الى بحر من الدماء لا مبرر له حيث لا ينفع حينئذ الندم."