شيكاغو: لن يتمكن المثقف المسلم السويسري طارق رمضان من مباشرة عمله كاستاذ في جامعة كاثوليكية في الولايات المتحدة بعد قرار الادارة الاميركية الغاء تأشيرة العمل التي كانت منحته اياها، حسب ما اعلن مسؤولون في الجامعة اليوم الثلاثاء.


وكان طارق رمضان اعلن نهاية كانون الثاني/يناير انه عين استاذا في جامعة "نوتر دام" الكاثوليكية بالقرب من مدينة ساوث باند (انديانا، شمال) حيث كان ينوي التوجه للعمل لمدة عام اعتبارا من هذا الاسبوع.


وكان من المقرر ان يلقي رمضان محاضرات حول العلاقات بين الاديان والحرب والسلام في هذه الجامعة التي تقع بالقرب من شيكاغو بولاية ايللينوي المجاورة.


وكان رمضان (41 عاما) قد حصل في شباط/فبراير على تأشيرة عمل اميركية وكانت قد نقلت اصلا اغراضه الشخصية الى الولايات المتحدة عندما تبلغ قرار وزارة الخارجية الاميركية الغاء تأشيرة العمل التي منحته اياها في 28 تموز/يوليو الماضي، حسب ما قال مسؤولون في الجامعة.


ورفضت اجهزة الهجرة والجمارك التي طلبت من وزارة الخارجية سحب تأشيرة العمل من رمضان توضيح اسباب هذا الاجراء.


وقال روس كنوك وهو متحث باسم هذه الاجهزة التابعة لوزارة الامن القومي الاميركية "ان التراجع عن اي تأشيرة مرتبط بشكل عام باسباب امنية".


ومن ناحيته، رفض رمضان في اتصال اجرته معه صحيفة "شيكاغو تريبيون" في منزله في سويسرا التعليق على قرار الادارة الاميركية.


ومن جهة اخرى، قال المتحدث باسم جامعة نوتر دام ماثوي ستورين ان "البروفسور رمضان هو جامعي لامع ومؤيد للتحديث في العالم الاسلامي".


واضاف "لا نرى اي سبب في عدم السماح له بالدخول" الى الولايات المتحدة معربا عن قلقه من نتائج هذا العمل على "حرية واستقلالية الجامعة".


كما جاء في بيان لمجلس العلاقات الاميركية الاسلامية وهو منظمة اسلامية اميركية مهمة، ان القرار "يوجه رسالة سيئة الى العالم الاسلامي حول رغبة اميركا في الاستماع الى ما يريد المسلمون قوله".


وكان تعيين رمضان، حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا، قد اثار استياء في الاوساط اليهودية في الولايات المتحدة.


يشار الى ان طارق رمضان يدرس مادة الاسلاميات في جامعة فريبورغ في سويسرا. ويعتبر احد اعلام الاسلام في فرنسا حيث اجرى مناظرة تلفزيونية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع وزير الداخلية انذاك نيكولا سركوزي.


واثار جدلا واسعا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي في فرنسا بانتقاده بعض المثقفين "الذين يحبون الظهور الاعلامي" بالدفاع عن اسرائيل لاسباب طائفية.