عبد الرحمن الماجدي من أمستردام ووكالات: كثفت القوات الاميركية هجماتها الليلية على مدينة الفلوجة فقتلت خمسة وأصابت اثنين وثلاثين ليل البارحة في خطوة تؤشر على ان المدينة ستكون الهدف المقبل للقوات الاميركية والعراقية لتنظيفها من المقاومين. ياتي القصف متزامنا مع تطويق مدينة الصدر في بغداد حيث يكثر اتباع السيد مقتدى الصدر.

و زادت الغارات الجوية على مدينتي الفلوجة والصدر منذ ان لاحت بوادر الحل في مدينة النجف حيث دارت معارك عنيفة استمرت ثلاثة اسابيع بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الاميركية والعراقية انتهت بتدخل المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني بخروج ماتبقى من مقاتلي جيش المهدي من النجف والكوفة ونزع اسلحتهم. هذا التصعيد بات واضحا سواء من قبل المقاتلين في المدينتين، الذين يشعرون ان المواجهة معهم ستكون التالية بعد معارك النجف. او من قبل القوات الاميركية والعراقية التي تصر القضاء على أي مقاومة مسلحة في أي مكان في البلاد وعدم السماح باي ميليشيات غير نظامية . وزاد الموقف الاميركي قوة رفض المرجعية الشيعية مقاتلة الاميركيين .

و اكد متحدث باسم وزارة الداخلية ان القوات العراقية شاركت فجر اليوم في تطويق مدينة الصدر بعد ان حذرت السكان بترك منازلهم حتى يتم تطهيرها من مقاتلي جيش المهدي. وماتزال المدينة مطوقة حيث تحدث شهود عيان في المدينة اتصلت بهم ايلاف بان المواجهات اشتدت ليل امس في المدينة و حاولت القوات الاميركية اقتحامها لكنها ووجهت بنيران كثيفة. فاكتفت الاليات الاميركية بضرب طوق حول المدينة التي يكثر فيها المسلحين الموالين للسيد مقتدى الصدر ويقولون ان هدنة النجف لاتشمل مدينة الصدر.

من جانب اخر يترقب سكان مدينة الفلوجة غرب العراق بان تكون مدينتهم الهدف المقبل لمعارك عنيفة كتلك التي حدثت في النجف او تلك التي حدثت قبل اشهر وانتهت بهدنة هشة تم على اثرها تشكيل لواء الفلوجة الذي لم يستطع منع الهجمات المسلحة ضد القوات الاميركية او ضد القوات العراقية التي تنطلق من المدينة التي تتهم الحكومة العراقية المسلحين فيها بايواء عناصر ارهابية غير عراقية لها ارتباط بابي مصعب الزرقاوي الذي اعترف بمسؤوليته عن الكثير من التفجيرات في المدن العراقية.

وعلى صعيد المخطوفين الاجانب في العراق قالت الشرطة في بلدة بيجي العراقية اليوم ان رجلا مصريا قتل واختطف ثان.وقال ضابط الشرطة ظافر سليم ان مهاجمين قتلوا جودة بكر وخطفوا ناصر جمعة يوم الجمعة في بلدة بيجي النفطية على بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد حيث كانا يعملان وقالت الشرطة انه عثر على جثتي تركيين بالقرب من بيجي الاسبوع الماضي.

وفي مدينة النجف التي شهدت مغادرة المظاهر المسلحة من المدنيين او الاميركان،اجتمعت المرجعية الشيعية اليوم السبت في منزل اية الله العظمى علي السيستاني في النجف وسط العراق.واجتمع اية الله محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد اسحق الفياض بالسيستاني بحسب ما اعلنه متحدث باسم المرجع الشيعي.

وقال حامد خفاف بعد اللقاء "التقى السيد السيستاني دام ظله بمناسبة عودته من رحلته العلاجية الى الخارج سماحة آيات الله العظام السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد اسحق الفياض وقد هنأوا سماحته على عودته الى ارض الوطن سالما وقد شكرهم على محتبهم وشكر الله تعالى على سلامتهم من الاخطار التي واجهوها وهم في النجف الاشرف وهم في اشد ايام محنتها".

وكان متحدث اشار في وقت سابق الى ان المرجعيات الدينية الشيعية ستناقش الوضع في مدينة النجف. ولم يحضر اية الله بشير النجفي الاجتماع، علما ان الشخصيات الدينية الاربع هي الاكثر احتراما في البلاد. وكان السيستاني الذي عاد من لندن بعد قضائه ثلاثة اسابيع فيها للعلاج من ضعف في القلب وضع الخميس خطة سلام من خمس نقاط وافق عليها الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والسلطات العراقية.

