محمد الخامري من صنعاء : علمت " إيلاف " من مصادر موثوقة ان القوات الحكومية اليمنية أرسلت تعزيزات عسكرية كبرى اتجهت صباح أمس الأول " قبل الفجر " من العاصمة صنعاء متجهة نحو محافظة صعدة " 240 كيلو متر شمال صنعاء " من الفرقة الأولى مدرع.
وأضاف المصدر أن القوات العسكرية التي تحركت من كتيبة المهندسين بالفرقة الأولى ومن فرقة مكافحة الإرهاب " تخصص مشاه " لتتمكن من السيطرة على بعض الأماكن والجيوب التي لا تصلها السيارات والآليات العسكرية بمصاحبة الطيران العسكري.
وكان المصدر قد اكد لـ" إيلاف " ان الحوثي محاصر في كيلو متر مربع واحد فقط وانه يتحرك باتجاه جبل سلمان على الحدود السعودية الذي يعتبر تحت السيطرة الحكومية " بحسب المصدر ".
وذكرت مصادر إعلامية ان الحوثي يتحصن منذ السبت الماضي في قمة جبل السليمانية بمران مع مجموعة كبيرة من أنصاره ، وان الاشتباكات والمحاولات التي قامت بها القوات الحكومية أواخر الأسبوع الماضي للسيطرة على السليمانية باءت بالفشل وكبدت الجانبين خسائر بشرية هائلة الى جانب الخسائر في المعدات السلاح.
من جانب اخر تستعد القوات الحكومية المرابطة على مشارف مدينة صعدة لشن هجوم كاسح وواسع النطاق على منطقة الرزامات حيث يسيطر عبدالله عيظة الرزامي على جبالها برفقة ثلاثة من قيادات تنظيم الشباب المؤمن وهم علي مانع شافعة ومحسن صالح الحمزي وعلي احمد الرزامي ، وتمتد جبال الرزامات من منطقة الصفراء الى مديرية كتاف في حدود 70 كيلو متر مربع.
وكان البرلماني يحي بدر الدين الحوثي " شقيق حسين الحوثي " قد صرح في وقت سابق لـ( إيلاف ) ان والدهم العلامة بدر الدين امير الدين الحوثي " مجتهد ومرجع ديني في المذهب الزيدي " مقيم هناك في الرزامات ويتعرض منزله للقصف المستمر من قبل القوات الحكومية.
من جانبه كشف مصدر عسكري في ميدان المعركة الدائرة بين القوات الحكومية وميليشيا الزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي بمحافظة صعده ، ان القوات الحكومية أحرزت منذ أمس الأول تقدما كبيرا واستولت على بعض المناطق التي كانت تنطلق منها عناصر الحوثي وتنفذ هجماتها المباغته ضد القوات الحكومية.
وأضاف المصدر لـ( إيلاف ) ان القوات الحكومية تمكنت من اعتقال مجموعة كبيرة من أنصار الحوثي الذين كانوا يختبئون في حفر تحت الأرض وينطلقون منها في تكتيك غير مسبوق ضد بعض القوات الحكومية التي تصل إليها ، مشيرا إلى أن المعتقلين يترواح عددهم بين 200 – 280 شخص بينهم قياديون في تنظيم الشباب المؤمن الذي يتزعمه محمد بدر الدين الحوثي " شقيق حسن الحوثي " وعدد من إخوانه ، بالإضافة الى مقتل العديد من الموالين له بينهم شقيقه عبد الملك بدر الدين الحوثي.
الى ذلك قالت مصادر خاصة لـ" إيلاف " ان محمد بدر الدين الحوثي " شقيق حسين الحوثي وزعيم تنظيم الشباب المؤمن " لم يقتل كما أشيع في وقت سابق عند بدء المعارك ، مشيرة الى انه موجود في احد السجون بالعاصمة صنعاء.
وكانت مصادر رسمية قد تحدثت عن استشهاد مجموعة كبيرة من القوات الحكومية بينهم المقدم عبد العليم الهتار " قائد الكتيبة " وشقيق القاضي حمود عبد الحميد الهتار رئيس لجنة الحوار الفكري مع جماعة الحوثي والمشتبه بهم في تنظيم القاعدة ، مشيرة إلى ان أنصار الحوثي نصبوا كمينا للقوات الحكومية أمس الأول الأحد أسفر عن مقتل العشرات من الضباط والجنود والقادة العسكريين من معسكر الخوخة.
من جانبه أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشئون العمليات اللواء الركن علي محمد صلاح أن وحدات القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع المواطنين حققت نجاحات كبيرة ومهمة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في عمليات مطاردة من تبقى من أتباع المتمرد حسين بدر الدين الحوثي وتمشيط الأماكن التي كانوا يحتمون فيها ، مشيرا الى ان القوات الحكومية قد سيطرت على منطقة الجميمة التي كانت اخر معقل للحوثي واستولت على منزله ، بالإضافة الى بعض المناطق التي كانت تمثل سندا له ويوجد بها العديد من أتباعه مثل الكويف والظفر في جبل مران " غرب صعده ".
واضاف اللواء صلاح إلى أن وحدات القوات المسلحة والأمن عثرت على جثث العديد من المتمردين من أتباع حسين بدر الدين الحوثي والذين كانوا لقوا مصارعهم في الاشتباكات التي جرت في تلك المناطق.
هذا وما يزال مصير الزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي الذي رصدت الحكومة اليمنية مكافأة قيمتها " عشرة ملايين ريال " لمن يدل على مكانه مجهولا.
وكانت المواجهات التي دارت بين القوات الحكومية وأنصار حسين بدر الدين الحوثي منذ 18 يونيو الماضي 2004م قد أسقطت اكثر من 400 قتيل حسب الإحصائيات الرسمية التي لايعول عليها كثيرا في هكذا إحصائيات.