أسامة مهدي من لندن: أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم اعتقال قائد جماعة مسلحة تدعى "كتائب ثورة العشرين" المسؤولة عن عمليات مسلحة معادية وسبعة من اعضاء قيادة "جماعة جند الله المسلحة" اضافة الى 252 مسلحا والاستيلاء على كميات من الاسلحة في حملة مداهمات في مناطق قريبة من بغداد فيما اكد مجلس الوزراء العراقي ان وزارات الدولة مستمرة بمسعاها لتأمين الخدمات الأساسية و الانسانية لأهالي مدبنة الفلوجة العائدين اليها في حين اكد وزير النفط ثامر الغضبان ان هناك حربا شاملة تشن ضد منشات وزارته بلغت خسائرها ثمانية مليارات دولار.

واوضح بيان لوزارة الدفاع ارسل الى "ايلاف" اليوم ان قوة من الحرس الوطني القت القبض في قاطع المحمودية جنوب بغداد على 217 مشتبه به والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والاعتدة الثقيلة اضافة الى اعتقال حاتم الزوبعي قائد "جماعة ثورة العشرين" التي كانت اصدرت بيانات عدة اعلنت فيها مسؤوليتها عن بعض النشاطات المسلحة المعادية في مناطق متفرقة من العراق وكذلك على " المجرم علي لطيف بعد ورود معلومات عن عودته من سوريا كما القي القبض على اربعة من أفراد عصابته " كما قال البيان.

وقالت الوزارة ان سيطرة تابعة إلى الحرس الوطني في قاطع الحلة (100 كم جنوب بغداد) القت القبض "على الإرهابي علي محسن خنجر من سكنة محافظة المثنى - قضاء الرميثة وبحوزته 19 قنبلة وثلاثة قذائف هاون" فيما اعتقلت قوة اخرى للحرس في قاطع المحمودية جنوب بغداد على "عرين من العناصر الارهابية العائدة من الموصل حيث تم استدعائهم لتنفيذ عمليات هناك .. وجاري التحقيق معهم حاليا" اضافة الى قيام قوة ثالثة " بعملية تطهير في منطقة باب شمس والاستيلاء على كميات كبيرة من الرمانات اليدوية وقنابر الهاون والهاونات وقتل اثنين من الارهابيين".

واشارت وزارة الدفاع الى انه حصلت على معلومات تفيد باحتمال تعرض موقع للحرس الوطني في بلدة بهرز (60 كم شمال شرق بغداد) للاعتداء اليوم أو غدا وقالت ان شرطة محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) اعتقلت سبعة اشخاص "ينتمون الى ما يدعى بمنظمة جند الله التي كشف التحقيق انها تعمل في بغداد تحت غطاء جمعية انسانية" . واوضحت ان الشرطة القت القبض على خمسة منهم اثناء محاولاتهم شراء وجمع الاسلحة في العمارة فيما استطاعت من خلالهم الاهتداء الى مقر المنظـمة في بغداد مما دفع السلطات الى تشكيل فريق امني لمتابعة نشاط المنظمة في بغداد حيث تمت مداهمة مقرها واعتقال اثنين من عناصرها . وقالت ان المنظمة تعمل على جمع الاسلحة من انحاء العراق لتجهيز عناصرها بغية القيام بعمليات ارهابية .

ومن جهة اخرى لقي جندي أميركي من قوات المارينز مصرعه في محافظة الأنبار العراقية وقال بيان للجيش الأميركي ان الجندي كان ينتمي لفرقة مشاة البحرية الأولى وأنه لقي حتفه في عملية أثناء مشاركته في مهمة لحفظ الأمن والاستقرار.

وبذلك بلغ عدد القتلى من بين الجنود الأمريكيين في الحرب على العراق 1330 من ضمنهم 1045 في هجمات استهدفتهم.

وكان انفجار مركبة تابعة لقوات الحرس العراقي اليوم الاحد ادى إلى مصرع 18 من قوات الحرس الوطني العراقي وامراة مدنية في مدينة بلد شمال يغداد.

وقال متحدث عسكري إنّ حافلة كانت تقلّ 24 من قوات الحرس الوطني العراقي قد انفجرت بالقرب من قاعدة تابعة لقوات التحالف جيث جرح في الحادث ستة آخرون من عناصر القوات العراقية وأضاف أنّ الانفجار ناجم إما عن زرع قنبلة أو انفجار سيارة ملغومة .

خسائر ضرب المنشات النفطية
ومن جهة اخرى اعتبر وزير النفط العراقي ثامر غضبان اليوم ان هناك "حربا شاملة" تستهدف المنشآت النفطية العراقية موضحا ان خسائر العراق فاقت ثمانية مليارات دولار جراء العمليات التخريبية هذه التي ضربت خاصة انابيب تصدير النفط الخام.

