انفجاراتتهز مواقعالصدر في النجف
أسامة مهدي من لندن: اكد محافظ النجف عدنان الزرفي ان السلطات العراقية ستعلن وقفا لاطلاق النار 24 ساعة فور وصول آية الله علي السيستاني الى المدينة الشيعية المقدسة في محاولة لتسوية الازمة، بينما هزت النجف فجر اليوم سلسلة انفجارات ناجمة عن قصف مدفعي وجوي للمواقع التي يتحصن فيها عناصر الميليشيا التابعة للسيد مقتدى الصدر. وقالت مصادر حكومية عراقية إن القوات العراقية والأميركية التي تساندها اخترقت دفاعات المسلحين في النجف وأن هؤلاء تراجعوا للاحتماء بالمسجد. كما أصيب العشرات بجروح اليوم عندما فتحت عناصر من قوات الحرس الوطني العراقي النار على متظاهرين من انصار الصدر في الكوفة. واشتد القتال حول ضريح الامام علي وسط وقوع اختلالات امنية بدت بوادرها بانفجار ثلاث قذائف وسط مئات المتوجهين من الكوفة الى النجف اليوم فقتلت 25 شخصا واصاب 60 اخرين.

هدنة الـ24 ساعة
وقال الزرفي في مؤتمر صحافي في مبنى المحافظة "بتوجيه من رئيس الوزراء اياد علاوي وبعد الاجتماعات التي عقدت بين ممثلي الحكومة وسماحة اية الله العظمى علي السيستاني (في البصرة) اتفقنا على هدنة لمدة 24 ساعة بدءا من لحظة وصول السيستاني الى مدينة النجف الاشرف".

وكان رئيس الحكومة العراقية الموقتة اوفد الاربعاء وزير الدولة قاسم داود ووزير الدولة لشؤون المحافظات وائل عبد اللطيف الى مدينة البصرة لاستقبال المرجع الشيعي. واضاف الزرفي انه "سيتم توفير ممر آمن بين مكتب السيستاني ومقتدى الصدر لتأمين اجراء المفاوضات". وتابع الرزفي ان "القطعات العسكرية العراقية والاميركية ستبقى في مواقعها الحالية خلال فترة الهدنة بانتظار اتفاق". واوضح انه "في حال حصل اتفاق ستسلم الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر اسلحتها وتخرج من الصحن الحيدري الشريف وتتوقف العمليات العسكرية"، مؤكدا انه "في حال لم يتم التوصل الى اتفاق فان المعارك ستستأنف في النجف". واشار المحافظ الى ان "هذه الهدنة هي تقديرا منا للعلم والعلماء وترحيبا بقدوم اية الله العظمى علي السيستاني وبتوجيه من رئيس الوزراء اياد علاوي".

رحلة السيستاني

"السيستاني (75 عاما) غادر العراق للعلاج في لندن في السادس من الشهر الحالي مع تفجر القتال في النجف بين جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر مع القوات العراقية والاميركية وعاد الى البلاد امس في قافلة سيارات من الكويت وقضى ليل الأربعاء في البصرة. "

وفي رحلته من البصرة الى النجف التي يصلها خلال ساعات قليلة يقوم عشرات من افراد الشرطة والحرس الوطني بمرافقة موكب المرجع الذي تحلق المروحيات فوقه مع انضمام المزيد من العراقيين الى رحلته بعد دعوته اليهم امس الى التوجه الى المدينة مع التاكيد على عدم دخولها حتى يصل اليها لاعلان مبادرته السلمية . وتوجه السيستاني الى النجف صباح اليوم لمحاولة إقناع المسلحين المتحصنين داخل مرقد الإمام علي بمغادرته وإنهاء ثلاثة أسابيع من القتال الدموي الذي أودى بحياة مئات الاشخاص.

