ريما زهار من بيروت:تلازم الانشغال اللبناني بانتخابات الرئاسة اللبنانية مع انشغال بتحرك الماني واميركي في بيروت تمثل الاول بوزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر والثاني بنائبة مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الاوسط اليزابيت ديبل وفيما التزمت الدبلومسية الاميركية الصمت بعد زيارة المسؤولين اللبنانيين لمح الوزير الالماني الى الاستحقاق الرئاسي بطريقة غير مباشرة سواء في قصر بعبدا او في قريطم بالديموقراطية التي يمارسها لبنان بامتياز في منطقة الشرق الاوسط.
والتقى فيشر بعد الظهر الرئيس لحود في قصر بعبدا الذي اكد "ان لبنان حريص على تعزيز العلاقات الثنائية مع المانيا الاتحادية في مختلف المجالات"، مبديا ارتياحه للتعاون القائم بين الحكومتين اللبنانية والالمانية لتطوير هذه العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وابلغ الرئيس لحود وزير الخارجية الالمانية يوشكا فيشر الذي استقبله في الثانية والنصف (بالتوقيت المحلي) بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، تقدير لبنان للموقف الالماني حيال ازمة الشرق الاوسط "الذي يتصف بالحياد وبدعم القضايا العربية العادلة". وجدد رئيس الجمهورية التأكيد "على ضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة لحل النزاع العربي- الاسرائيلي"، مشيرا الى "ان السلام العادل والشامل والدائم هو الذي يعيد الاستقرار الى هذه المنطقة من العالم، ويضع حدا للاعمال العدوانية التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية"، مستبعدا "حصول أي تقدم على صعيد مبادرات السلام في المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية". واعرب الرئيس لحود عن خشيته " من ان تكون اسرائيل، من خلال قرارها الانسحاب من قطاع غزة، كمن يعطي شيئا بيد ليأخذ اشياء باليد الاخرى، لاسيما وان الممارسات الاسرائيلية لا تدل على نية حقيقية لتحقيق السلام العادل في المنطقة". اما بالنسبة الى الوضع في العراق، فقد جدد الرئيس لحود التأكيد على موقف لبنان الداعي "الى تسلم الامم المتحدة مهمة الاشراف على الوضع العراقي بكل وجوهه، وتمكين الشعب من التعبير بحرية عن خياراته المستقبلية من خلال انتخابات حرة ونزيهة". وقال رئيس الجمهورية "ان لبنان وسورية يراهنان على السلام العادل، وهما يسعيان من اجل تحقيقه، كما انهما يدينان الارهاب والتطرف، وقد اظهرت استراتيجيتهما المشتركة انهما يشكلان عامل استقرار في منطقة الشرق الاوسط". وشدد على ضرورة ضمان حق العودة للفلسطينيين الى ارضهم وعدم توطينهم. وشرح الرئيس لحود للوزير فيشر ما تقوم به الدولة اللبنانية من جهود لتعزيز الوضع الاقتصادي، في ظل الاستقرار الامني والسياسي الذي يعيشه لبنان، مؤكدا "ان عملية الاصلاح الداخلي لا بد ان تستمر لاقامة دولة القانون والمؤسسات"، معتبرا "ان الديمقراطية علة وجود لبنان، والمحافظة عليها وتعزيزها، مسؤولية وطنية شاملة". واكد رئيس الجمهورية "ان الوضع على الحدود الجنوبية مستقر، محملا اسرائيل مسؤولية الانتهاكات التي تقوم بها بشكل دوري"، معتبرا "ان من حق لبنان الدفاع عن ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا". واشاد رئيس الجمهورية " بالدعم الذي قدمته سورية لوقف الحرب في لبنان ومنع تقسيمه، ثم توحيد مؤسساته العسكرية والمدنية والادارية، واطلاق مسيرة الوفاق الوطني فيه"، مؤكدا "ان التعاون القائم بين البلدين، يشكل نموذجا لما يمكن ان يقوم بين الدول من علاقات تعاون وتنسيق، في ظل سيادة كل من البلدين واستقلالهما". وابرز الرئيس لحود دور المقاومة الوطنية اللبنانية وسورية في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، شاكرا للوزير فيشر التعاون الذي ابدته المانيا لتسهيل عملية اطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين من السجون الاسرائيلية. وكان الوزير فيشر نقل في مستهل اللقاء الى الرئيس لحود تحيات الرئيس الالماني هورست كولهر، منوها بالتقدم الذي سجل في لبنان خلال السنوات الماضية، والتطور الذي تشهده العلاقات الالمانية- اللبنانية في كل المجالات. كما نوه بالجهد الذي بذله لبنان لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية الى المانيا، واعتبر "ان المؤتمر الذي سيعقد في تشرين الاول المقبل بين رجال الاعمال اللبنانيين والالمان في بيروت، يدل على مدى التقدم الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين". واشاد الوزير فيشر بالاجواء الآمنة والمستقرة التي ينعم بها لبنان، وبالديمقراطية التي يمارسها لبنان بامتياز في منطقة الشرق الاوسط، معربا عن امله في ان يتعزز الوضع الاقتصادي اكثر فأكثر. وشرح الوزير فيشر وجهة نظر بلاده من الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، مركزا على "ان بلاده تدعم كل الخطوات الضرورية لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، وتتطلع الى تحريك عملية السلام على رغم العراقيل التي لا تزال تهدد الاستقرار والامن في المنقطة". وحضر اللقاء السفير الالماني في لبنان غونتر رودولف كنيس واعضاء الوفد المرافق للوزير فيشر، ومستشار رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية الدكتور جورج ديب. نائبة مساعد وزير الخارجية الاميركية وكان الرئيس لحود استقبل نائبة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السيدة اليزابيت ديبل، في حضور السفير الاميركي في لبنان السيد جيفري فيلتمان، وذلك في اطار الجولة التي تقوم بها الدبلوماسية الاميركية على عدد من دول المنطقة. وتم خلال اللقاء، التداول في عدد من المواضيع الراهنة محليا واقليميا ودوليا، وعرض الرئيس لحود موقف لبنان من الاوضاع في العراق وفلسطين، والطرق الكفيلة بحل النزاع العربي- الاسرائيلي. كما تطرق البحث الى الاوضاع الداخلية، حيث عرض رئيس الجمهورية للتطورات التي شهدها لبنان وموقفه الرافض للارهاب والتطرف، والتمسك بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية لحل ازمة الشرق الاوسط واعادة الاستقرار والامان الى كل من فلسطين والعراق. كما شرح وجهة نظر لبنان من قضية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة الى ارضه وعدم توطينه. وتناول الحديث ايضا التعاون القائم بين لبنان وسوريا في اطار العلاقات المميزة التي تجمع بين البلدين، والوضع الاقتصادي في البلاد، والاجراءات الواجب اعتمادها لتأمين العدالة الاجتماعية، والاصلاحات الادارية وتفعيل دور المؤسسات الرقابية، وتطبيق القوانين وتغيير الذهنية التي سادت بعد الحرب. كما تناول البحث الوضع في الجنوب والخروقات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، وحق لبنان في الدفاع عن ارضه وسيادته. واكد الرئيس لحود للدبلوماسية الاميركية "ان تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط، لن يتم الا من خلال انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا والجولان والاراضي الفلسطينية المحتلة". وكانت السيدة ديبل اعربت في مستهل اللقاء عن سعادتها لوجودها في لبنان، مشيرة "الى ان زيارتها تندرج في اطار جولة لاستطلاع الوضع في عدد من دول المنطقة لمناسبة تسلمها مهماتها الجديدة". واعربت عن ارتياحها للتقدم الذي تحقق في لبنان، لافتة الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير وليم بيرنز سيقوم بزيارة الى دول المنطقة ومن بينها لبنان في 12 ايلول المقبل للتداول مع المسؤولين في الوضع الراهن، والبحث في سبل تفعيل مبادرات السلام في المنطقة. وحضر اللقاء مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية الدكتور جورج ديب.
