أسامة العيسة من القدس: أمضى احمد جبارة الملقب (أبو السكر) 27 عامًا في السجون الإسرائيلية كان خلالها عميدًا للأسرى، وهو الآن مستشار عرفات لشؤون الأسرى، وهو منصب فخري إلى حد كبير منح له بعد الإفراج عنه، ويوفر له راتبًا يؤمن له عيشًا معقولًا بعد سنوات الاعتقال الطويلة تلك.

وهذه المرة الأولى التي يخوض بها الأسرى إضرابصا مفتوحًا عن الطعام دون أن يكون أبو السكر معهم، ولكنه يزور خيم الاعتصام في المدن الفلسطينية موجهًا التحية لهم وداعيًا للتصعيد من اجل نصرتهم، ويتصرف كانه يعيش معهم، وحتى مفرداته السياسية هي مفرداتهم.

وقال أبو السكر إن شعار "نموت واقفين ولن نركع، يجب أن يكون شعار الشعب الفلسطيني كله في مواجهة العدو الصهيوني". ونبه أبو السكر إلى أن مطالب الحركة الاسيرة دائمًا هي إنسانية وليست سياسية كما تروج الحكومة الإسرائيلية.

وروى كيف كانت حالة السجون مزرية عندما اعتقل عام 1976م ، وان الإضرابات المتتالية أدخلت تحسينات على حياة الأسرى اليومية، ولكن الحكومة الإسرائيلية سحبت ما يسميها إنجازات حققتها الحركة الأسيرة، مما كان سببًا في هذا الإضراب الذي يحظى باهتمام جماهيري واسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويتفق قدورة فارس الوزير في الحكومة الفلسطينية وهو أسير سابق، مع دعوة أبي السكر للتصعيد. وقال انه مع استمرار اضراب الأسرى ودخوله مراحل حاسمة لا يكفي أن تبقى الاحتجاجات في خيم الاعتصام، يجب توسيع حالة الاشتباك مع جنود الاحتلال.
واضاف فارس "أن نكون مع الأسرى، فهذا يعني أننا مع التحرير والحرية والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين".

وثمن قدرة الأسرى على تحويل سجونهم مساحات للاشتباك مع الاحتلال ويمارسون تدخلًا فعالًا مع شؤون شعبهم، ويتضح ذلك من الوحدة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية في هذه الأثناء. وقال فارس "الأسرى يوحدون شعبهم من داخل سجونهم، الجميع ملتف حول قضيتهم".

ويتفق الدكتور عزمي بشارة العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي مع فارس، في مسالة الوحدة الوطنية التي افرزها إضراب الأسرى. وقال "أي زائر أجنبي لا يستطيع تحديد الفصيل الذي ينتمي إليه المشارك في الاعتصام التضامني، جميع شعبنا مع الأسرى". واضاف "أن حرية الشعب الفلسطيني هي حرية الأسرى وحريتهم هي حرية الشعب الفلسطيني، وإضراب الأسرى لا يتعلق بهم فقط ولكن بجميع ابناء شعبنا الذين يعتبرون قضية الأسرى قضيتهم"

واكد على أن الأسرى "يذكرون شعبهم بالأمور الأساسية وهي القضية الوطنية التي سجنوا من اجلها وهي النضال من اجل تحرير الوطن من الاحتلال ويذكروننا بالوحدة الوطنية أيضا". واعتبر عيسى قراقع رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن إضراب الأسرى في سجون الاحتلال أعاد للانتفاضة وجهها الشعبي والجماهيري. وقال قراقع إن التحرك الشعبي اسقط سلاح القتل والعنف من يد حكومة شارون وأفشلت مبرراتها في استخدام القوة المسلحة لقمع نضال شعبنا.

واكد أن استمرار الإضراب المفتوح عن الطعام سيشكل انطلاق انتفاضة شعبية ثالثة ذات وجه مدني وجماهيري في ظل الحركة الشعبية الواسعة المساندة للأسرى.