ريما زهار من بيروت: أكدت نائب الشمال نايلة معوض لـ "إيلاف" انها أول من ترشح الى منصب رئاسة الجمهورية، معتبرةً انه من الطبيعي ان تثار مناقشة الرئاسة اللبنانية قبل خمسة او ستة اشهر من انتهاء ولاية الرئيس الحالي.
كما أكدت على ضرورة واهمية التغيير الجذري لشؤون الدولة والادارة . وعن نظرتها الى العلاقات اللبنانية السورية اعتبرت معوض انها بحاجة الى تسوية وتعديل لما تتضمنه من ثغرات عدة مؤكدة ان لبنان لا يمكن ان يحكم من دمشق كما لا يمكنه لن يتخذ سياسة تجابه مع سورية.
ولدى سؤالها عن اتصالها بدمشق قبل تقديم ترشيحها الى الرئاسة، اجابت ان الاتصال بالعاصمة السورية هو دوماً مفيد وضروري أكان هذا الاتصال لشؤون الرئاسة اللبنانية او لغيره من الامور.
وشددت معوض على ضرورة ايجاد تسوية متوازية واستراتيجية بين لبنان وسورية مؤكدة على حتمية هذه العلاقات لما لها من جذور تاريخية وجغرافية وبما تتضمنه من تكامل في كافة الحقول والمستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
*هل تعتقدين ان الكلمة الاخيرة بالنسبة للخيار الرئاسي تبقى لسورية ام هناك وصي آخر هو الولايات المتحدة بالتحديد؟
-"عندما قدمت ترشيحي الى الرئاسة اكدت على ضرورة لبننة هذا الاستحقاق، وجوبهت عندها بردات فعل سلبية ولكن فكرة اللبننة اخذت طريقها الى التنفيذ وحتى الرئيس بشار الاسد تبنى الآن هذه الفكرة وهذا ما يسهل عملية الاختيار".
نعلم جميعاً ومنذ العام 1943 تأثر هذا الاستحقاق بعوامل ومعطيات مناطقية ودولية ولكن ظلت السيادة اللبنانية محفوظة بمعنى انه لم يفرض على لبنان اي رئيس دون ارادة ممثليه، واذا ما نظرنا حالياً الى الوضع نجد ان تأثير سورية على نواب المجلس النيابي هو الاقوى وهو المرشح لاختيار الرئيس العتيد.
*ما هو الدور الذي قد تلعبه الولايات المتحدة؟
-"لا أملك شخصياً كل المعطيات للرد على هذا السؤال وانما اعتقد ان للولايات المتحدة هموماً اخرى غير الشأن الرئاسي اللبناني".
* ماذا تتوقعين شخصياً بالنسبة للاستحقاق الرئاسي هل هناك تجديد وتمديد للرئيس لحود ام انتخاب رئيس جديد؟
-" اتخذت قراراً شخصياً وهو ضرورة عدم تعديل الدستور لاتاحة الفرصة للتجديد او للتمديد، لا يمكن المس بالقانون الاساسي والا يصبح الشواذ قاعدة في هذا المجال".
* طالبت منذ 12 عاماً بتعديلات جوهرية تتناول اهم بنود الدستور وبخاصة فيما يتعلق بميثاق الوفاق الوطني؟ هل ما زلت على مطلبك هذا؟
-" مصدر انتقادنا للسلطة الحاكمة هو عدم تطبيق الميثاق الوطني كما يجب وبخاصة بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض. وطبق مثلاً قانون العفو العام بصورة اعتباطية وفئوية لذا تنبثق مطالبتي بالتعديلات من معطيات الدستور نفسه وتطبيق ميثاق الوفاق الوطني تطبيقاً عادلاً دون تمييز، وهذا هو الدور الحقيقي والاساسي لرئيس الجمهورية الذي تعهد رسمياً وعلناً بالحفاظ على الدستور واحكامه".
* من اين يبدأ التغيير وبالتالي الاصلاح؟ وهل من تشريع قانون انتخابي جديد للنواب عادل ومتوازن؟ وما هي مسؤولية رئيس الجمهورية في هكذا تغيير؟
-" لا اضع مسؤولية تغيير الوضع على رئيس الجمهورية فقط وعندما نتكلم عن السلطة فهي تشمل الجميع: السلطة الاجرائية والتشريعية والقضائية ويقول المثل الشعبي:"يبدأ هريان السمكة من رأسها اولا ورئيس الجمهورية هو رأس هرم السلطة لذا يتحمل القسم الاكبر من المسؤولية اضف الى مسؤولية كل من رئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء فمشكلتنا هي "الترويكا" اي السلطة بثلاثة رؤوس.
