روسيا تستعين بإسرائيل بعد العثور على مواد متفجرة
الاستخبارات الروسية كانت على علم بالعمل الإرهابي عقب وقوع الكارثتين

أحمد عبدالعزيز من موسكو:في ضوء المعلومات التي تتكشف ساعة بعد أخرى بشأن كارثة تحطم طائرتي الركاب الروسيتين (تو-154) و(تو-134) في "رستوف" و"تولا"، أعلن رئيس مركز الرأي العام بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (في. إس. بي) سيرجي إيجناتشينكو بأن جهاز الاستخبارات يعمل على تنفيذ مرسوم الرئيس فلاديمير بوتين حول ضرورة الاستعانة بالخبرات الدولية لمكافحة الإرهاب في المجال الجوي. وأشار إيجناتشينكو إلى إنه من المفترض حاليا أن تستعين الاستخبارات الروسية بالخبرة الإسرائيلية في مجال الرقابة والتفتيش وضمان أمن الرحلات الجوية، واصفا هذه الخبرة بأنه الأكثر فاعلية في العالم كله.
جاء هذا التصريح بعد العثور على آثار لمادة "الهيكسوجين" شديدة الانفجار، والتي تعادل 5ر1 مرة انفجار مادة "التراتيل"، بين حطام الطائرة الروسية الثانية (تو-134) التي سقطت قرب "تولا" وتسببت في مقتل 44 شخصا.
بهذا الصدد أكد رئيس مركز الرأي العام بجهاز الأمن الفيدرالي (الاستخبارات الروسية) سيرجي إيجناتشينكو بأن "الفحوصات الإضافية لحطام الطائرة (تو-134) التي سقطت على بعد 180 كلم جنوب موسكو، كشفت عن وجود آثار لمادة الهيكسوجين".
وكانت الاستخبارات الروسية قد نفت في البداية وجود عمل إرهابي وراء كارثة تحطم طائرتي الركاب التي أودت بحياة 90 شخصا. وعقب العثور على آثار نفس هذه المادة بين حطام الطائرة الأولى (تو-154) التي سقطت قرب روستوف، اعترفت الاستخبارات بأن واحدة من الكارثتين الجويتين على الأقل سببها "عمل إرهابي". غير أن التصريح الأخير لمسؤول الأمن الفيدرالي يؤكد على أن الكارثتين نتجتا عن عمليتين إرهابيتين، وهو ما يضع موسكو أمام مأزق الكشف عن ملابسات مثل هذه العملية المزدوجة.
وفي ما لا تزال الأجهزة الأمنية الروسية تمتنع عن التعليق على البيان الذي أصدره تنظيم يدعى (كتائب الإسلامبولي) يقال أن له علاقة بتنظيم (القاعدة) وأكد فيه مسؤوليته عن العمليتين، ووعد بالمزيد من التفاصيل في وقت لاحق، أعلن الخبراء الروس بأنهم تمكنوا من التعرف على جميع جثث الضحايا. غير أن التحريات تجري حاليا حول المزيد من المعلومات عن جثتي المرأتين الشيشانيتين اللتين كانت على متن الطائرتين. إذ تعتقد الاستخبارات الروسية أن لهما علاقة بالكارثتين.
من جهة أخرى أكدت مصادر إعلامية لـ "إيلاف" بأن الاستخبارات الروسية كان لديها علم بأن الكارثتين نتجتا عن عمل إرهابي منذ الدقائق الأولى لاختفاء الطائرتين. وطلبت من وسائل الإعلام عدم نشر بعض الأخبار التي ترددت حول وقوع انفجارات على متن الطائرتين أثناء التحليق. وكذلك شهادات بعض شهود العيان. وأعربت مصادر "إيلاف" عن اعتقادها بأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الروسية لجأت إلى هذا الأسلوب لتخفيف وقع "الصدمة" على الرأي العام الروسي من ناحية، ولعدم وجود أدلة كافية من ناحية أخرى. وأضافت بأن "الصراحة" المباشرة عقب وقوع الكارثتين مباشرة كان من شأنها إشاعة حالة من الذعر والتوتر والفوضى، خاصة وأن الانتخابات الرئاسية الشيشانية على الأبواب، والتدابير الأمنية المشددة تتسيد الموقف حاليا في روسيا كلها، وليس في الأراضي الشيشانية فقط.