فاق الفلسطينيون صبيحة اليوم الأول من العام الجديد ،على جريمة إسرائيلية قديمة جديدة، بحق طفلة لا تتجاوز ربيعها الخامس ،حينما راحت ضحية قصف جوي على تجمع للأهالي شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وتجدد القصف الجوي على محافظات الشمال والجنوب حيث أطلق سلاح الجو الإسرائيلي صواريخه مساء اليوم تجاه عدة تجمعات للأهالي.

ولم يحمل اليوم الأول في طياته بشرى طيبة للفلسطينيين ،حيث شهد العام المنصرم أحداث حافلة بالمآسي ،لاسيما بعد فقدان المجتمع الفلسطيني العديد من قياداته ورموزه الوطنية والإسلامية واختتامه بفقدان الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتلقى الفلسطينيون على مدار عام المجزرة تلو الأخرى وهجر الآلاف منهم بفعل الدمار الذي لحق بمنازلهم، حيث اختتمت آلة الحرب الإسرائيلية عام 2004م ،بقتلها لا يقل عن 12 فلسطينيا وتدمير ما يزيد عن ثلاثين منزلا .

وكان الشعب الفلسطيني قدم خيرة رموزه في الانتفاضة المتواصلة لعامها الخامس ،حيث اغتالت إسرائيل الشيخ احمد ياسين مؤسس وزعيم "حماس" في الربع الأول من العام المنصرم ،وتلته باغتيال الرنتيسي الذي يصفه مجتمعه بأسد فلسطين ،إضافة الى العشرات من كوادر وقيادات الفصائل الأخرى .

وكانت قوات الاحتلال قد شنت عدة هجمات على الفلسطينيين ضمن حملات واسعة النطاق حيث قتلت في رفح العشرات من الفلسطينيين في حملاتها ،العلاج الجذري ،وقوس قزح ،ولم يكن نصيب خان يونس اقل حيث قتل لها العشرات أيضا من أبناءها ضمن حملات ،ديوان الملك، وحديد برتقالي ،وكان أخرها حديد بنفسجي.

أما محافظة الشمال فقد نالت نصيب الأسد من حيث عدد القتلى حينما اغتالت إسرائيل برصاصها 140 فلسطيني ضمن حملتها "أيام الندم" التي نفذتها في أواخر شهر أيلول "سبتمبر" العام الماضي.

وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية تمكنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من قتل 13 جندي إسرائيلي في عمليتين منفصلتين بتدميرها آليتين ،الأولى خلال اجتياح نفذته إسرائيل بمنطقة الزيتون شرق مدينة غزة ، والثانية على الشريط الحدودي برفح.

كما دشنت حماس عهد الفدائيات في الرابع عشر من كانون ثاني "يناير" بعملية فدائية نفذتها ريم الرياشي في معبر ايرز وقتلت فيها أربع جنود إسرائيليين، تلتها عملية فدائية مزدوجة في أواخر شهر آب "أغسطس" في بئر السبع قتل فيها 16 إسرائيليا .

وفي الثالث والعشرين من أيلول "سبتمبر" نفذت كتائب شهداء الأقصى بالاشتراك مع لجان المقاومة الشعبية وسرايا القدس ،عملية فدائية نوعية ،داخل مستوطنة موراغ قتل فيها 3 جنود إسرائيليين .

وفي اليوم الأول من شهر تشرين ثاني "نوفمبر" استطاع فدائي من الجبهة الشعبية قتل أربعة إسرائيليين ،حينما فجر جسده في سوق الكرمل بتل أبيب .

وختمت حماس وصقور فتح العام الماضي بعملية نوعية شكلت تطورا ايجابيا ونقلة نوعية للعمل العسكري بتفجير مدخل معبر رفح بطن ونصف الطن من المتفجرات بنفق وقتل فيها ستة جنود إسرائيليين .