دعت منظمة" ائتلاف السلم والحرية" التي تضم عدة هيئات حقوقية تعمل في أوربا التدخل للحيلولة دون حدوث مأساة إنسانية لطبيب فلسطيني وأسرته التي تعيش في ليبيا. و تلقت المنظمة التي تنشط في المجال الحقوقي إفادات من عائلة الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج المحكوم عليه بالإعدام بسبب مبررات، وصفها الائتلاف، بأنه تم اختراعها من قبل الأجهزة الليبية عام 1999 .


وكان أشرف أحمد جمعة الحجوج اعتقل في كانون الثاني (يناير) 1999 حيث تعرض للتعذيب المادي لفترة تجاوزت عشرة اشهر. وقال بيان للائتلاف تلقت "ايلاف" نسخة عنه ان وسائل التعذيب شملت الصدمات الكهربائية والتعليق بواسطة الذراعين من مكان مرتفع وعصب العينين والتهديد بالكلاب والضرب بشكل عشوائي بغية انتزاع أقوال من المتهم في قضية ذكرت السلطات الليبية بأن الموساد الاسرائيلي والمخابرات الاميركية تقف من رائها لنشر الإيدز في ليبيا عن طريق طاقم بلغاري والطبيب الفلسطيني الذي كان يجتاز مرحلة الامتياز في احد المستشفيات الليبية.


وذكر احمد سليمان مسؤول منظمة "الائتلاف" ان لديه أدلة دامغة على براءة المتهمين في هذه القضية، وعلى الرغم من توفر الدلائل التي تفند الادعاءات الموجهة إلى المتهمين إضافة إلى إشارة الخبراء مونتانييه الفرنسي وكوليزي الإيطالي من أن المرض بدأ في الانتشار قبل أن ينهي أشرف دراسته في كلية الطب ، حيث تم إعتقاله وهو تحت التمرين كطبيب إمتياز، واستمر المرض في الانتشار بعد إعتقاله مع الآخرين ، ورغم عجز الإدعاء عن تقديم أي دليل يدعم الإتهامات ورغم الإقرار بأن الإعترافات أخذت تحت التعذيب فإن القضية تحولت من قضية "أمن قومي ومؤامرة عام 2001" إلى قضية جنائية غير مدعمة بأي سبب قانوني لتنتهي بتبرئة الأطباء الليبيين التسعة وكذلك الأطباء البلغار وتنحصر الإدانة في الطبيب الفلسطيني أشرف و ممرضات بلغاريات وهن كريستيانا مالينوفا فالتشيفا وناسيا ستويشيفا نينوفا وفالنتينا مانولوفا سيروبولو وفاليا جورجييفا تشرفنياشكا وسنيجانكا إيفانوفا ديميتروفا.


وأوضح سليمان ان فريق البحث الدولي الذي يتابع ملف الايدز اخطره أنه تم استدعاء احمد جمعة محمد الحجوج والد أشرف وهو موجه تربوي تم إيقافه عن عمله بسبب العثور على بعض أوراق كتبها ابنه شارحا أوضاعه اللانسانية لمؤسسة" القذافي الخيرية " التي تبنت مساعدته وأعلن مسؤول المؤسسة المعنية " لدينا يقين بانهم غير مذنبين " .


وكان سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي قال في حوار مسجل ومتوفر لدى الائتلاف " تمكنا من إسقاط تهمة المؤامرة واكتشفنا ان بعض الأشخاص مارسوا الضغط في ذلك الوقت على المحتجزين لإجبارهم على الاعتراف بأنهم شاركوا في مؤامرة و هؤلاء الأشخاص او الذين مارسوا الضغوط هم الآن متهمون أنفسهم والبعض منهم اعتقل ".


وتساءل أحمد سليمان لماذا اذن تمت مقاضاة المتهمين ظلما ؟ مشيرا الى احتمال وجود صفقة سياسية للضغط على بلغاريا واسقاط الديون المترتبة على ليبيا منذ فترة الحصار واضاف : هل يعقل ما أدلى به السفير الفلسطيني الاسبق على مصطفى قبل انتقاله الى مصر حيث تم اكتشاف عدد من المستندات المخبأة في السفارة الفلسطينية وفي مكتبه شخصيا تبين من خلالها ان مصطفى كتب الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يقول انه زار اشرف واعترف امامه انه عميل للموساد وورد في الرسالة"رغم ذلك فانني قمت بتوكيل محامين للدفاع عن اشرف كذلك اتولى صرف دعم مادي لعائلته كل شهر الامر الذي يتطلب مني ميزانية غير قادر على توفيرها وهذا ما يجعلني اطلب من سيادتكم الدعم وتوفير المبالغ المادية ".


