نصر المجالي من لندن: "ما بين رفع صورتي وعلم بلادي فإنني أرفع الأخير فهو الرمز" هكذا تحدث العاهل الهاشمي عبد الله الثاني مكاشفا أعيان مدينة العقبة، وهي ميناء الأردن الوحيد الذي يطل منه على العالم. وهو عبر عن انزعاجه في مكاشفة علنية لرفع صوره في افتتاح أولمبياد أثينا الحالي، من جانب المشاركين الأردنيين، في الوقت الذي رفعت فيه الوفود الأخرى جميعا أعلام بلدانها.

وأثار رفع صور العاهل الأردني في حفل افتتاح أوليمبياد أثينا استغراب كثيرين ليس في الأردن وحسب بما في ذلك الملك شخصيا، بل في أوساط عالمية كثيرة بما في ذلك الجهة اليونانية المنظمة التي فوجئت برفع تلك الصور من جانب الفريق الأردني، حيث جرى العرف أن ترفع الفرق المشاركة أعلام بلدانها لا غير.

ولم يخف الملك الأردني انزعاجه مما شاهده في حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية من تلك الواقعة وهو كشف عن ذلك أمام الملأ خلال لقاء في العقبة أمس، وقال "رغم علمي بالمحبة العميقة التي دفعت أعضاء الوفد لرفع صوري، لكنني أعتقد أن علم بلادي هو الوحيد الذي كان يجب أن يكون في الواجهة أمام العالم، فأنا وكل الأردنيين في خدمة هذا العلم وارتقائه عاليا".
والملك أضاف "واجبي كملك يعني أنني خادم أسرة وكبيرها، وقبل خمسة أعوام كنت أرعى ى أسرة قوامها أربعة أفراد، لكنني أجد نفسي راعيا لأسرة أكبر مؤلفة من أربعة ملايين فرد".
وقال "في هذا الوطن نعمل ضمن فريق واحد وأنا كواحد من هذا الفريق لا يهمني رفع صوري بقدر ما يهمني الانتماء والعمل المخلص لتطوير الأردن ورفعته وإعلاء شأنه بالعمل المخلص الدؤوب في كل موقع واتجاه وهو مفهوم الانتماء الحقيقي الواجب ترسيخه وترجمته على ارض الواقع".

يشار في هذا المجال إلى أن مسألة العلم الأردني وصور الملك ورفعها أثارت قضايا جدلية على الساح الأردني، من بعد قرار لوزير الداخلية المهندس سمير الحباشنة قبل شهرين بضرورة رفعهما على مقار وصالات الأحزاب السياسية الأردنية، في مبادرة لتأكيد انتماء تلك الأحزاب للوطن الأردني وليس إلى خارجه، خصوصا وأن كثيرا منها متهمة بعلاقاتها الخارجية أيدولوجيا وماليا.

وقد احرق متظاهرون محتجون في مخيمات لجوء فلسطينية قبل أشهر وخصوصا المخيم الكبر وهو مخيم الوحدات العلم الأردني، وهو أمر يعتبر من المحرمات، مما دعا رئيس الوزراء فيصل الفايز إلى الإعلان بأن "من يحرق العلم الأردني ، سنحرق قلبه، فعلمنا رمز سيادتنا".

والعلم الأردني يحمل أربعة ألوان هي الأخضر والأبيض والأسود والأبيض وهي رايات الدولة الإسلامية منذ نشوئها عبر الخلافات المتتالية، كما أنها تعبير عن بيت الشعر العربي القائل : "خضر مرابعنا .. بيض ليالينا.. سود وقائعنا .. حمر مواضينا"، وفي مثلث العلم هناك نجمة سباعية تحمل معاني سورة الفاتحة في القرآن الكريم وهي آيات سبع.

وختاما، يشار في هذا المجال، على أن الملك الراحل الحسين بن طلال اقدم شخصيا قبل وفاته بعامين أي في العام 1997 على تحطيم تمثال كانت بنته أمانة عمان الكبرى تكريما له وتخليدا لفعاله عبر خمسين في خدمة البلاد، قائلا "لا صور ولا أصنام".