المقاتلون الشيعة يسلمون اسلحة ويغادرون مرقد الامام علي

النجف (العراق) : غادر المقاتلون الشيعة مرقد الامام علي في النجف وبدأوا تسليم اسلحتهم بعد ان احتفل عشرات الالاف من الشيعة باتفاق وضع نهاية للمواجهات الدامية.
واغلقت السلطات الدينية ابواب مسجد الامام علي بالأقفال بعد ان غادره افراد ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذين تحدوا القوة العسكرية الاميركية والحكومة العراقية المؤقتة على مدى ثلاثة اسابيع.

وعاد آية الله العظمى علي السيستاني وهو ارفع مرجعية شيعية في العراق الى النجف يوم الخميس وأقنع الصدر بقبول اتفاق لوقف القتال بعد يوم شهد مقتل 110 عراقيين واصابة 501 اخرين في اعمال العنف.

والقى المقاتلون بنادق من طراز ايه كيه 47 وقاذفات مورتر داخل عربات يد خشبية حول المناطق القريبة من مزار الامام علي بعد ان اذيعت من مكبرات الصوت في المسجد اوامر بذلك باسم الصدر.وذكرت قناة العربية التلفزيونية ان ممثلي الصدر سلموا مفاتيح المسجد.ورفض عدة مقاتلين من افراد جيش المهدي تسليم سلاحهم كما شوهد بعض الجنود الامريكيين الذين يفترض ان يغادروا المدينة حسب الاتفاق على مقربة من منطقة المسجد.

وبحلول العصر كان الهدوء النسبي يعم الشوارع الضيقة المحيطة بالمسجد التي تقف مبانيها المدمرة والمحترقة شاهدا على ضراوة القتال الذي سقط فيه مئات القتلى وادى الى ارتفاع اسعار النفط العالمية.

لكن الغموض ما زال يحيط بالدور الذي يريد الصدر والميليشيا الموالية له القيام به في العراق وخصوصا قبل الانتخابات التي تجرى في يناير كانون الثاني. وقد منحهم رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي عفوا بموجب الاتفاق. ويحظى الصدر بتأييد كبير بين ابناء الاغلبية الشيعية في العراق.

ولكن بعد القتال الضاري مع جنود مشاة البحرية الامريكية أبدى كثير من مقاتلي جيش المهدي استعدادهم لمواصلة التحدي.

وقال احد المقاتلين "سنؤيد ما اتفق عليه اية الله السيستاني والسيد مقتدى أيا كان. لكننا سنقطع مع ذلك رقاب الاميركيين."وأمسك اخر ببندقية من طراز ايه كيه 47 قال انها سلاحه الشخصي ولن يسلمها وقال "سأحفظ هذه وانتظر أمر السيد مقتدى."

وقادت الشرطة المراسلين الى غرفة قالت ان انصار الصدر استخدموها مقر محكمة اسلامية. وداخل الغرفة التي تقع على بعد نحو 200 متر من مرقد الامام علي ترقد 15 جثة منتفخة يعلوها السواد ويغطيها الذباب.وقال شرطي "غطوا انوفكم. هذا هو المكان الذي كان يذبح فيه جيش المهدي الناس ويتركهم بعد ذلك ليتعفنوا." الا ان هاشم ابو ريف المدير الاداري للمحكمة الاسلامية نفى اتهامات الشرطة.

واستنكر الاتهام وقال ان الحكومة قادرة على تلفيق التهم لهم واضاف ان هذه الجثث تخص مقاتلي جيش المهدي وانهم لم يتمكنوا من غسلها او نقلها لان الحكومة العراقية والقوات الاميركية قطعت الكهرباء والمياه عنهم.

وبرغم احتمال ان يكون القتال قد انتهى في الوقت الراهن في النجف فهو لم ينته في اماكن اخرى. وقال الجيش الاميركي ان مقاتلين هاجموا القوات الامريكية في بغداد بالقنابل اليدوية يوم الجمعة مما ادى الى اصابة 12 جنديا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الامريكي جورج بوش اعترف للمرة الاولى يوم الخميس بأنه اخطأ في حساباته بشأن الاوضاع في العراق بعد الحرب. ونقلت عنه قوله في مقابلة انه وقع "في خطأ في الحسابات لما ستكون عليه الاوضاع".

ووصل عشرات الالاف من الشيعة الى مشارف النجف يوم الخميس مستجيبين لدعوة السيستاني للزحف على المدينة.وتناثرت الاعيرة النارية الفارغة في وسط المدينة التي كانت في اليوم السابق تحفل بالقناصة.

وجاء اتفاق وقف القتال بعد يوم من المعارك الدموية. وقالت وزارة الصحة ان 110 اشخاص قتلوا وجرح 501 اخرون في هجمات بالمورتر والاسلحة النارية في النجف والكوفة القريبة يوم الخميس.

ووصل السيستاني الى العراق يوم الاربعاء بعد ان قضى ثلاثة اسابيع في لندن للعلاج. وقد بدات المواجهات في النجف وهو يغادر المدينة.

في الوقت نفسه قال تلفزيون الجزيرة انه تم العثور على جثتي رهينتين تركيين قتلا بالرصاص فيما يبدو شمالي مدينة بيجي العراقية.

ولم يذكر التلفزيون اي تفصيلات اخرى.

وخطف اربعة اتراك على الاقل في العراق هذا الشهر منهم اثنان خطفا يوم الخامس من اغسطس اب وواحد يوم السابع وواحد يوم 16 اغسطس.

وقالت شركتان تركيتان تعملان في العراق انهما ستغادران البلاد بعد ان خطف مسلحون عراقيون موظفين بهما. وانسحبت عدة شركات تركية من العراق بسبب مخاوف تتعلق بامن موظفيها.

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في خطاب ألقاه يوم الجمعة ان فرنسا مستعدة لان تلعب دورا اكبر في إعادة إعمار العراق ووجه الدعوة للرئيس العراقي غازي الياور لإجراء محادثات في باريس الشهر القادم.

وشدد شيراك ايضا على رغبة فرنسا في تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد الخلاف بين الدولتين بشأن الحرب على العراق داعيا الى "شراكة فعالة ومتوازنة عبر المحيط الاطلسي".

وقال شيراك في خطاب سنوي يوجهه الى السفراء الفرنسيين "فرنسا منفتحة على الحوار مع السلطات العراقية بشأن جميع القضايا..تدريب قوات امن..الديون واي قضية تتعلق بإعادة الإعمار ولصالح رفاهية الشعب العراقي."

وقال شيراك "وبهذه الروح ساستقبل الرئيس العراقي في اوائل سبتمبر."

واضاف ان إعادة إعمار العراق سيكون "طريقا طويلا سيشهد كل يوم جديد فيه صعوبات ونكسات جديدة." لكنه اشار الى ان العملية بدأت حاليا على الاقل.