وقال الائتلاف في رسالة الى الرئيس عرفات :أنت تعلم يا سيادة الرئيس مدى خطورة هذا الكلام وكم ساهم السفير السابق على مصطفى بتضليل الرأي العام الفلسطيني. واضاف الائتلاف في الرسالة "نعلمكم سيادة الرئيس ان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم اقترح علي بلغاريا التفاوض مع عائلات الضحايا بهدف التوصل الي تسوية وردت نائبة وزير الخارجية البلغاري غيرغانا غرانتشاروف في التلفزيون البلغاري ان لهذه المأساة بعدا انسانيا نتصرف باحترام ووعي ونود مساعدة الضحايا الليبيين لكن في هذه المرحلة فالتفاوض لا يشمل العائلات ، واضافت نحن في مرحلة لم نصل فيها بعد الي حكم نهائي و الدفاع ينفي قطعا انه مذنب وتوجد دلائل لتبرئة مواطنينا . و اجرى ائتلاف السلم والحرية الاتصالات مستوضحا ما ورد خصوصا مايتعلق بكلمة مواطنينا وأكدت له الخارجية البلغارية ان ذلك استجابة لرغبة الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج للحصول على الجنسية البلغارية وجاء تصريح وزير الخارجية البلغاري غيرغانا غرانتشاروف باعتبار أشرف مواطنا بلغاريا متهما في هذه القضية .


أرسل أحمد سليمان ل"ايلاف " معلومات مفصلة حول معاناة عائلة الطبيب الفلسطيني أشرف أحمد جمعة الحجوج وقال" تعرض احمد جمعة الحجوج والد الطبيب اشرف لذي يعمل مدرسا لمادة الرياضيات الى حادث بسيارته اثر عودته من بنغازي وذلك يوم 6/2/1999 بعد أن صدم بعدم العثور على ابنه اشرف في بنغازي واخطاره انه لدى جهة امنية بدون تحديد هذه الجهة او مكانها; نتج عن الحادث اصابته بكسور في الركبة وكدمات اخرى ولم يستطع على اثرها التحرك من الفراش لمدة ما تقارب ثلاث اشهر. وعندما بدا يتماثل للشفاء تعرض لحادث سيارة اخر وذلك يوم 16/4/1999 نتج عن ذلك اصاباته مجددا بكدمات واصابات اخرى اعجزته عن الحركة مجددا ونتيجة لتعرضه للاهانات المتواصلة من قبل ليبيين تعرض لهبوط حاد في ضغط الدم وسقط اثناء الحصة المدرسية مما ادى الى نقله للمستشفى واستدعى الامر تنشيط القلب وبعد خروجه من المستشفى وفي اثناء طريقه للمدرسة في احدى الايام تعرض للملاحقة ومحاولة قتل من قبل شخصين يستقلان سيارة نوع هونداي حمراء اللون ، ثم تم طرده من العمل كمدرس بالمدرسة وكان ذلك في نهاية عام 2001 رغم انه يعمل مدرسا منذ عام 1972 . ولم يتمكن من العلاج نظرا لانفاق كافة امواله على القضية هذا من جانب ومن جانب اخر لعدم التعاون معه من قبل الطاقم الطبي الليبي في المستشفيات الليبية على اعتبار انه والد اشرف الحجوج . اما عفيفة حسن ابو حسن الحجوج وهي والدة اشرف و تعمل في قطاع التعليم في منطقة ترهونة فقد تعرضت الى الاهانات والاعتداء عليها من قبل المارة بالقذف والسب والشتم على مدى ست سنوات. اضافة الى تعرضها للاعتداء والاذى من قبل شخص اثناء الدوام الرسمي وملاحقتها وتهديدها بقتلها وعائلتها وحرقهم داخل ليبيا وعدم تعاون رجال الامن معها رغم استعانتها بهم . كما اصيبت بضعف حاد في البصر والالم في العينين نتيجة البكاء المستمر طوال ست سنوات متواصلة وكذلك الصداع المزمن وعدم النوم بطريقة طبيعية والهواجس والكوابيس .