وقالت مصادر تحدثت معها "إيلاف" إن السيستاني كان يردد على مسامع وفدين قدما للاجتماع به في بغداد ليلة امس عبارة " امل تحقيق السلام في انحاء العراق .. امل تحقيق السلام في النجف " حيث ضم الوفدان والاول حكومي ضم وزير الدولة قاسم داود المكلف بملف النجف ووزير المحافظات وائل عبد اللطيف والاخر يمثل المجلس الوطني الجديد برئاسة السيد حسين الصدر عميد ال الصدر. واشارت الى ان السيستاني طالب القادمين من مختلف المحافظات العراقية الى عدم دخول النجف وانما الانتظار على حدودها لحين استكمال عملية خروج المتحصنين في ضريح الامام علي من انصار الصدر الذين يقدر عددهم بالالف منه واعلان مبادرته السلمية . واوضحت ان الاتفاق قد جرى على ابعاد الحل العسكري والامتناع عن اقتحام ضريح الامام علي المتحصن فيه المئات من انصار رجل الدين مقتدى الصدر وترك مسالة مغادرتهم الى المرجع الذي سيقود مجموعة من المقربين له في الدخول الى الضريح واخراجهم منه مند دون قتال .

المبادرة
ومن جهته كشف مساعد للسيستاني عن بنود مبادرته ذات الخمسة بنود التي قال انها ستعلن غدا على ابواب النجف حين تحتشد الجماهير لاستقبال المرجع وقال حامد الخفاف مدير مكتب السيستاني في بيروت ان بنود مبادرة المرجع تتضمن :
1 . اعلان مدينتي النجف والكوفة منزوعتي السلاح .
2 . تولي الشرطة العراقية حفظ الامن في المدينتين .
3 . خروج جميع القوات الاجنبية من المدينتين .
4 . تعويض جميع المتضررين في المدينتين جراء الاشتباكات التي شهدتهما .
5 . مساهمة جميع التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في خلق اجواء مناسبة لاجراء الاحصاء السكاني في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل كخطوة تمهد لاجراء الانتخابات في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل عام 2005 .

الصدر وافق على المبادرة
واشارت المصادر العراقية التي تحدثت مع "إيلاف" إن مقتدى الصدر قد وافق على مبادرة السيستاني وتعهد بالالتزام بها مع جميع انصاره واوضحت ان لجنة ستشكل بعد ذلك لجرد موجودات ضريح الامام علي من الكنوز التي لاتقدر بثمن وتسليمها الى مرجعية السيستاني تمهيدا لتولي السلطات العراقية المختصة امر الحفاظ عليها بعد استلامها رسميا .

وتأتي دعوة السيستاني مع فقدان مسلحي جيش المهدي لمواقع مهمة لهم مع تقدم القوات العراقية التي أضحت على بعد امتار من مرقد الإمام علي فيما جدد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان تهديداته للمسلحين الذين تضاءل عددهم بانسحاب مجاميع منهم بالاستسلام أو مواجهة الحسم العسكري .

اطلاق نار على متظاهرين في الكوفة
وقامت عناصر من قوات الحرس الوطني العراقي بفتح النار على الالاف من المتظاهرين الذين كانوا يهتفون بحياة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وينددون برئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ويمرون بالقرب من قاعدة الاندلس العسكرية الموجودة بين النجف والكوفة، بينما غادر حوالى عشرة الاف عراقي مدينة كربلاء الشيعية المقدسة (110 كلم جنوب بغداد) باتجاه مدينة النجف استعدادا للانضمام الى قافلة المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني، يتقدمهم الشيخ احمد الصافي ممثل السيستاني على متن مئات الحافلات التي انطلقت عند الساعة 11 بالتوقيت المحلي (7 تغ) من امام الصحن الحسيني الشريف وسط كربلاء.

ورفع هؤلاء الناس على سيارات موكبهم صورا للسيستاني واعلاما عراقية ولافتات كبيرة كتب عليها "نطالب بوقف القتال فورا في النجف" و"نطالب بالغاء كل المظاهر المسلحة في النجف" و"اهالي كربلاء يدعون جميع الاطراف الى انهاء الاقتتال في النجف واعادة الامن والاستقرار الى المدينة المقدسة".

وقال مصدر في مكتب السيستاني طلب عدم كشف هويته ان "الموكب الذي يضم قرابة عشرة الاف شخص قدموا من عدد من المدن العراقية سيسلك طريق الحلة وينتظر قافلة السيستاني عند نقطة التفتيش في منطقة ابو صخير التي تبعد عشرين كيلومترا جنوب النجف لينضم اليها ويتوجه الى النجف".

الموكب المرافق للسيستاني الى النجف
وكان السيستاني غادر صباح اليوم الخميس البصرة (جنوب) في موكب يضم آلاف الاشخاص، متوجها الى مدينة النجف الشيعية المقدسة حيث سيحاول وقف القتال. وذكر مراسل لوكالة فرانس برس ان عددا كبيرا من آليات الشرطة والحرس الوطني ترافق السيستاني في طريقه الى النجف مباشرة، على بعد حوالى 400 كيلومتر شمالا.

