الشعلان: سنخرج المسلحين من الضريح بالقوة مساء اليوم
العراق يرفض مؤتمر الجوار حول النجف
أسامة مهدي من لندن: أكد العراق اليوم أنه يرفض عقد مؤتمر لدول الجوار حول مشكلة النجف، فيما أكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أن القوات العراقية ستطرد مسلحي جيش المهدي من ضريح الإمام علي بالقوة إذا لم يخرجوا منه.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم نقله التلفزيون العراقي ان العراق يرفض ولن يشارك في اجتماع مقترح لدول الجوار لبحث ازمة مدينة النجف معتبرا ان هذه القضية داخلية.
وشدد الوزير على أن المواجهات في النجف مسألة داخلية تعالج في إطار فرض سيادة القانون وسلطة الدولة وقال لذلك فإن العراق لن يؤيد ولن يشارك في أي محاولة لتدويل هذه القضية. وحذر من خطورة عقد مثل المؤتمر مشيرا إلى أنه يؤسس لمبدأ التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار لأنه إذا حصلت أي مشكلة في دولة فإن ذلك سيدفع المجاورة لها لعقد اجتماعات لبحث الأمر مما يعني حصول مشاكل بين الدول المتجاورة.
وأوضح زيباري ان هذه القضية هي بين الحكومة العراقية وفئات خارجة عن القانون تهدد الأمن والنظام لذلك فإن العراق لن يؤيد أي محاولة لتدويل هذه القضية من خلال عقد اجتماع لدول الجوار.
وطالب الوزير العراقي دول الجوار والأخرى الاسلامية بدعم جهود حكومة بلاده في جهودها لبسط الأمن وسيطرتها على البلاد وأوضح أن العراق سبق وشارك في العديد من الاجتماعات التي عقدت في دول الجوار "لبحث همومنا وطلباتنا لمساعدتنا في اجتياز هذه المرحلة لكننا لن نشارك في أي اجتماع مخصص لبحث قضية نزاع بين الحكومة الحالية مع ميليشيا خارجة عن القانون لاننا نعتبره تدخل في الشؤون الداخلية للعراق".
وأضاف أن العراق يجري اتصالات مستمرة مع دول الجوار مثل إيران وسوريا والأردن حول عمليات التسلل إلى العراق من منطلق ان هذا الهدف هو من مصلحة كافة دول الجوار وليس العراق وحده، واشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية استدعت سفراء دول الجوار للاحتجاج على عمليات تسلل أو تدخل في شؤون العراق.
وكانت إيران وسوريا أيدتا انعقاد اجتماع "طارئ للدول المجاورة للعراق لدراسة الاوضاع الحرجة في العراق" كما أبلغ كمال خرازي وزير خارجية إيران نظيره الأردني مروان المعشر في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي أنه حان الوقت ليساهم جيران العراق في حل أزمته.
وقالت مصادر عراقية شبه رسمية في وقت سابق أمس إنها تنظر بقلق متزايد لمحاولات إيران تدويل أزمة النجف والتدخل في شأن عراقي في وقت تتواصل فيه جهود لحلها.
وأشارت المصادر التي تحدثت معها "إيلاف" هاتفيا من بغداد إلى أن إيران تسعى لفرض وصاية على شأن داخلي عراقي بحت موضحة أن دعوة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لعقد قمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي لبحث الأوضاع في النجف وتصريحاته اليوم حولها تؤكد وجود نوايا لتأجيج الأوضاع فيها، في وقت تبذل جهات رسمية ودينية إضافة إلى المجلس الوطني العراقي مساع للاتفاق على إخلاء ضريح الإمام علي وتسليم شؤونه الامنية والإدارية إلى المرجعية الدينية في المدينة.
وعبرت المصادر عن استيائها من اتهامات خاتمي للحكومة العراقية بالتحالف مع المحتلين لضرب أبناء الشعب العراقي وقوله إنها ضحت بشعبيتها لافتا إلى دعم أعضائها للعمليات العسكرية ضد عناصر جيش المهدي في النجف.
وقد لقيت دعوة ايران لتدويل أزمة النجف أول دعم لها من منظمة المؤتمر الاسلامي حين دعت ماليزيا التي ترأس حاليا اليوم إلى تدخل الامم المتحدة بهدف وضع حد للمعارك في النجف.
وقال رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي أن عدم وضع حد للمواجهات في النجف سيغذي الأحقاد، ويتسبب بوضع لا يمكن التكهن بنتائجه وأضاف أن "ذلك سيزعزع أيضا الوضع الهش في البلاد ويؤثر على التحضيرات للانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) العام المقبل 2005".
وقد نفى خاتمي أمس وجود أي "تدخل استفزازي" لبلاده في العراق أو دعمها للصدر وقال إن "إيران لم تقم بأي تدخل استفزازي في العراق لا بل إنها حاولت دائما المشاركة في إرساء السلام والوحدة والتفاهم بين المجموعات العراقية".
وأضاف في تصريحاته التي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية "لم ندعم يوما أي مجموعة في العراق"، مشيرا إلى أنه "حتى المجموعات التي تدعي العمليات (الاميركية) أنها تسعى إلى القضاء عليها في النجف لم تأت باعمال استفزازية".
ومن جهة أخرى دعا وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان اليوم إلى خروج مسلحي جيش المهدي من ضريح الإمام علي وهدد قائلا إذا لم يخلوا الضريح سنخرجهم بالقوة منه.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده خارج النجف ان الموقف دخل ساعاته الاخيرة وانه في مساء الثلاثاء ستصل القوات العراقية الى ابواب مسجد الامام علي وتسيطر عليه وتدعو قوات جيش المهدي لالقاء السلاح. واستطرد قائلا انه اذا لم يفعلوا ذلك ستسحقهم القوات العراقية.
ويأتي هذا التحذير فيما أشارت تقارير اليوم إلى أن الحرس الوطني العراقي يشارك للمرة الاولى مع القوات الاميركية في المعارك ضد جبش المهدي حول ضريح الامام علي، وشوهدت النيران اليوم وهي تندلع بالقرب من الضريح.
التعليقات