اما اخت اشرف عبير احمد وهي طالبة بجامعة الفاتح كلية الطب البشري وكانت تقيم بسكن الطالبات الجامعي في طرابلس " الفرناج" فتعرضت الى التهديد حيث انها في 22/4/1999اتصلت بالمنزل منهارة تبكي تطلب اعادتها الى المنزل فورا لانه قد حضر المقدم جمعة المشري في 18/4/1999 في سيارة عسكرية وفي ساعة متاخرة من الليل وطلب من رئيس القسم ( صلاح انطاط ) تسليمها اليه وكانت الحجة انه على علاقة شخصية بها الا انه رفض ذلك وطلب منه العودة في الصباح وعندها تعرض والدها للحادث وهو في طريقه لانقاذ عبير و تم تهديد اشرف من قبل المقدم حمعة المشري باحضار اخته عبير واغتصابها امام عينيه ان لم يقم بالتوقيع على الاعترافات مما اضطر اشرف للتوقيع .


و تعرضت عبير الى ملاحقات من قبل ضباط البحث الجنائي طرابلس في الجامعة خصوصا من المدعو جمعة ملاطم الذي كان لاحقها وتهديدها بانها لن تنجح وكان ويحرض الطلبة واعضاء التدريس عليها الامر الذي نتج عنه رسوبها لمدة 5 سنوات متواصلة . وتهديد المقدم جمعة المشري لها اثناء حضورها لاحدى جلسات محكمة الشعب بادخالها السجن بتلفيق تهمة مخدرات لها كما لفق تهمة الايدز لاشرف على حد تعبيره وبقائها في البيت الان بعد توقفها عن الدراسة بعد صدور الحكم الظالم لنفس الاسباب.


وتعرضت دارين احمد اخت اشرف الحاصلة على ليسانس القانون من جامعة ناصر كلية القانون ترهونة الى المضايقات والاهانات من قبل الشارع الليبي اضافة الى تعرضها لمحاولة اغتيال في نيسان (ابريل) عام 2000 اثر مقابلة عائشة القذافي وتسليمها مذكرة بوضع العائلة اثناء عودتها من عملها بمكتب المحاماة ثم تعرضها لمرتين متتاليتن يوم 16/4/2000 و يوم 25/4/2000 للتهديد بالقتل من قبل شخصين نسبوا انفسهم الى البحث الجنائي طرابلس وطلبوا منها التوقف عن البحث عن الحقيقة والا ستكون الضحية الثانية بعد اخيها ثم محاربتها بشتى الاساليب لايقافها عن استكمال دراستها العليا وذلك بترسيبها في المواد عمدا واهانتها في لجنة المقابلة الشفوية وذلك من قبل الدكتور عبد الحكيم زامونة الذي رفض التعامل معها على اعتبار انها اخت من جلب" الارهاب الى ليبيا" على حد تعبيره مما ادى الى انتقالها الى طرابلس والبقاء في سكن الطالبات والابتعاد عن اهلها للعمل نتيجة الاضطهاد لسد حاجات الاسرة والعمل في غير تخصصها الا ان الامر لم يكن احسن حالا فكان يلاحقها باستمرار الاضطهاد والاهانات وتعرضها هي واخواتها في السكن الجامعي لاكثر من مشاجرات كلامية واعتداءات من قبل طالبات مقيمات بالسكن واقامتها مع اخواتها في عزلة كاملة .


وتعرضت امل احمد اخت اشرف التي كانت تدرس في جامعة ناصر كلية التربية قسم اللغة الانكليزية للضغوط داخل الجامعة من قبل اعضاء اللجان الثورية والذين اكدوا عدم حقها في الدراسة باعتبارها اخت اشرف الحجوج على حد تعبيرهم وتعمد ترسيبها على مدى سنتين متتاليتين والضغط على اعضاء التدريس لترسبيها مما ادى الى فصلها من الجامعة وتعرضها للاهانات المستمرة داخل الحرم الجامعي وخارجه .


