أسامة مهدي من لندن: أكد مصدرعراقي مطلع أن قائدا سابقا لمنظمة بدر العسكرية التابعة للمجلس الاسلامي الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم هو أبو مهدي المهندس هوالذي يقود العمليات العسكرية الحالية لجيش المهدي (10 آلاف مسلح) في النجف وبغداد ومناطق اخرى في وقت ادخل فيه مستشار الامن القومي موفق الربيعي المستشفى إثر وعكة صحية، بينما كشف مصدر في المؤتمر الوطني العراقي عن احتجاز السلطات الاردنية لعضو قيادته نبيل الموسوي في مطار عمان لمدة ثمان ساعات .

مراسل رويترز ومراسلة بي بي سي يهربان من محيط ضريح الامام علي
في اتصال هاتفي من بغداد مع "إيلاف" أكد المصدر المطلع القريب من المجلس الاعلى أن 150 عنصرا سابقا من فيلق بدر قد بدأوا العمل مع جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني "اطلاعات سباه باسداران" الذي يشرف عليه علي خامنئي شقيق الرئيس الايراني علي خامنئي مباشرة بعد ان قطعوا علاقتهم بفيلق بدر بالكامل موضحا انهم مكلفون الآن بتنفيذ أجندة العناصر الايرانية في داخل العراق اضافة الى نجاح عدد منهم في الانضمام إلى جهاز الاستخبارات العراقي الجديد .

وأضاف المصدر ان أبو مهدي المهندس قائد فيلق بدر السابق يتولى الآن إدارة القتال الميداني مع جيش المهدي في النجف ويشرف بنفسه على تهريب الأسلحة والتمويل الذي تتلقاه ميليشيا السيد مقتدى الصدر من حرس الثورة الإيراني".

يذكر أن المهندس وهو خبير عسكري اعتمدته قناة "العالم" الايرانية بالعربية محللا عسكريا في أثناء الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على نظام صدام قد قاد انشقاقا في فيلق بدر ضد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في مطلع عام 2003 اثر مشاركته اواخر عام 2002 في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية بذريعة اشراف الولايات المتحدة عليه وزيارة عبد العزيز الحكيم لنيويورك ودخولهما في تحالف المعارضة العراقية السابقة التي نسقت مع الولايات المتحدة لضرب النظام العراقي السابق. وقد أسس المهندس، إثر ذلك، "تجمع المجاهدين المستقلين" المكون من مجموعة من الضباط والمسؤولين المنشقين عن فيلق بدرالذين عرفوا بقربهم من فيلق نصر (قراركاه نصر) وهو فرع من جهاز استخبارات الحرس الثوري المكلف بملف العراق، وفيلق القدس الإيرانيين وهم ينتمون الى الاتجاه المؤمن بولاية الفقيه وإمامة علي الخامنئي.

لكن هذا التنظيم بقي بعيدا عن الأضواء، ودخل العراق بصمت من خلال جمعيات خيرية وإعلامية، حتى برز بعض أفراده أخيرا إلى جانب ميليشيا جيش المهدي في بغداد والنجف.

قال المصدر أن المهندس "يعد المسؤول الأول عن التفجيرات التي طالت الكويت في عام 1984. وتنقل بعد ذلك بين إيران ولبنان وعمل مع حزب الله
اللبناني في الثمانينيات وبات مستشارا في الحرس الثوري الإيراني لشؤون العراق. وقد تلقى، لذلك، دورات أركان قادته إلى أن يحمل رتبة عسكرية رفيعة في الحرس الثوري الإيراني".

واشار المصدر الى انه "التقى مسؤولين في الحرس الثوري في النجف، يشرفون على عمليات تهريب الأسلحة والتمويل، وقالوا له أنهم ينفذون واجبهم الشرعي بدعم الثورة الإسلامية في العراق، والتي تهدف إلى إقامة نظام إسلامي يقوّض المشروع الأميركي في الشرق الأوسط"، وهم ينظرون إلى جيش المهدي بوصفه مشروعا يفوق حزب الله اللبناني خطورة وأهمية.

وقالت مصادر عراقية شبه رسمية في وقت سابق اليوم إنها تنظر بقلق متزايد لمحاولات إيران تدويل أزمة النجف والتدخل في شأن عراقي في وقت تتواصل فيه جهود لحلها .. بينما تشهد المدينة حاليا إشتباكات متقطعة تعرض خلالها محيط ضريح الإمام علي إلى قنابل دخانية القتها طائرات اميركية.

