نصر المجالي من لندن: عينت الأمم المتحدة الصحافي الأردني المخضرم ايمن الصفدي متحدثا رسميا باسمها في العراق، وأعلن مجلس الوزراء الأردني امس في جلسته العادية برئاسة فيصل الفايز عن قبول استقالة الصفدي، للتفرغ للمهمة الأممية التي ندب إليها، حيث قرر المجلس تعيين عبد الحليم عربيات رئيسا بالوكالة لهيئة الإذاعة والتلفزيون التي استقال منها الصفدي.

يذكر أن أيمن الصفدي الأربعيني من الصحافيين الأردنيين البارزين، وكان عمل قبل قيادته لهيئة الإذاعة والتلفزيون مراسلا لجريد (الحياة) اللندنية ومستشارا إعلاميا لولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال ثم مستشارا إعلاميا في الديوان الملكي في عهد الملك عبد الله الثاني قبل تعيينه قبل عامين رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون.

وهذا هو أول منصب كبير يتسلمه صحافي اردني في إطار مهمات الأمم المتحدة التي تستعد للعودة للعرق بقوة مدعومة من تحالف دولي كبير من أجل استعادة الاستقرار والأمن هناك قبيل أشهر من الانتخابات التشريعية التي ستقرر مصير هذا البلد التي تمزقها الحروب الداخلية، وآخرها حرب النجف الأشرف التي لا تزال نتائجها غامضة.
وتشير مصادر سياسية إلى أن تعيين الصفدي وهو أردني في هذا المنصب الحساس له دلالاته البعيدة، ليس لتفوق الرجل إعلاميا "بل تقديرا لدور الأردن المعتدل في الحال على الكتف الشمالي للأردن وهنالك مصالح مشتركة كثيرة تدركها ليس الولايات المتحدة وحسب بل أيضا الأمم المتحدة".

وكانت الأمم المتحدة ندبت مخضرم الدبلوماسية العربية (الجزائري) الأخضر الإبراهيمي ليكون وسيطها بدعم من قوة الاحتلال الأميركية في محادثات شائكة توصلت إلى حلول مؤقتة عراقيا، من أجل قيام الدولة المستقرة عبر دستور وتشريعات في يناير (كانون الثاني) العام 2005 ، ولذلك فإن مهمات الأمم المتحدة ستكون صعبة حتى ذلك التاريخ وبعده، وعانى الإبراهيمي كثيرا في الشهور التسعة التي خلت حتى نهاية يونيو الماضي بتسليم السلطة مؤقتا للعراقيين، كتجربة مرحلية.

وإذ ذاك، فإن استقالة الصفدي من رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون وهي المؤسسة الإعلامية الرسمية في البلاد، سيفتح المجال كبيرا في معركة المناصب الإعلامية وخصوصا من بعد القرار الملكي قبل ثلاثة أعوام في إلغاء وزارة الإعلام، حيث حل بديلا عنها المجلس الإعلامي الأعلى، الذي رهنت إليه وضع سياسات التوجيه الإعلامي وهو يرئسه الآن إبراهيم عز الدين وهو وزير إعلام سابق ومن أبرز المفكرين الليبراليين الأردنيين.