ثم تعرضت لحادث اليم اثر اصطدام شاحنة بمحل تصوير كانت تعمل به بعد فصلها من الجامعة وبسبب الظروف المالية السيئة للعائلة واخراجها من تحت الانقاض ونقلها الى مستشفى ترهونة المركزي في حالة اغماء لمدة 7 ساعات متواصلة واعطائها مادة موسعة للشعب الهوائية مادة امينوفلين كحقن نتيجة استنشاقها لكمية كبيرة من الاسمنت مما ادى الى حدوث نوع من الربو عندها ونتيجة اكتشاف الاطباء انها اخت اشرف ورغم ألمها الشديد من الركبة اليمنى الا انه رفض علاجها او الكشف عن الاذى الذي تعرضت له الامر الذي ادى بعائلتها لنقلها الى مستشفى الحوادث بطرابلس وعلاجها فيه والتي اثبتت بالتشخيص الطبي والتصوير الملون تعرض الركبة اليمنى لتمزق حاد في الاربطة ادى على تجبيس الركبة لمدة 3 اشهر مع اعطائها مادة ( ديبومدرول) كحقنة والفولترين وغيرها من المسكنات القوية كالكرتزون ، واستمر التجبيس لاكثر من سنة على فترات متقطعة نتيجة حدوث تأخر في العلاج من مستشفى ترهونة وحدوث عاهة شبه مستديمة في الركبة اليمنى . ورغم صعوبة الموقف الا انها اجتازت المحنة وانتسبت على حسابها الخاص الى المعهد العالي للكمبيوتر بترهونة الا انه وللاسف كانوا لها بالمرصاد وتم طردها من الامتحان باعتبار انها اخت اشرف ولا تستحق استكمال دراستها .


ونتيجة لبعد المسافة بين طرابلس وترهونة حيث تبعد عنها مسافة 80 كلم واثناء زيارة العائلة لاشرف وعودتها من عنده ليلا تعرضت العائلة لحادث في نصف المسافة نتج عنه اصابة العائلة بالكامل واصابة امل مجددا في نفس مكان الاصابة الاولى مما ادى الى تجبيسها من جديد واستعانتها بالمساند الطبية لمدة 3 اشهر مجددا ومن ثم بقائها في البيت بعد تدمر مستقبلها


اما ايمان احمد الاخت الصغرى لاشرف وهي من مواليد 5/1/1984 ترهونة وحاملة وثيقة سفر رقم 48/2002 طرابلس ليبيا وكانت طالبة بجامعة ناصر كلية التربية قسم الرياضيات فقد تعرضت للمحاربة داخل الجامعة والضغط على اعضاء التدريس وترسيبها عمدا في المواد الدراسية رغم نجاحها فيها وبشهادة من رئيس القسم الذي طلب عدم ذكر اسمه لخوفه من اعضاء اللجان الثورية الذين ضغطوا عليه وطلبوا منه ترسيب ايمان في جميع المواد لمحاولة فصلها من الجامعة واثر تعرضها للاهانات والمدايقات داخل الحرم الجامعي ودخولها في حالة نفسية صعبة خاصة انها كانت صغيرة ولا تستطيع تصديق ما يحدث لها الامر الذي ادى بعائلتها لنقلها لمدينة طرابلس بجامعة الفاتح كلية العلوم قسم الكمبيوتر ورغم تفوقها في جميع موادها وحصولها على تقديرات جيد جدا وممتاز الا انها كانت تتعرض للاهانات في الجامعة وفي الشارع وتم ملاحقتها وترسيبها في مادة لمرات متتالية من قبل معيد بالجامعة ينتمي الى اللجان الثورية لغرض فصلها . و تم ايقاف قيدها مؤخرا بعد صدور الحكم بحق اخيها.


واكد سليمان ان ممتلكات العائلة تعرضت للاعتداءات المتتالية وتهديدات مستمرة بحرقها وقالت العائلة في رسالة "انها فتحت عدة محاضر في مركز الشرطة ترهونة الا انه وللاسف لم يكن يتخذ أي اجراء قانوني بعد ذلك ناهيك عن عدم شعورنا بالاستقرار وفقدنا للامان داخل بيتنا على مسمع ومرأى من السلطات الليبية وعدم قدرتنا على النوم بشكل طبيعي وعدم قدرتنا على التعامل مع المجتمع الخارجي نتيجة عزلتنا التي استمرت مدة 6 سنوات" .


واستغرب أحمد سليمان انه حتى تاريخ اليوم لم تساعد الائتلاف اية هيئة مدنية فلسطينية للتنسيق معه في هذه القضية ، وطالب محبي الحقيقة الكشف عن هذا السجل الأسود والاهتمام بضحايا الايدز الأطفال والمتهمين زورا وابداء رأيهم لأعادة فتح الملف وتبرئة السجناء والكف عن محاصرة عائلة فقدت وحيدها.


الجدير بالذكر حركة ائتلاف السلم والحرية حركة مدنية ديمقراطية تضم هيئات ثقافية وحقوقية منها مركز الآن للثقافة والإعلام جمعية أصدقاء الكتاب ويتخذ من النمسا مقرا له و التجمع الدولي لأقليات الشتات في أمريكا و المركز العالمي للصحافة والتوثيق في سويسرا,و تجمع نشطاء الرأي و جمعية النهضة الثقافية البلغارية .