الحريري
واستقبل رئيس مجلس الوزراء السيد رفيق الحريري، في الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، في دارته، في قريطم، وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر في حضور السفير الألماني في لبنان غانتر كنايس والوفد المرافق. وجرى خلال اللقاء عرض للاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. بعد اللقاء، قال الرئيس الحريري: "أرحب بصديقي وزير خارجية ألمانيا، الذي يقوم بزيارة ودية للبنان والمنطقة. نحن مسرورون جدا لأنه استهل جولته في لبنان، ونقدر ذلك، وهو سيجيب على أي سؤال سوف تطرحونه عليه بشأن جولته". وتحدث الوزير فيشر، فقال: "شكرا جزيلا، إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا مجددا. وكانت لي محادثات قيمة ومثمرة مع الرئيس اللبناني، وتابعنا هذه المحادثات مع رئيس الوزراء. تطرقنا إلى تطور الأوضاع في المنطقة، وخصوصا في العراق، والصراع العربي - الاسرائيلي والاسرائيلي - الفلسطيني"، متحدثا عن "الوضع في المنطقة بعد المبادرات العديدة، ومنها الشرق الاوسط الكبير، والتي جاءت بمبادرة من مجموعة الدول الثماني ومؤتمرات دولية عدة. وتطرقنا، كذلك، إلى العلاقات الثنائية. إن سياستنا مبنية على الصداقة، ومعا، إلى جانب شركائنا في الإتحاد الاوروبي، لدينا الكثير من الاهتمام باستقلال لبنان وسيادته. هذا أمر مهم جدا، ولبنان هو ديموقراطية مبنية على الدستور، ونأمل لا بل نعتقد أنه يشكل مثلا مهما للمنطقة بأسرها لأنه تقريبا حقيقة فريدة مما يجعله مثالا للمنطقة، ونأمل أن تسير التطورات قدما وفقا للدستور ونحو لبنان سيد ومستقل. وإننا مستعدون لزيادة تجارتنا وزيادة تعاوننا السياسي وتعاوننا الاقتصادي وتعاوننا الثقافي معه، لدينا روابط ممتازة، ونحن أصدقاء جيدون. يعيش الألمان، هنا، في هذا البلد الجميل، والعديد من اللبنانيين يعيشون في ألمانيا. نحاول أن نساعد حين نستطيع، حين يطلب منا أصدقاؤنا ذلك، هذا هو إطار مباحثاتنا". سئل فيشر: ما هو موقف ألمانيا من الإنتخابات الرئاسية في لبنان؟ أجاب: "إننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية. بالنسبة إلينا من الضروري الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته كدولة وأمة، وأن ترتكز القرارات كافة على الدستور والارادة الحرة للشعب، ولكننا لا نتدخل فمسألة الانتخابات، بالطبع، مسألة يجب أن تبت في الداخل". وردا على سؤال، قال فيشر: "تحدثنا عن الأوضاع في المنطقة، وكذلك في اسرائيل، بالطبع. وتحدثت مع الرئيس عن الجيران الآخرين المهمين جدا، سوريا". سئل فيشر: هل من جديد بشأن عملية تبادل الأسرى اللبنانيين؟ أجاب: "أنتم تعرفون موقفنا جيدا، فنحن لا ندلي بأي تصاريح علنية بشأن هذا الموضوع". سئل فيشر: هل تطرقتم إلى الوضع الحالي في العراق؟ أجاب: "سنلتقي في قمة رؤساء الدول والحكومات، الرئيس بوتين والرئيس شيراك والمستشار شرودر سيجتمعون الاثنين، وليس من التهذيب والحكمة أن أدلي، من هنا، من بيروت حول ما سيناقشونه. فلننتظر ونرى. أعتقد أن هذه المحادثات ستكون على جانب من الأهمية، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية والثلاثية والعلاقات الأوروبية الروسية. ومن المؤكد أنهم سيبحثون في المسائل الدولية وأزماتها. وأعتقد أننا جميعا سعداء جدا بوقف إطلاق النار في النجف، وسنكون سعداء كثيرا في حال كان قرار وقف إطلاق النار هذا نهائيا. ونعتقد أن المجتمع الدولي يجب أن يتعاون في المجال السياسي لدعم تنفيذ الاتفاق، الذي تم التوصل اليه تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي لأننا نعتقد أن هذا الخيار سيقودنا إلى عراق مسالم، حيث تكون إعادة الإعمار في الواجهة وليس الارهاب والعنف، وتجري الإنتخابات ويحصل العراق على الديموقراطية والسيادة الكاملتين، اللتين تكونان نتيجة لعودة إلى المسار. ونأمل أن يسهم وقف إطلاق النار في إحراز تقدم أكبر نحو السلام". وردا على سؤال حول دور حلف الأطلسي في العراق، قال فيشر: "أعتقد أن القرارات واضحة، وليست مهمة الحلف بل مهمة قوات التحالف التي لا نشكل طرفا فيها". سئل الرئيس الحريري: ما هو موقفكم من الإستحقاق الرئاسي في لبنان؟ أجاب: "هذا هو حديث المدينة، والجميع يريد أن يعرف موقفي، ستعرفونه عندما أعلنه". ثم أقام الرئيس الحريري مأدبة غداء على شرف فيشر والوفد المرافق.