رانية حمود من بيروت وبهية مارديني من دمشق: شرع حوالي3000 جندي سوري الانسحاب من لبنان من مجموع 17 ألف جندي يوجدون حالياً فوق الاراضي اللبنانية وهي العملية التي اضحت تسمى " إعادة الانتشار" ، و اعتبر رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود، ان خطوة القيادة العسكرية السورية بإتمام عملية إعادة انتشار للقوات السورية العاملة في لبنان في عدد من المناطق اللبنانية بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني، تندرج في إطار التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والسوري بهدف تعزيز الامن والاستقرار في لبنان، وتطبيقًا لاتفاق الطائف.

ونوّه الرئيس لحود، خلال استقباله اليوم وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني على رأس وفد عسكري سوري، في حضور وزير الدفاع الوطني محمود حمود وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ووفد عسكري لبناني، بالدور الذي لعبته سورية في المحافظة على وحدة لبنان وسلامة اراضيه، واعادة بناء مؤسساته، ومنها مؤسسة الجيش.

واعتبر الرئيس لحود ان الاستراتيجية المشتركة التي اعتمدها لبنان وسورية في مقاربة النزاع العربي- الاسرائيلي، وتمسكهما بالسلام العادل والشامل والدائم، القائم على تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة، هي خيار ينطلق من قناعة لدى البلدين الشقيقين بان القوة لا يمكن ان تؤمن حلًّا لازمة منطقة الشرق الاوسط، وان استمرار السياسة الاسرائيلية في تجاهل قرارات الامم المتحدة، يحتم على المجتمع الدولي التحرك لالزام اسرائيل على احترام ارادة الشرعية الدولية، وعدم الاكتفاء باعتماد الانتقائية في تطبيق القرارات الدولية.

وحمّل الرئيس لحود الوفد العسكري السوري تحياته الى الرئيس بشار الاسد، وتمنياته له بدوام التوفيق في قيادة سورية الى ما يحقق لها المنعة والتقدم.

وكان العماد تركماني، استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس الأسد إلى الرئيس لحود، ثم تمنى له باسم القيادة العسكرية السورية التوفيق في مسؤولياته الرئاسية. وعرض له الموقف السوري من التطورات الراهنة، وأطلعه على قرار القيادة السورية بإجراء عملية إعادة انتشار لوحدات من قواتها العاملة في لبنان، في عدد من المناطق اللبنانية. وأكد العماد تركماني التنسيق مع القيادة العسكرية اللبنانية من اجل تعزيز مسيرة الاستقرار في لبنان

وعرض الوزير حمود والعماد سليمان للرئيس لحود الاجراءات التي تم الاتفاق عليها بين القيادتين اللبنانية والسورية لإتمام عملية إعادة الانتشار والمواقع التي ستشملها.

وضم الوفد العسكري السوري، اضافة الى العماد توركماني، مدير الإدارة السياسية اللواء غسان فارس، قائد القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء اديب قاسم، نائب رئيس هيئــــة العمليات اللواء الياس غزالي، رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة، مدير مكتب وزير الدفاع العميد الركن فخري مكحل.

وضم الوفد العسكري اللبناني، اضافة الى الوزير حمود والعماد سليمان، رئيس الاركان العامة اللواء الركن رمزي ابو حمزة، ونائب رئيس الاركان للعمليات العميد الركن حسين شاهين، ورئيس الغرفة العسكرية العميد الركن الطيار شربل مزرعاني، ومدير التوجيه العميد الركن الياس فرحات، ومساعد مدير المخابرات العميد الركن علي جابر،ورئيس مكتب التعاون والتنسيق العميد الركن مروان بيطار، ورئيس مكتب قائد الجيش العميد الركن وفيق جزيني.

حمود يربط الانسحاب الكامل بحل النزاع في الشرق الاوسط

من جهته، اكد وزير الدفاع اللبناني محمود حمود ان انسحاب كامل القوات السورية من لبنان سيتم عند التوصل الى "انهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل الاراضي العربية.".

وتعليقا على بدء القوات السورية اليوم في تنفيذ عملية اعادة الانتشار قال حمود لمحطة تلفزيون لبنان الرسمية "اعادة الانتشار الاخيرة تكون عندما نتاكد من حل عملية السلام في الشرق الاوسط والنزاع العربي-الاسرائيلي وتوصل المجتمع الدولي والامم المتحدة والمفاوضات الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجميع الاراضي العربية واعادة الحقوق العربية الى اصحابها".واضاف "ان عملية اعادة تموضع القوات السورية التي بدأت اليوم ليست الاخيرة ".

يذكر ان عملية اعادة انتشار القوات السورية المتمركزة في لبنان التي بدأت اليوم تشمل نحو ثلاثة الاف جندي سيعود معظمهم الى سورية كما صرح مصدر عسكري لبناني.

دمشق تعلن رسميا اعادة انتشار قواتها

من جهتها أعلنت دمشق في بيان رسمي سوري صدر في اعقاب زيارة وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني الى لبنان ان الزيارة تأتي في اطار مهام اللجنة اللبنانية السورية المشتركة المحددة في اتفاق الطائف وهو ما يعني ان دمشق تحاول الايحاء بأن اعادة الانتشار العسكري الجديد ليس تحت ضغط القرار الدولي رقم 1559 الذي يطالب بانسحاب كافة القوات الاجنبية من لبنان..

وقد توقف المراقبون كثيرا عند اعلان اعادة الانتشار والذي صدر من السفير السوري في واشنطن الدكتور عماد مصطفى وهو مايعطي دلالات بالغة الوضوع من ان سورية ترغب في ان تفتح صفحة جيدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، خصوصًا وان وزيرالخارجية السوري فاروق الشرع متواجد حاليا في الولايات المتحدة الاميركية وعلى اجندته لقاء مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول

ويعتقد على نطاق واسع ان دمشق عبر اعادة الانتشار في لبنان ضمنت تقريرا متوازنا ومخفف اللهجة من كوفي انان الذي يفترض ان يقدم تقريرا عن تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 في الثالث من الشهر القادم.