بهية مارديني من دمشق: اعتبر المعارض والكاتب السوري ميشيل كيلو في تصريح خاص لـ"ايلاف" ان اغلب المعارضة السورية في داخل البلاد خاضت مقاومة حقيقية طيلة الثلاثين سنة الماضية، مشيرا إلى ان لدى المعارضة الحلول الاولية لمشكلات سورية تكمن في مصالحة وطنية، وخلق ارضية مشتركة لمختلف الاطياف، مشددا على انه عندما اتيحت الفرصة للقوى الديمقراطية "ربيع دمشق" اثبتت ان لديها خطابا حقيقيا يعبر عن مصالح الناس، وان لديها القدرة على احداث حراك اجتماعي ومدني واسع، وانها ليست جزرا معزولة عن الشعب بل تستطيع ان تقوم بمبادرات خلاقة لصالح البلد تتسم بروح عالية من المسؤولية وتخدم وحدة الشعب الوطنية وتعبر عن رغبة المواطنين في الحرية والعدالة.

واكد كيلو ان المعارضة السورية لديها نهج ولها خطة وهي الجهة الوحيدة في البلاد الان التي تقدم تصورا يتضمن حلولا اولية لمشكلات سورية اما نهجها فهو يكمن في بلوغ مصالحة وطنية على اسس جديدة تتكفل بخلق ارضية مشتركة لمختلف اطياف السياسة يتم في ضوئها تعريف مشكلات البلد وحلها وفق اولويات موضوعية وزمنية محددة على ان يتحمل كل طرف من الاطراف داخل السلطة وخارجها مسؤولية محددة ومسؤولية معينة في تنفيذ الخطط والحلول الكفيلة باخراجنا من المازق الراهن الذي تحدث عنه في حديث سابق مع ايلاف ويتجلى في دخول نهج السلطة الى طريق مسدود في سياساتها مما قاد البلد الى ازمة عامة تغطي مختلف نواحي حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية واضعفها ويكاد يخرجها من أي دور فاعل في المنطقة وسياساتها ويعّرضها لمختلف اشكال التدخلات الخارجية .

واوضح كيلو انه يوجد في سورية منذ عام 1979 تكوين سياسي يضم خمسة احزاب سمي التجمع الوطني الديمقراطي وليس هناك من معنى لاستمرار هذا التشكيل السياسي طيلة هذه الفترة رغم ماتعرضت له بعض اطرافه من قمع واستئصال الا دليلا على قدرته على الحياة والعمل في الظروف الصعبة التي مرّ بها كما ان نهجه الذي ذكرته قبل قليل يدل على حيويته السياسية ويبقى ان ترتقي المبادرات اليومية والانشطة التكتيكية للتجمع الى مستوى من الفاعلية يتراكم الى ان يحدث التغيير المطلوب في السياسة الداخلية وفي علاقات القوى السياسية المختلفة ببعضها .

وراى كيلو ان 95 بالمائة من جسم المعارضة السورية موجود في الداخل فهذه المعارضة لم تهاجر ولم تترك البلاد وقد خاضت بقيادتها وقواعدها مقاومة حقيقية طيلة الاعوام الثلاثين الماضية اكسبتها احترام وثقة الراي العام ، لافتا انه بهذا المعنى يصعب الحديث عن معارضة في الداخل ومعارضة في الخارج وكما ان اهل الخارج يعتبرون انفسهم جزءا من الداخل فليس هناك مايشير الى مشكلة كتلك المشاكل التي عرفتها المعارضات المهاجرة التي تقطعت صلاتها مع مجتمعاتها وتحولت الى كرة تتقاذفها ارجل الخارج.