وقال غضبان للصحافيين خلال زيارته لمصفاة الدورة "لقد قررنا اليوم ان نطلع ابناء الشعب العراقي على ما يجري من مخطط واسع وحرب شاملة تستهدف المنشآت النفطية الحيوية العراقية". واضاف انه "لغاية شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي تجاوزت خسائر العراق سبعة مليارات دولار، وهي فاقت الآن الثمانية مليارات دولار من دون ادنى شك".

وقال الوزير العراقي "لقد اشرنا منذ اشهر عديدة الى وجود مخطط تخريبي يرمي لاحداث ازمة كبيرة في المشتقات النفطية داخل البلاد ومنع صادرات النفط العراقية من الوصول الى الخارج، وهذا المخطط اخذ اليوم ابعادا اوسع ووصل الى ذروته".

واوضح غضبان انه في الايام الثلاثة الماضية "تم ضرب مصفاة الدورة وقصف مصفاة البصرة بالصواريخ ونسف الانبوب الاستراتيجي الناقل للنفط الخام قرب المسيب (جنوب بغداد) ونسف الانبوب الناقل للنفط الخام من حقول كركوك الى مصافي بيجي ونسف الانبوب الناقل للنفط الخام (كي.2) من كركوك الى الدورة بالقرب من منطقة سامراء بالاضافة الى تعرض الانبوب الناقل للنفط الخام الرئيسي في شمال العراق الى عملية تخريبية بالقرب من الموصل". واكد الوزير ان هذه العمليات التخريبية جعلت "صادرات النفط العراقية محصورة في المنطقة الجنوبية".

الخدمات في الفلوجة
وعلي صعيد الاوضاع في مدينة الفلوجة (50 كم غرب بغداد) التي بدا سكانها الهاربين من معارك سابقة العودة اليها اكد بيان رسمي ان وزارات الدولة مستمرة بمسعاها لتأمين الخدمات الأساسية و الانسانية لأهالي المدينة البالغ عددهم حوالي 300 الف نسمة .

واشار البيان الذي ارسل الى " ايلاف " اليوم الى ان وزارة البلديات و الأشغال العامة قامت بتوفير المياه إلى الخزانات المنتشرة في 19 موقع داخل المدينة ، حيث يتم مد تلك الخزانات بالمياه بصورة مستمرة . كما تم تجهيز أكثر من 1600 شخص في منطقة متنزه الجولان بحوالي 10000 قنينة مياه و 12000 و جبة غذائية ، منذ السماح بعودة الأهالي إلى مدينة الفلوجة الشهر الماضي.

وعلى صعيد إصلاح شبكات الكهرباء اوضح انه تم إصلاح محطة كهربائية فرعية بطاقة (132) كيلو واط ، و تستمر الجهود لإصلاح محطتين فرعيتين أخريين بطاقة (33) كيلو واط و ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة كما يستمر تقديم الخدمات الطبية في منطقتي الجولان و الجمهورية و خدمات نقل الأشخاص من نقاط التفتيش إلى داخل المدينة لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم.

وكان مئات من أهالي الفلوجة تظاهروا امس امام المداخل الرئيسية للمدينة مطالبين القوات الاميركية بالرحيل عن مدينتهم وباستعادة الخدمات الرئيسية للمدينة ليتمكنوا من العودة اليها. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "ارحل ارحل يامحتل الفلوجة ماتنذل... لن نعيش في حراب المحتلين... وتدمير مدينة امنة هو الارهاب." واوضحوا ان مطالبهم تتلخص في "خروج المحتل" من مدينتهم وتسهيل عمليات الدخول للمدينة والعمل على اتخاذ اجراءات سريعة من شأنها اعادة الخدمات واعادة اعمار المدينة المدمرة وتعويض المتضررين.
وتفرض القوات الامريكية في المدينة اجراءات يعتقد اهالي المدينة انها تقف حائلا دون عودة الاف من سكان المدينة حيث تطالب القوات الاميركية اي شخص يريد الدخول الى المدينة بابراز هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية اضافة الى بطاقة السكن والبطاقة التموينية في ان واحد.

وقال عدد من المتظاهرين ان القوات الاميركية تقوم بتسليم قائمة تعليمات لكل شخص يدخل المدينة مدون عليها جملة من التعليمات يطالبون فيها الاهالي باتباعها واوضحوا ان من بين هذه التعليمات "عدم تناول أي من الاطعمة أو أية مواد غذائية او تناول أية سوائل كانت قد تركت في المدينة قبل الرحيل عنها."