كما تحلق مروحيات فوق الموكب الذي يضم سيارات وحافلات مكتظة بمئات من مؤيديه الى جانب انصار للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. وغادر موكب السيستاني البصرة عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (00،4 تغ). وكان آية الله السيستاني (73 عاما) عاد الاربعاء الى العراق بعد ان امضى ثلاثة اسابيع في لندن ليخضع لعلاج بعد "اضطرابات في القلب". وقد اعد مبادرة لوقف القتال الدائر منذ الخامس من آب/اغسطس بين القوات الاميركية وميليشيا الصدر في النجف. واكد حامد الخفاف مدير مكتب السيستاني لقناة "العربية" الفضائية ان المبادرة تنص على "نزع السلاح من مدينتي النجف والكوفة ورحيل كل العناصر المسلحة من هاتين المدينتين". واضاف ان المبادرة تنص ايضا على "تولي الشرطة العراقية مسؤولية الامن وحفظ النظام في النجف والكوفة ورحيل القوات الاميركية من المدينتين". كما يريد السيستاني ان "تدفع الحكومة العراقية تعويضات للاشخاص المتضررين من المعارك الاخيرة".

موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي

الربيعي يؤكد إصابته بأزمة قلبية وينفي الاستقالة
من جانبه، أكد مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي اليوم أنه تعرض لأزمة قلبية خلال الأسبوع، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أنه ينوي العودة إلى العمل فور تعافيه.

وفي حديث مع وكالة "رويترز" عبر الهاتف أثناء تواجده في أحد مستشفيات بغداد، نفى الربيعي التقارير التي أفادت بأنه استقال من منصبه احتجاجا على العمليات العسكرية الأميركية في النجف، مشددا على أنه كان أصيب بأزمة قلبية وأدخل المستشفى على الفور يوم الاثنين الماضي.

وأشار إلى أن الأطباء قالوا إن الأزمة القلبية جاءت نتيجة الإرهاق المرتبط بالجهود لإنهاء أزمة النجف. وأضاف الربيعي أنه مازال بحاجة إلى المزيد من الفحوص، وأنه لن يتمكن من العودة إلى العمل قبل مرور بضعة أسابيع.

مداهمة مقر ومنزل أحمد الجلبي

عراقي يقف أمام صورة رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي
اهمت قوات من الشرطة العراقية والعسكرية الأميركية اليوم مقر المؤتمر الوطني العراقي ومنزل رئيسه احمد الجلبي في بغداد.

وابلغ الناطق باسم المؤتمر حيدر الموسوي "إيلاف" أن 16 شرطيا عراقيا يرافقهم قوة أميركية من حوالي 30 عسكريا بثمان مدرعات داهمت مقر المؤتمر ثم منزل الجلبي في حي المنصور الراقي وعبثوا فيهما وحطموا بعض الاثاث واستولوا على وثائق وكومبيوترات. واوضح ان الذريعة كانت البحث عن شخصين من دون توضيح الاسباب مشيرا الى انهما ليسا عضوين في المؤتمر وانما من اصدقائه.

ووصف الموسوي المداهمة بانها عمل استفزازي وقال "انه في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف امنية صعبة فانه يبدو ان الشرطة لديها الوقت لمداهمة منازل والعبث بمحتوياتها من دون ان يشغلها هذا عن متابعة واجباتها في حفظ الامن" .

وهذه هي المرة الثالثة الت تداهم فيها القوات العراقية والاميركية مقرات الجلبي وحزبه خلال الاشهر الثلاثة الماضية .

قصف مدفعي وجوي في النجف وهجوم على مسجد الكوفة
وقالت مصادر حكومية عراقية إن القوات العراقية والأميركية التي تساندها اخترقت دفاعات المسلحين في النجف وأن هؤلاء تراجعوا للاحتماء بالمسجد.
و شنت طائرات أميركية هجوما عنيفا على أهداف ميليشيا جيش المهدي التابعة للسيد مقتدى الصدر في مدينة النجف في الساعات الأولى من صباح اليوم.

