طلال سلامة من روما: صرح مسؤولون إسرائيليون يوم الجمعة المنصرم أن الدولة الإسرائيلية عرضت على الدول الآسيوية، بخاصة سريلانكا والهند، خبرتها الصُلبة في مواجهة الكوارث في أعقاب مأساة موجة تسونامي العاتية في آسيا لكنها تلقت ردّاً فاتراً من قبل الدول المنكوبة. وبحسب مسؤولو أمن إسرائيليون رفضوا الكشف عن هويتهم فان الجيش الإسرائيلي قد أرسل 82 طنًّا من المساعدات الطبية والإنسانية - بما فيها طائرة محمّلة بمنتجات الدم - إلى سريلانكا سوية مع فرقة إنقاذ مدنية إسرائيلية، تعمل مع الصليب الأحمر الدولي بالإضافة الى 40 طنًّا إضافيًّا من شتى التجهيزات جُمعت من قبل متبرعين خاصين إسرائيليين؛ لكن الدول الآسيوية المعنية بالكارثة رفضت بشكل قاطع العرض الإسرائيلي بشأن إرسال بعثة إسرائيلية مؤلفة من 150 طبيبًا عسكريًّا بغية نصب المستشفيات الميدانية في مناطق الفاجعة.

وقد شحذت سنوات الحرب الطويلة بين إسرائيل والبلدان المجاورة - وما أعقبها من قصف جوي على مناطق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء ذات الكثافة السكانية العالية وردات الفعل عليها من قبل الانتحاريين - النظرة على المساعدات المقدمة من الدولة الإسرائيلية التي استطاعت مع ذلك إرسال فرق طبية عسكرية مؤهلة إلى البلدان الأخرى مثل تركيا ومكدونيا ورواندا، عندما تعرضت هذه الدول الى كوارث طبيعية في السابق. وفي نفس الوقت، على أية حال، انتقد المجتمع الدولي "المتمدٌن" القمع الإسرائيلي الأجش للانتفاضة الفلسطينية. وهكذا، فان مشهد أزياء الجيش الإسرائيلي الرسمية قد يمسّ عصباً حسّاساً، خصوصاً في البلدان ذات الكثافة السكانية المسلمة الكبيرة. ولا إسرائيل ولا سريلانكا علٌقتا رسمياً على رفض الأخيرة تواجد فرق الجيش الإسرائيلي الطبية في أراضيها. وأفادت ناطقة عسكرية أنه بعد الاستشارة مع المسؤولين الإسرائيليين، أقرت الدولة العبرية شطب كل الخطط لإرسال بعثاتها هناك مستبدلةً إياها بتخصيص المساعدات "المناسبة".

من جانبه يقول مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن مساعدة مماثلة كانت أيضاً معروضة إلى الهند لكن حكومة نيودلهي لم تبد اهتماما تجاهها، في الوقت الحاضر، لكن موقفها قد يتغيّر كلما أصبحت حاجاتها أكثر وضوحاً للنور. يجدر بالذكر أن الهند وسريلانكا هما من بين الزبائن الأبرز التي تستورد الأسلحة من إسرائيل رغم أن معظم تفاصيل صفقاتهما لا تُنشر علانيةً. ويردف المسؤول قائلاً ليس كان هناك اتصالات رسمية مع إندونيسيا الإسلامية، وهي بالدرجة الأولى البلد الأكثر تضرراً من الكارثة، ويضيف أن "إسرائيل مستعدة لمساعدتها فوراً إذا طلبت منها التدخل". وأخيراً، تقول وزارة الخارجية انه تم التعرف على ثلاثة إسرائيليين من بين الموتى في تايلاند، حيث أرسلت موظفي الشرطة الإسرائيلية وخبراء الطب العدلي المدنيين للتعاون مع الإدارات المحلية. ولحد الآن، هنالك سبعة مفقودين إسرائيليين في كافة أنحاء منطقة الكارثة.