اتهام أنصار الصدر بقتل نجل المرجع آية الله الحكيم
أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر مقربة من المرجعية الدينية في مدينة النجف إن آية الله السيد علي السيستاني يرفض استلام ضريح الإمام علي فيها قبل إخلائه من المسلحين وإغلاق أبوابه الداخلية والخارجية ووضع مفاتيحه في ظرف مختوم لتتولى لجنة مخولة جرد محتوياته خوفا من سرقة بعضها وبينها كنوز لاتقدر بثمن، بينما تتقدم الدبابات الأميركية باتجاه الضريح. واتهم مقربون من المرجع الديني اليسد محمد سعيد الحكيم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر بقتل نجله مهدي في النجف ليلة أمس. وقالت المصادر المقربة من المرجعية التي تحدثت معها "إيلاف" اليوم إن السيستاني مصر على استلام مفاتيح الضريح مغلقا تماما بعد إخلائة من جميع الموجودين فيه من عناصر جيش المهدي والزائرين ومن ثم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن المراجع والوقف الشيعي والصدر لجرد محتوياته ليتم بعد ذلك إعادة تسليم الإشراف عليه إلى عائلة الرفيعي النجفية وتحديدًا إلى المهندس رضوان الرفيعي المشرف عليهوالتي تتولى هذه المهمة بالوراثة منذ القرن التاسع عشر.

ويرفض مكتب السيستاني تسلم الضريح قبل أن يتحقق من عدم نقل أي ممتلكات من كنوزه وتحفه التاريخية النادرة خلال تحصن جيش المهدي داخله على مدى الاشهر الخمسة الماضية. وأوضحت ان مشكلة استلام الضريح دخلت في نفق مظلم لان الوضع الامني الخطير الذي تعيشه المدينة يمنع تشكيل لجنة لاستلام موجودات الضريح بالنظر الى صعوبة الاتصال بالاشخاض المفترض ان يكونوا اعضاء في اللجنة اضافة الى ان انصار الصدر مصرون عل تولي " حماية " الضريح حتى بعد تسليمه وهذا يعني بقائهم داخله ولذلك فان استلامه سيكون شكليا ويلقي عبئا ثقيلا على المرجعية لحفظ الامن داخله وحوله وابعاد المظاهر المسلحة عنه الامر الذي يدفع السيستاني الى التردد في اعطاء ممثليه في النجف امرا بالاستلام.

وأشارت إلى أن إصرار الحكومة العراقية على أن يعلن الصدر شخصيا وبصوته موافقته على إخلاء الضريح وحل جيش المهدي التابع له وتحويله إلى منظمة سياسية ينطلق من ادراكها بوجود ضغوط وتدخلات ايرانية داخل تياره تمنعه من الوفاء بهذه الشروط التي تتناقض تصريحات مساعديه حولها .


مواجهات بالقرب من ضريح الامام علي في النجف
واندلعت مواجهات صباح اليومفي شوارع المدينة القديمة في النجف بالقرب من ضريح الامام علي بين الميليشيا الشيعية والقوات الاميركية المساندة للقوات العراقية بعد ثلاث غارات ليلية نفذها الطيران الاميركي على المنطقة. وشن الطيران الاميركي غاراته بين الثانية والنصف والثالثة فجر الاحد (السبت 22،30 و00،23 ت غ)، مما احدث ثلاثة انفجارات بالقرب من الضريح.وتدور معارك النجف منذ الخامس من اب/اغسطس. وتراجعت حدة المعارك منذ يومين وبات يسمع تبادل اطلاق النار بشكل متفرق.

قصة مفاتيح الضريح
ويقول رضوان الرفيعي ان هناك ثلاثة انواع من المفاتيح، الاول مفاتيح الابواب الخارجية للصحن، وهي خمسة ابواب: القبلة والسوق الكبير والعمارة والطوسي والعبايجية، هذه الأبواب مصنوعة من الخشب وتكون كبيرة باستثناء باب العبايجية وهو أصغرها، ومفاتيح هذه الأبواب موجودة لدى احد خدم المرقد ومن عائلة القابجي، وهؤلاء توارثوا مهنة الاحتفاظ بمفاتيح ابواب الصحن الخارجي لفتحها وإغلاقها».

ويضيف الكليدار قائلا "مفاتيح هذه الابواب هي عادة مفاتيح الأقفال التي تغلق من الداخل، وهذه الأقفال يمكن ان تتغير في أي وقت، اذ ان هناك مزاليج تغلق الابواب بواسطة الاقفال ولا تغلق الابواب او تفتح من الخارج". وتفتح هذه الابواب قبل انطلاق أذان صلاة الفجر. وأول الابواب التي تفتح هي باب القبلة المقابلة لشارع الرسول، حيث ان غالبية المراجع وعلماء الدين يسكنون بالقرب من هذا الباب، وآخر الابواب التي تفتح هو باب العبايجية، أما موعد اغلاقه فيتراوح ما بين الساعة 11 ليلا وحتى منتصف الليل وهذا يعتمد على حجم عدد الزوار، لكن الكليدار يشير الى ان الابواب تبقى مفتوحة 24 ساعة في أيام الأعياد والاحتفالات الدينية وأيام شهر محرم.

