ذكرت وزارة الخارجية البولندية الليلة أن العاصمة البولندية وارسو ستستضيف في الثاني والثالث من شهر أيلول سبتمبر القادم مؤتمرا دوليا يشارك فيه ممثلون عن الدول الثلاثين التي لديها قوات مسلحة الآن في العراق ضمن ما يعرف بالقوات المتعددة الجنسيات .
وأوضحت الوزارة أن الحضور سيكون على مستوى الممثلين العسكريين لقوات هذه الدول أما مبررات عقده فتعود حسب ما تؤكده الوزارة إلى أن الوضع في العراق قد اصبح الآن جديدا ومختلفا عن السابق فهناك حكومة مؤقتة وبرلمان ولذلك سيبحث المشاركون في المؤتمر ليس فقط الدور المستقبلي للقوات المتعددة الجنسيات في العراق وإنما أيضا إمكانيات تغيير التكتيك المتبع من قبلها حتى الآن في ظل التغييرات الجديدة على الساحة العراقية .
ويأتي اختيار وارسو لعقد هذا المؤتمر لكون بولندا تعتبر حليفا قويا لواشنطن سياسيا وعسكريا ولان وارسو تترأس إحدى المناطق الثلاث المقسم إليها العراق عسكريا والتي يعيش فيها نحو 5 مليون عراقي ،كما تترأس بولندا قوة قدرها 9000 جندي من ثلاث وعشرين دولة ولها في العراق اكثر من 2500 جندي يتخذون من مدينة بابل مقرا لقواتهم أما القاعدة الأساسية لهم فموجودة في مدينة حلا .
وعلى الرغم من إعلان قيادات وارسو المتكرر بأنها لن تخضع لأي تهديدات وجهت لها بشن هجمات عليها إذا لم تنسحب من العراق إلا أن المزاج السياسي للرأي العام البولندي هو ضد استمرار القوات البولندية في العراق.
وحسب احدث استطلاع للرأي أعلن عن نتيجته اليوم في وارسو فان 70% من البولنديين يقفون ضد استمرار قوات بلادهم في العراق
ويري المراقبون في وارسو أن من الأسباب الرئيسة لوقوف الرأي العام البولندي ضد استمرار وجود قواتهم في العراق هو الخسائر البشرية التي تعرضت لها القوة البولندية في العرق والحملة القوية التي تشنها المعارضة على الحكومة وتتهمها فيها بأنها بسياستها الحالية تخدم الإدارة الأمريكية وليس مصالح بولندا كما أن من الأسباب الرئيسية للمزاج المعارض لاستمرار القوات البولندية هو تيقن البولنديين بان مبررات الحرب كانت مزيفة وان المشاركة البولندية وضريبة الدم التي يدفعها عناصر الجيش البولندي في العراق لم تجلب لبلادهم لا العقود المغرية التي كانوا يحلمون فيها ولا حتى مكافأة الولايات المتحدة لهم على الأقل بإلغاء تأشيرات الدخول للبولنديين الذين يريدون زيارة الولايات المتحدة حيث تقيم جالية بولندية كبيرة العدد .
التعليقات