انهارت مصالحة هشة رعاها المغرب في وقت سابق خلال هذا الشهر بين ليبيا وموريتانيا بعد ان اتهمت نواكشوط طرابلس بدعم محاولة إنقلابية كان يفترض ان تتم مطلع الشهر الحالي، وهي محاولة أحاط بها الكثير من الشكوك وذكر أنها كانت تهدف في الواقع لتصفيات ذات طابع قبلي في الجيش الموريتاني.
وزار الطيب الفاسي وزير دولة في وزارة الخارجية المغربية نواكشوط على عجل حاملاً رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في ما يبدو انها محاولة لمنع تدهور اكثر للعلاقات الليبية الموريتانية.
وكان رئيس اركان الدرك الوطني الموريتاني العقيد سيدي ولد الريحة اتهم بوركينافاسو وليبيا بدعم مدبري محاولة انقلابية أعلنت نواكشوط عن كشفها في التاسع من آب(اغسطس) وقال ولد الريحة إن فرقتي كوماندوز كان يفترض أن تدخلا البلاد من ليبيا وبوركينافاسو في الفترة ما بين 16 الى 20 آب .
يشار إلى أن متزعمي محاولة انقلابية في حزيران(يونيو) من العام الماضي كانا فرا من البلاد ويقيمان حالياً في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو ، وكانت موريتانيا طلبت في وقت سابق من سلطات ذلك البلد الافريقي (غرب إفريقيا) تسليمها الرائدان صالح ولد حننا ومحمد ولد شيخنا زعيما المحاولة الانقلابية التي جرت العام الماضي حيث تمت السيطرة على العاصمة نواكشوط وعدة مرافق أساسية لكن قوات من خارج العاصمة أحبطت المحاولة الانقلابية .
وكان ولد حننا وولد شيخنا لجأ الى بوركينوفاسو بعد الفشل المحاولة الانقلابية وتدرر وقتها أن طرابلس استعملت نفوذها لدى الرئيس البوركينابي بليز كومباوري بعدم تسليم صالح ولد حننا ومحمد ولد شيخنا . وقالت مصادر مطلعة إن الدور الليبي حيث تتسم علاقات نواكشوط وطرابلس بالفتور لم يتعد طلب "ملاذ آمن" لمدبري المحاولة الانقلابية وان الحديث عن تورط ليبيا في عملية إنقلابية " محض مزاعم " .
وكان وزير الدفاع الموريتاني بابا ولد سيدي زار بوركينافاسو الاسبوع الماضي ونقل رسالة من الرئيس الموريتاني الى رئيس بوركينافاسو حيث طلب تسليم الضباط الموريتانيين الذين شكلوا تنظيماً معارضا باسم " فرسان التغيير" لكن المسؤول الموريتاني عاد خاوي الوفاض.
وينتمي معظم الضباط الذين نفذوا المحاولة الانقلابية السنة الماضية لقبيلة "أولاد الناصر" وتقول المعارضة الموريتانية إن الضباط الذين اعتقلوا بعد الاعلان عن كشف المحاولة الاخيرة ينتمون كذلك لقبيلة " اولاد الناصر" .
يشار الى ان ليبيا نفت اليوم( الجمعة) اتهامات نواكشوط وقال عبد الرحمن شلقم وصرح وزير الخارجية الليبي "انفي ذلك نفيا قاطعا وقال "سنوجه مذكرة الى اتحاد المغرب العربي وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي للتحقيق في هذه الادعاءات".
وكان قائد اركان الدرك الوطني الموريتاني العقيد سيدي ولد الريحة قال ان المحاولة الانقلابية دبرها صالح ولد حنانا ومحمد ولد الشيخ مدبرا المحاولة الفاشلة التي جرت في حزيران من العام الماضي واشار الى ان الرجلين "موجودان في بوركينا فاسو منذ فرارهما مع رفاقهما" واوضح المسؤول الموريتاني في الاعلان الذي جرى بمناسبة انتهاء التحقيقات التي يجريها جهاز الدرك ان الانقلاب كان يفترض ان ينظم خلال زيارة الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع الى فرنسا. وقال مساعد لرئيس اركان الدرك ان 31 ضابطا اوقفوا بعد هذه المحاولة الانقلابية. وبث التلفزيون الموريتاني "اعترافات" ضابطين اكدا تورطهما في محاولة الانقلاب بالتعاون مع مدبري المحاولة الانقلابية التي وقعت في الثامن من حزيران من العام الماضي.
و في السياق نفسه اتهم وزير الدفاع الموريتاني في تصريحه المصطفى ولد الإمام الشافعي المستشار الخاص للرئيس البوركينابي، وهو من أصل موريتاني وينحدر من قبيلة "تجكانت" التي تم أعتقال ضباط كبار ينتمون إليها بانه يقف وراء كل المحاولات التي تستهدف النظام الموريتاني.
التعليقات