أسامة مهدي من لندن: كشف مصدر مقرب من المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني عن تفاصيل مبادرته السلمية لاحلال الامن في مدينة النجف من خلال الدعوة لانهاء جميع المظاهر المسلحة فيها وقال ان المرجع اجرى خلال الايام الماضية اتصالات مع المسؤولين العراقيين والايرانيين ومقتدى الصدر الذي اعتقلت الشرطة اليوم كبير مساعديه علي سميسم بينما دعا رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي الى جعل المدينة منزوعة السلاح فيما رحب رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بعودة المرجع الى العراق وقال في برقية الى السيستاني ارسل نصها الى " ايلاف": بروح يغمرها السرور نتوجه باسمنا وباسم الشعب العراقي النبيل بالترحيب بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني بعد ان استجاب العلي القديرلدعواتنا ودعوات المؤمنين بالشفاء التام لسماحته. فأهلاً وسهلاً في بيته العراق الكبير وبين اسرته الشعب العراقي الكريم".
وابلغ المصدر " ايلاف " ان المرجع السيستاني (73 عاما) الذي قضى في لندن ثلاثة اسابيع لعلاجات طبية وعاد الى العراق اليوم اجرى اتصالات متعددة مع الحكومة العراقية ورجل الدين مقتدى الصدر وممثلين عن الحكومة الايرانية واشارالى ان المرجع طلب من بغداد التريث في استخدام الحل العسكري لازمة المدينة وتجنب اراقة الدماء بينما دعا طهران الى ممارسة ضغوط على الصدر للموافقة على نزع سلاح جيش المهدي التابع له والخروج من صحن الامام علي الا ان الايرانيين رفضوا بشدة هذا الامر وتمسكوا بدعم جيش المهدي ووجوده والذي يتولى قيادة عملياته العسكرية حاليا ضابط منشق عن قوات بدر التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية هو ابو مهدي المهندس .
واكد ان السيستاني اضطر بعد ذلك الى توجيه رسالتين الى الصدر يحثه فيهما على الموافقة على مبادرة المؤتمر الوطني العراقي الداعية الى اخلاء الصحن الحيدري وحل جيش المهدي ونزع سلاحه وتحويله الى منظمة سياسية الامر الذي اضطر الصدر الى الموافقة على الطلب واعلان الموافقة خوفا من دفع المرجع الى مواقف تضر بوضعه السياسي والعسكري.
واوضح ان السيستاني سيقود مجموعة غفيرة من المواطنين لدى وصوله الى النجف غدا حيث يقيم الان في منزل وكيله في البصرة علي عبد الحكيم للدخول الى صحن الامام علي واعلان مبادرة سلمية تتضمن النقاط التالية :
-وقف فوري لاطلاق النار في النجف .
-اخلاء المدينة من القوات الاميركية وجيش المهدي .
-وضع مسؤولية الامن بيد الشرطة العراقية .
واضاف ان المرجع مستعد لاستلام مفاتيح ضريح الامام علي بعد الانتهاء من بعض الاجراءات الفنية المطلوبة للتاكد من عدم تسرب مجوداته وخزائنه الى خارجه . واكد ان السيستاني حريص على اعادة المدينة الى سابق عهدها وانهاء اي جود مسلح فيها .
وقال ان الدعوة التي اطلقها السيستاني للعراقيين اليوم بالالتحاق به في النجف ليست فتوى دينية ملزمة وانما هي دعوة لمن يحب ان يلتحق به غدا .
وعن امكانية حسم القوات العراقية والاميركية للوضع في النجف واقتحام ضريح الامام علي لاخراج المسلحين منه قبل وصول السيستاني لم تستبعد مصادر تراقب الوضع ذلك مشيرة الى ان وزير الدولة العراقي قاسم داود قد اتصل بمساعدي السيستاني بعد اطلاق ندائه اليوم موضحا ان هذا الاجراء قد اربك الحكومة التي تحتاج لبعض الوقت لانجاز مهمة فرض السلام في المدينة الا انهم ابلغوه ان المرجع مصر على موقفه بالتوجه الى النجف ودخول الضريح صباح غد وهو ما دفعهم الى القول ان الحكومة لابد لها الان من حسم الامور في المدينة قبل انفلات زمام الامور من بين يديها خاصة وان القوات العراقية والاميركية تحكم الطوق حول المتحصنين داخل صحن الامام علي وتقف على بعد امتار من ابوابه وذلك حين تصل الجماهير من مختلف المدن العراقية الى النجف ولابد ان يكون معظمهم من انصار الصدر الذين قد يقلبون موازين القوة في المدينة ويحرج وجودهم السلطات الساعية الى السيطرة على الاوضاع هناك .
وقد ايد المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم دعوة السيستاني واصدر بيانا دعا فيه العراقيين الى الوقوف الى جانب المرجعية هذا نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء عاجل
ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي دعا طيلة الفترة السابقة الى انقاذ مدينة النجف الاشرف من الكارثة التي حلت بها يعلن استجابته الكاملة لنداء المرجعية الدينية العليا المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني " ادام الله وجوده الشريف".
ويهيب بأبناء الشعب العراقي الصابر الى الاستمرار بوقوفه الى جانب المرجعية الدينية وان يعبر عن ذلك بالاستجابه لندائاتها والالتزام بتوجيهاتها.
وسيبقى المجلس الاعلى سنداً مخلصاً للمرجعية الدينية الرشيدة وللشعب العراقي الابي.
.. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
الاربعاء 25 آب 2004
الموافق 8 رجب 1425هـ
ومن جهة اخرى دعا رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي الى وقف اطلاق النار في النجف فورا وانهاء العمليات العسكرية فيها وجعلها مدينة منزوعة السلاح .
وقال حيدر الموسوي الناطق باسم الجلبي ان المؤتمر الوطني يرحب بعودة المرجع السيستاني الى العراق في هذه الظروف الخطيرة التي تعيشها المدينة واضاف انه يؤيد دعوة المرجع للمواطنين العراقيين للتوجه الى النجف لفرض السلام فيها وطالب الاطراف المتحاربة بوقف فوري لاطلاق النار واحترام ضريح الامام علي داعيا الى انسحاب القوات الاميركية والاخرى من النجف وجعلها مدينة منزوعة السلاح .
وعلى صعيد اخر اكد مصدر مسؤول في الشرطة العراقية في النجف ان عناصر من الشرطة اعتقلت اليوم الشيخ علي سميسم احد كبار معاوني الصدر.
وقال المصدر ان "الشرطة العراقية القت صباح هذا اليوم القبض على الشيخ علي سميسم واوضح ان "عملية الاعتقال حصلت في حي السعد القريب من ساحة ثورة العشرين وسط مدينة النجف" لكنه لم يوضح بالتحديد مكان اعتقال سميسم الذي يعتبر ايضا المسؤول المباشر عن مرقد الامام علي.
التعليقات