ويؤكد ان المفاتيح الاهم هي مفاتيح الرواق الداخلي الذي يضم مرقد الإمام علي وبعض الكنوز النفيسة والمخطوطات النادرة هو مفتاح واحد بنسختين، نسخة منه مطلية بالفضة والثانية من الالمنيوم، ويصنع هذا المفتاح عادة في مدينة النجف من قبل فنان وخبير في صياغة الذهب ويتغير مع تغيير الباب المزين بالذهب الخالص والمينا والزخارف الفنية حيث كان كان آخر باب قد وضع قبل 35 عاما وجاء هدية من إيران.

ويقول رضوان ان الكليدار يقوم عادة بتأمين نسخة من هذا المفتاح لنائبه حيث ان هناك نائبين لي هما عدنان الخرسان وعباس الحكيم، وكان المسؤول عن مفتاح الرواق الداخلي الخرسان الذي سلبه انصار الصدر المفتاح بالقوة وهددوا بذبحه قرب الضريح مما اضطره الى منحهم المفتاح وترك الضريح حفاظا على حياته كما ابلغ صحيفة الشرق الاوسط اليوم.
ويضيف حامل المفاتيح قائلا "عندي نسخة من هذا المفتاح ومفاتيح الخزنة، اما مفاتيح شباك المرقد الذي يلقي فيه الناس الأموال ايفاء للنذور والتي تستخدم لإعمار الضريح وجزء منها تدفع كرواتب لخدم المرقد ولمساعدة الفقراء، فهناك اربعة مفاتيح اثنان معي واثنان مع ديوان الاوقاف الشيعي»، مشيرا الى ان «هذه المفاتيح مصنوعة بطريقة أمنية وسرية حيث لا اتمكن انا من فتح الشباك ما لم تكتمل المفاتيح الاربعة، وهناك قفل رمزي للشباك مصنوع من الفضة".
وحول مفاتيح الحضرة التي يقول انصار الصدر انهم سيسلموها لمكتب المرجعية قال "لا ادري اية مفاتيح تم تسليمها ومن تسلمها، لكنها في الغالب يجب ان يكون مفتاح المرقد الذي سلبوه من نائب المشرف على الضريح وأبدى الرفيعي قلقه على الكنوز الموجودة في الداخل والمخطوطات النادرة التي لا يقدر الا اهل العلم قيمتها، وقال " لا افهم معنى ان يسلموا المفتاح لمكتب المرجعية وهم ما زالوا في داخل الحضرة ولم يغادروها حتى الان بينما الناس تتوق شوقا لزيارة المرقد".

اتهام انصار الصدر باغتيال نجل مرجع
واتهمت مصادر مقربة من المرجع الديني اية الله السيد محمد سعيد الحكيم انصار الصدر باغتيال نجله مهدي في النجف امس .
وقد اختطف نجل المرجع المقيم فيمدين الكاظمية في بغداد حين هاجمت عناصر مسلحة امس منزل أحد رجال الدين الشيعة في مدينة النجف واختطفته جيث اوضح عبد الرزاق مهدي النصراوي من مكتب المرجع الديني محمد سعيد الحكيم "أن ميلشيات مسلحة مجهولة هاجمت منزل مهدي الخراساني حين كان يتواجد هناك محمد رضا المرعشي ومهدي نجل السيد محمد سعيد الحكيم". وأضاف "أن العناصر اعتدت بالضرب المبرح على مهدي الخراساني ومحمد رضا المرعشي ثم اقتادوا مهدي محمد سعيد الحكيم الى جهة مجهولة" الى ان وجد مقتولا ليلة امس .


حكم بالسجن لخمس سنواتبحق ثلاثة ايرانيين
وفي كربلاء (110 كيلومتراجنوب بغداد )اعلنت المحكمة الجنائية ان ثلاثة ايرانيين القي القبض عليهم قبل ثلاثة اسابيع حكم عليهم اليوم بالسجن لمدة خمس سنوات وشهر واحد بتهمة الاتجار بالمخدرات.وجاء في بيان للمحكمة ان الايرانيين الثلاثة الذين لم يكشف عن هويتهم، قد ثبت ذنبهم في تهمة الاتجار بالافيون والهيرويين وسوف يمضون عقوبتهم في سجن في مدينة الحلة شرق كربلاء.واعلن ناطق باسم الشرطة انه تم القاء القبض على الرجال الثلاثة في فندق في كربلاء وبحوزتهم "كمية كبيرة من المخدرات" دون ان يحدد هذه الكمية وتم استجواب العديد من الايرانيين في هذه المدينة التي تشكل مزارا للشيعة من العالم اجمع.وتمر العلاقات بين ايران والعراق في فترة توتر كبير، ويتهم العراق ايران بالتدخل في شؤونه الداخلية وقد اختفى دبلوماسي ايراني منذ الرابع من الشهر الحالي في العراق كما تؤكد طهران ان الشرطة العراقية اوقفت الاسبوع الماضي مصطفى دربان مدير مكتب وكالة الصحافة الايرانية "ايرنا" في بغداد .