وأشارت المصادر التي تحدثت معها "إيلاف" هاتفيا من بغداد إلى أن إيران تسعى لفرض وصاية على شأن داخلي عراقي بحت، موضحة أن دعوة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لعقد قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الاوضاع في النجف وتصريحاته اليوم حولها تؤكد وجود نوايا لتأجيج الاوضاع فيها في وقت تبذل جهات رسمية ودينية اضافة إلى المجلس الوطني العراقي مساع للاتفاق على اخلاء ضريح الإمام علي وتسليم شؤونه الامنية والادارية إلى المرجعية الدينية في المدينة .

وعبرت المصادر عن استيائها من اتهامات خاتمي للحكومة العراقية بالتحالف مع المحتلين لضرب ابناء الشعب العراقي وقوله نها ضحت بشعبيتها لافتا إلى دعم أعضائها للعمليات العسكرية ضد عناصر جيش المهدي في النجف.

وقد لقيت دعوة ايران لتدويل ازمة النجف اول دعم لها من منظمة المؤتمر الاسلامي حين دعت ماليزيا التي ترأس حاليا اليوم إلى تدخل الامم المتحدة بهدف وضع حد للمعارك في النجف.

قال رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي إن عدم وضع حد للمواجهات في النجف سيغذي الاحقاد ويتسبب بوضع لا يمكن التكهن بنتائجه، واضاف إن "ذلك سيزعزع ايضا الوضع الهش في البلاد ويؤثر على التحضيرات للانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) العام المقبل 2005".

وقد نفى خاتمي وجود اليوم اي "تدخل استفزازي" لبلاده في العراق او دعمها للصدر وقال ان "ايران لم تقم باي تدخل استفزازي في العراق لا بل انها حاولت دائما المشاركة في ارساء السلام والوحدة والتفاهم بين المجموعات العراقية".
واضاف في تصريحاته التي نشرتها وكالة الانباء الايرانية "لم ندعم يوما اي مجموعة في العراق"، مشيرا إلى انه "حتى المجموعات التي تدعي العمليات (الاميركية) انها تسعى إلى القضاء عليها في النجف لم تأت باعمال استفزازية".

ورأى الرئيس الايراني أن المعارك التي تخوضها القوات الاميركية في النجف "تشكل مسعى لترهيب الامة العراقية باكلمها وارساء مناخ مؤات لفرض ارادتهم على الحكومة".وقال أن القتال الدائر في النجف ليس منصفا خاصة مع طلب مقتدى الصدر عقد مفاوضات للتوصل إلى اتفاق. وأضاف خاتمي أن هناك نية على ما يبدو لردع النجف وإخافة العراقيين وقال إن الوضع الحالي يضع الحكومة العراقية أمام اختبار صعب قد تخسر احترام الشعب إذا لم تنجح فيه.

عمان احتجزت قيادي في المؤتمر الوطني
وكشف مصدر في المؤتمر الوطني العراقي ان القيادي فيه وعضو المجلس الوطني المنتخب والعضو المناوب في مجلس الحكم المنحل نبيل الموسوي قد احتجز في مطار عمان الاردني لمدة ثمان ساعات من دون اسباب واضحة .

وقال المصدر ان الموسوي غادر بغداد امس الى لندن عن طريق عمان وفي مطارها احتجزته السلطات هناك ومعت عنه الاكل والشرب في غرفة خاصة لمدة ثمان ساعات معتبرا الاجراء استفزازيا وله علاقة على ما يبدو بالدعوى التي اقامها رئيس المؤتمر احمد الجلبي في واشنطن ضد الحكومة الاردنية على خلفية افلاس بنك البتراء الاردني الي تتهم الحكومة الجلبي بالمسؤولية عنه .

الربيعي في المستشفى

موفق الربيعي
من جهة اخرى ذكر مكتب مستشار الامن القومي العراقي موفق الريعي انه ادخل المستشفى اثر وعكة صحية وقال في تصريح صحافي ارسل الى " ايلاف " هذا نصه :

(ادخل السيد مستشار الامن الوطني الدكتور موفق الربيعي الى مستشفى ابن سينا في بغداد صباح هذا اليوم على أثر وعكة صحية المت به ، وعلم من مصدر في المستشفى ان حالته الصحية مستقرة الان ، وسيتماثل للشفاء سريعاً انشاء الله .)

وكانت تقارير صحافية ذكرت قبل ايام ان رئيس الوزراء اياد علاوي مستاء من سوء تعامل الربيعي مع ازمة النجف التي كان يقود خلالها المحادثات مع انصار الصدر واشارت صحيفة " القبس" الكويتية في تقرير لمراسلها من بغداد ان علاوي منح صلاحيات الربيعي الى وزير الدولة قاسم داود الذي تسلم ملف الوضع في مدينة النجف .