من جانب اخر اعربت الهيئة الايرانية للتراث عن استعدادها اليوم لترميم الاضرار التي ألحقتها المعارك بالمباني الدينية في مدينة النجف المقدسة (وسط العراق) على نفقتها الخاصة. ونقلت الصحافة الايرانية عن رئيس الهيئة حجة الاسلام شاه مرادي قوله ان الدائرة المكلفة شؤون الاماكن المقدسة والمباني الدينية في الهيئة "على استعداد تام لارسال يد عاملة لاعادة البناء وتسديد كافة التكاليف".

وقال رئيس الهيئة ان المواقع المقدسة في العراق، ولا سيما في النجف، تعرضت لهجمات "شرسة" من قبل القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وتأوي النجف احد ابرز المواقع الدينية المقدسة لدى الشيعة الذين يشكلون اكثر من 90% من عدد سكان ايران. وقد استقبل ضريح الامام علي مئات الاف الحجاج الايرانيين منذ سقوط صدام حسين. كما ان المعارك التي دارت بين الاميركيين والمقاتلين الشيعة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة لم توفر الضريح والحقت اضرارا بالغة في الصحن الحيدري.

وتضررت اقسام عدة من الضريح ايضا. وتسبب تبادل اطلاق النار في تشققات في الباب الرئيسي للمبنى وتضررت ايضا جدران المجمع في اماكن عدة وازيلت قشرة من الاحجار الذهبية ال7777 التي تشكل قبة الضريح بسبب النيران المتفرقة. وتقوم ايران بترميم واعمار الكثير من العتبات المقدسة الشيعية في عدد من الدول العربية باعتبارها ارثا شيعيا يحج اليه الاف من مواطنيها سنويا.

وفي الموصل شمالا قتل مجهولون اليوم جامعية عراقية في وسط المدينة في الموصل بحسب ما اعلنته مصادر للشرطة. وقتلت ايمان عبد المنعم يونس (36 عاما) عندما فتح مجهولون النار على سيارتها خلال توجهها الى الجامعة حيث ترأس قسم الترجمة في معهد الفنون في جامعة الموصل الساعة 08.30 (04.30 تغ)، بحسب ما اعلن ضابط الشرطة فلاح حسن. واوضح المصدر نفسه ان القتيلة التي لم تكن تنتمي يوما الى حزب البعث بزعامة الرئيس المخلوع صدام حسين سبق وشكت تلقيها تهديدات بالقتل من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل. وكان عدد من اساتذة الجامعات العراقية قضوا مقتولين برصاص مجهولين منذ التاسع من نيسان 2003.

من جانب اخر وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعوة للرئيس العراقي غازي الياور لزيارة فرنسا مؤكدا رغبة بلادة المساهمة في اعادة اعمار العراق ورغبة فرنسا في تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد الخلاف بين الدولتين بشأن الحرب في العراق. ودعا في هذا السياق إلى إقامة شراكة فعالة ومتوازنة عبر المحيط الأطلسي. جاء ذلك في خطاب سنوي يوجهه إلى السفراء الفرنسيين.


مقتل مصري وخطف اخر يعملان في شمال العراق
قال مسؤول في الشرطة العراقية ان مواطنا مصريا قتل واختطف اخر من قبل مسلحين مجهولين شمالي بغداد.

وقال ظافر سليم من شرطة بيجي التي تبعد 180 كيلومترا شمالي بغداد "ان مواطنا مصريا قتل واسمه جودت بكر (45 عاما) واختطف اخر في قضاء بيجي واسمه نصر جمعة." واضاف قوله "الاثنان يعملان أعمال حرة في القضاء." وقال ان "اثارا للتعذيب كانت واضحة على جثة القتيل.


الشرطة العراقية تخوض معركة ضد القوات الامريكية "بطريق الخطأ"
وقالت الشرطة العراقية ان القوات الامريكية خاضت معركة مع وحدة من الشرطة العراقية في وسط مدينة كركوك يوم السبت "بطريق الخطأ".

وقال العقيد شرطة فرحات قادر ان اثنين من افراد الشرطة العراقية اصيبا بجروح خطيرة وان القوات الامريكية اعتقلت ستة من زملائهم بعد المعركة التي وقعت ليل الجمعة.
وقال قادر "المعركة وقعت بطريق الخطأ." وامتنع عن الخوض في تفاصيل.