صن البريطانية تتفرد بتقديم الخدمة الإنسانية
أبحث عن الأحبة وسط الدمار

نصر المجالي من لندن: تفردت صحيفة (صن) البريطانية الشعبية ذات التوزيع الأكبر (5 ملايين نسخة يوميا) اليوم بالشروع بنشر رسائل إلكترونية من قرائها بحثا عن أحبة وأصدقاء ومعارف يعتقد أنهم مفقودين أو في عداد القتلى من جراء الكارثة الإنسانية التي ضربت بلدانا عديدة جنوب شرق آسيا بسبب الزلزال المدمر هناك في الأسبوع الماضي، وهو آخر حدث مأساوي يهز العالم في العام 2004 وستظل آثاره لسنين تأتي.

وخصصت الصحيفة الشهيرة بأخبارها وتقاريرها الفضائحية عناوين إلكترونية لمخاطبة فريق ندب لهذه الغاية من جهاز تحريرها لمتابعة رسائل هؤلاء، ونشرت صحيفة (صن) اليوم عشرات من تلك الرسائل مرفقة بالصور لأولئك المفقودين والمفقودات، ممن يعيشون في الأساس في دول آسيوية أو من الذين ذهبوا هناك للسياحة والاستجمام، أو قضاء شهر العسل، لكنهم لم يهنأوا بذلك.

يشار إلى أن بريطانيا أعلنت أنها خسرت 28 قتيلا من جراء الكارثة إلى اللحظة، إضافة إلى عدد من المفقودين، ودعت صحيفة (صن) كل من يعرف أية معلومات عن أولئك المفقودين إلى المبادرة للاتصال بها على موقعها الإلكتروني.

وبمبادرتها هذه فإن الصحيفة وهي من حجم التابلويد، حققت لنفسها المزيد من الانتشار، على حساب منافساتها مثل (ديلي ميرور) و(ديلي ميل) و(ديلي إكسبريس)، وغيرها. يذكر أن (الصن) هي شقيقة الصحيفة المعروفة (التايمز) وكذلك الصحيفة الأسبوعية الفضائحية الأخرى (نيوز أوف ذي وورلد) التي تصدر كل يوم أحد، ويملك هذه المجموعة الناشر الاسترالي الأصل البريطاني الأميركي الجنسية (اليهودي) روبرت ميردوخ الذي يعتبر عملاق الإعلام في العالم.

ومن الرسائل التي نشرت اليوم، هناك من يسأل عن عائلة تعيش في تايلاند منذ 12 شهرا، وآخر يسأل عن ستة من أصدقائه التايلنديين والإنجليز الذين يعيشون هناك ولا يعرف أية أنباء عن مصيرهم، فيما سال أحدهم عن مصير ابن عمه الذي زار سري لانكا في الشهر الماضي آتيا إليها من قبرص.

وتشير الرسائل إلى أن عديدا من البريطانيين لهم صداقات ومعارف من سكان البلدان المنكوبة الأصليين، كما تشير أيضا إلى أن بعض البريطانيين توجهوا إلى تلك المناطق وخصوصا سري لانكا وماليزيا وأندونيسيا في الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) الماضي لقضاء إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، حيث الطقس يكون في العادة معتدلا.

وسألت فتاة بريطانية هي باميلا بيك عن زوجين قالت أنهما بمثابة والدين لها هما هيلين وأنتوني نايك، حيث طارا في الأسبوع الماضي إلى تايلاند لزيارة شقيقة أنتوني المقيمة هناك، وأيضا شملت رسائل من أبناء الجاليات الآسيوية المقيمين في بريطانيا مستفسرين عن عائلاتهم وأصدقائهم المقيمين هناك، حيث بعضهم لا يعرف عناوين هؤلاء.

وخاطب عاملون متطوعون من بعض المستشفيات البريطانية، الصحيفة مقدمين خدماتهم التطوعية في عمليات الإنقاذ، بينما سيدة تسأل عن أية معلومات عن زوجها السابق الذي يعيش على شاطئ البحر في بلدة فوكيت التايلندية منذ سنوات. ومن بين عشرات الرسائل، فإن بعضها يشير إلى أن الهواتف النقالة لأصدقائهم المفقودين مغلقة، ولا إجابة منها.

وأخيرا، فإنه من بين الرسائل، رسالة من شاب بريطاني تطلب الحصول على أية معلومات عن صديقين له من أميركا اللاتينية ذهبا إلى تايلند لقضاء شهر العسل في الأسبوع الماضي ولا معلومات لديه عنهما.