ايران تتوقع أن يكون تقرير وكالة الطاقة الذرية لصالحها
باريسا حافظي ولوي شاربينو من فيينا : قالت ايران امس إنها أزالت كل الجوانب الغامضة الرئيسية بشأن برنامجها النووي لتؤكد للعالم أنها لم تكن تسعى لصنع قنبلة ذرية إلا أن دبلوماسيين في الأمم المتحدة لم يتفقوا مع هذا الرأي.
وتتهم واشنطن ايران بأنها تطور سرا برنامجا لأسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي سلمي لتوليد الطاقة الكهربائية. وتقول ايران إن تطلعاتها قاصرة على الاستخدام السلمي لتوليد الكهرباء.
وقال مسؤول ايراني رفيع المستوي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستمنح البرنامج النووي الايراني شهادة سلامة في تقريرها القادم والمتوقع أن يتم توزيعه على أعضاء مجلس محافظي الوكالة خلال الأيام القادمة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية ايرانية عن حسين موسويان امين لجنة السياسة الخارجية بالمجلس الايراني الاعلى للامن القومي قوله ان "التقرير الجديد علامة واضحة على التقدم الذي احرزناه في حسم التباسات تنقية مع الوكالة."
ولم يتفق دبلوماسيون من بعض الدول الغربية ودول عدم الانحياز في فيينا معه في الراي وقالوا إن التقرير لن يكون حاسما وإنه لن ينفي أو يؤكد أن لدى ايران برنامجا نوويا عسكريا سريا.
وقال دبلوماسي غربي عضو في مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة لرويترز "اتوقع الا تكون هناك اي انباء سلبية جديدة بشان ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية .. ستكون هناك اجابة على بعض الاسئلة لكن ربما يطرح عدد من الاسئلة .. وما تزال هناك بعض قضايا سلبية قديمة لم تحسم."
ولاتزال الوكالة الدولية تحقق في مصدر اثار اليورانيوم المخصب التي تم العثور عليها في مواقع ايرانية والغرض من اهتمام ايران باجهزة الطرد المركزي المتطورة طراز بي-2 والتي يمكن ان تنتج يورانيوم مخصب صالح لصنع قنبلة ذرية بمثلي سرعة اجهزة الطرد طراز بي-1 الاقل تطورا التي بحوزتها.
وتقول ايران ان اثار اليورانيوم سببها تلوث مكونات اشترتها من السوق السوداء. وتقول ان عملها في اجهزة الطرد المركزي بي-2 والتي يمكن ان تستخدم في صنع وقود مخصب لصنع اسلحة لم يتخط المراحل الاولية.
وقال دبلوماسيون غربيون كثيرون انه رغم ان تحقيق الوكالة الدولية في برنامج ايران النووي يسير بسلاسة نسبيا مع وصول المفتشين الى مواقع في البلاد الا انه لاتزال هناك مخاوف بشان رفض ايران للوقف الكامل لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال الدبلوماسي الغربي ان التقرير سيشير على الارجح الى هذه المشكلة.
وقال دبلوماسي غربي مطلع على دراية بالمبادرة الفرنسية البريطانية الالمانية التي تهدف لاقناع طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم مقابل وعد بالوصول الى التكنولوجيا النووية السلمية وتكنولوجيات اخرى ان "المشاكل الحقيقية على الصعيد السياسي."
وقال دبلوماسي ان جولة مباحثات عقدت الشهر الماضي في باريس بين ايران والدول الثلاث فشلت "فشلا تاما" لانها انتهت باصرار ايران على حقها السيادي في تخصيب اليورانيوم.
وكانت طهران قد وعدت بعدم تخصيب اي يورانيوم في الوقت الحالي لكنها قالت انها ستستمر في صنع وتجميع واختبار اجهزة طرد مركزي تستخدم في عمليات التخصيب رغم موافقتها على وقف كل الانشطة المرتبطة بالتخصيب.
وقال الدبلوماسي ان الاوروبيين حذروا ايران من ان علاقاتها التجارية مع الاتحاد الاوروبي لن تكون ممكنة اذا ظلت مالكة للقدرة على تطوير يورانيوم وبلوتونيوم يصلح لصنع اسلحة.
وتضغط واشنطن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحالة ملف ايران الى مجلس الامن الدولي الذي يمكن ان يفرض عقوبات اقتصادية.
وقال دبلوماسيون في فيينا انه بينما لايمكن استبعاد الاحالة الى مجلس الامن فانه من غير المرجح ان يحدث هذا في سبتمبر ايلول عندما يجتمع مجلس محافظي الوكالة لمناقشة البرنامج النووي الايراني.
وجدد موسويان دعوة بلاده لرفع ملفها النووي من جدول اعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد هذا الاجتماع وهو امر قال دبلوماسيون في فيينا انه مستبعد الى حد كبير.
التعليقات