ولنصل الى التغيير والاصلاح المنشود على الرئيس العتيد ان يتمتع بثقة ودعم الشعب والا سيهاجر قسم كبير من اللبنانيين الى الخارج اذا يئسوا من التغيير.
وبوصفي عضوة في تجمع قرنة شهوان يطالب تجمعنا منذ وقت طويل بالسلطة التغييرية وبمعنى آخر تغيير في الذهنية وفي منهج الحكم للوصول الى الاصلاح المنشود. ومهما يكن الامر لا يجب على اللامبالاة والحلول الوسطى ان تكون الجواب على الواقع الحالي وبخاصة فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والمالي والا مصير لبنان الى انهيار اكيد".
* ما هو موقفك من انتشار الجيش في الجنوب؟
-" لم يتغير موقفي بالنسبة لهذا الموضوع وأرى ان تؤدي القوات النظامية اللبنانية واجبها في الدفاع عن الحدود وكان عليها الانتشار منذ تحرير المناطق الحدودية هذا التحرير الذي كان وليد مشاركة اللبنانيين جميعاً باحزابهم وطوائفهم المختلفة".
*ما هو دور المقاومة؟
- "كان ولا يزال موضوع المقاومة في صلب الحوار بين اللبنانيين وعبرت شخصياً وفي اكثر من مناسبة عن تأييدي للمقاومة ورفضي اعتبار "حزب الله" حركة ارهابية وعلى المقاومة الوطنية الانطلاق من الحوار الوطني ولكن تحرير القدس يتطلب قراراً عربياً ويبقى على رئيس الدولة الحفاظ على ميثاق الوفاق الوطني".
* انت عضو في كل من "تجمع قرنة شهوان" و"الجبهة الوطنية للاصلاح" هل يدعمان ترشيحك للرئاسة؟
- لا شك ان هناك مرشحين غيري للرئاسة وفي كل من تجمع قرنة شهوان والجبهة الوطنية للاصلاح ونتشارك المبادىء والقيم نفسها والمطلوب توافق المعارضة على مرشح واحد ينال اجماعاً ليزداد حظه بالنجاح.
* بين من ترشحوا من هم الذين يمثلون طموحاتك؟
- كل الذين يشاركونني المواقف والآراء في صفوف المعرضة.
* ما هو موقفك من النائب والمرشح بطرس حرب؟
-" ساند كل من بطرس حرب ونسيب لحود مواقف المعارضة في المجلس النيابي وهذا لا يمنع وجود مرشحين آخرين يتمتعون ايضا بالمواصفات نفسها ويبقى اختيار اوفر المرشحين للنجاح".
* ما رأيك بتجديد ولاية الرئيس اميل لحود؟
-" لست من اولئك الذين يبدلون موقفهم وفق الظروف والمصالح الشخصية. يهمني شخصياً احترام المبادىء وبالتالي رفضي القاطع لتعديل الدستور ولو كنت من اولئك الذين يبدلون آراءهم لتمتعت بمكاسب مهمة.
ورفض الرئيس معوض (زوجي) خلال سنوات الحرب المكاسب التي عرضتها عليه المليشيات".
* عندما انتخب الرئيس الشهيد رنيه معوض زوجك لرئاسة الجمهورية سانده آنذاك آل فرنجية رغم تباين وجهات النظر السياسية هل ستردين لهم الجميل؟
-" لم يعد الموقف نفسه، تغيرت الظروف والاحوال وبلغ الدين العام 37 مليار دولار وغرقت السلطة في الفساد والفوضى وانتشار الفقر والعجز المالي وعدم انجاز الحوار الوطني وتطبيق الانماء المتوازن".
* يمتنع اعضاء تجمع قرنة شهوان من توجيه الانتقادات الى دولة الرئيس رفيق الحريري وبخاصة في الشؤون الاقتصادية والمالية، كيف تفسرين هذا الامتناع؟
- "قرنة شهوان" ترفض كل الوسائل المتبعة من السلطة.