وفي تطور لاحق قال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان هجوما بقذائف المورتر على مسجد رئيسي مزدحم بمدينة الكوفة اليوم اسفر عن سقوط 25 قتيلا واصابة 60 اخرين حين كان مئات من أنصار الصدر يتجمعون في المسجد من اجل القيام بمسيرة لمدينة النجف القريبة التي تشهد معلرك مستمرة منذ ثلاثة أسابيع .كما قال مسؤول نفطي اليوم ان مخربين هاجموا ثمانية خطوط أنابيب نفط تربط حقل الرميلة النفطي الكبير في جنوب العراق بمحطة ضخ قرب مدينة البصرة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريح لرويترز "هناك نظام دعم احتياطي. . وليس لدي بيانات عما اذا كانت امدادات التصدير قد تأثرت."

دعوة الى اعتصام في البحرين تضامنا مع المرجعية الشيعية في العراق
في سياق متصل، دعا ثلاثة رجال دين شيعة من البحرين الى اعتصام في المنامة اليوم اعتبارا من الساعة 16 باللتوقيت المحلي (13 تغ) تضامنا مع المرجعية الشيعية في العراق، حسبما افاد ناطق باسم اللجنة المنظمة. وقال الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامي (المجموعة الشيعية المعارضة الرئيسية في البحرين) ان "الشيخ عيسى قاسم والسيدين جواد الوداعي وعبد الله الغريفي دعوا الى اعتصام تضامنا مع المرجعية في النجف الاشرف في جامع رأس الرمان يبدأ الخميس من الساعة 16 حتى 22 حسب تطور الاوضاع في النجف". واوضح ان "البحرينيين على استعداد للذهاب الى النجف اذا اراد" آية الله علي السيستاني ذلك. ويشكل الشيعة غالبية سكان البحرين بينما العائلة الحاكمة سنية. ويتخذ الاسطول الاميركي الخامس من البحرين مقرا له.

عمليات تخريب في ثمانية انابيب نفط
تخريب ثمانية انابيب نفطية في جنوب العراق
وفي البصرة اعلن مسؤول في شركة نفط الجنوب العراقية اليوم ان ثمانية انابيب نفطية تعرضت للتخريب عبر تفجيرها مساء الاربعاء في جنوب العراق.

واكد ان "عبوة ناسفة انفجرت تحت جسر انهار وتسبب باضرار في ثمانية انابيب نفطية متوازية تربط بين حقلي الزبير 1 والزبير 2 النفطيين" على بعد عشرين كيلومترا جنوب غرب مدينة البصرة..


"الجاسوس" الاميركي الذي ذبح في العراق كان يعمل لصحيفة بولندية

وافادت صحيفة "غازيتا فيبورتزا" البولندية ان "الجاسوس" الذي اعلن الاربعاء موقع اسلامي على شبكة الانترنت انه ذبح هو عراقي يحمل الجنسية الاميركية وكان يعمل مع مراسلي هذه الصحيفة في العراق. ولم تؤكد وزارة الخارجية الاميركية بعد اعدامه.

واكدت الصحيفة البولندية ان جمال سلمان الذي تحدث عنه الموقع على شبكة الانترنت "اقام عشرين سنة في الولايات المتحدة"، موضحة انه عمل مرشدا ومترجما لصحافيي "غازيتا وفيبورتزا في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 في الربيع الماضي.

واكد احد مراسليها باول سمولينسكي "عملنا معا تسعة اسابيع في بغداد والفلوجة وسامراء (...) واصبحنا اصدقاء". واضاف في مقال ذكريات مرفق بصور وعناصر عن سيرته الذاتية نشرتها الصحيفة اليوم الخميس ان "وصفه بانه جاسوس اميركي حسب معلوماتي حماقة".

وكان موقع اسلامي على شبكة الانترنت اعلن الاربعاء خبر ذبح "جاسوس" اميركي في العراق على ايدي جماعة انصار السنة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي. وجاء في الموقع "تمنكت مجموعة من المجاهدين من اختطاف الجاسوس المدعو (جمال توفيق سلمان) والحاصل على الجنسية الأميركية منذ سنة 1980 حيث قام هذا الجاسوس بتغيير اسمه إلى (خالد عبد المسيح)، وبعد التحقيق معه اعترف أنه قد جند من قبل المخابرات الاميركية في العراق للعمل من اجل التجسس على المجاهدين".واضاف الموقع انه "عمل مع جهاز الاستخبارات التي ارسلته مع مجموعة صحافية بولندية تحت غطاء نشاط مهنة الصحافي".