بداية غير سعيدة لعام جديد بعد إجازته في شرم الشيخ
حرية المعلومات تطارد بلير "ضرائبيا"

نصر المجالي من لندن: عاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من إجازته العائلية الخاصة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة في منتجع شرم الشيخ المصري والعقبة الأردنية، ليواجه عقبات سياسية جديدة مع مستهل العام الذي يفصله أشهرا قليلة عن موعد الانتخابات البرلمانية التي تعتبر حاسمة بالنسبة له. وفضلا عن عودة الحديث بشكل واضح عن استمرار الخلاف على زعامة حزب العمال الحاكم بينه وبين وزير خزانته القوي غوردون براون، فإن الصحافة وضعت بلير تحت كشف المجهر هذه المرة لجهة نفقاته الخاصة.

وتحدثت التقارير اليوم بشكل موسع عن تلك النفقات التي يهدرها رئيس الوزراء على استضافته لأصدقائه ومعارفه المقربين من نجوم المجتمع إعلاميا وسياسيا وفنيا وماليا وكذلك المتبرعين لحزب العمال من أهل الثراء والمصالح، في سكنه الحكومي الرسمي المخصص لقضاء إجازته الأسبوعية فيه في منطقة تشيكرز، مشيرة على أن هذه الحفلات تدفع من جيوب دافعي الضرائب.

ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بالملياردير الفرنسي ألين دومينيك بيرين الذي يدير أكبر شركات تصنيع السجائر، حيث تقوم الحكومة البريطانية منذ سنوات بحملات ضخمة لمواجهة التدخين والتقليل من مخاطره حتى أنها ضاعفت أسعار السجائر ومشتقات التبغ أضعافا مضاعفة في إطار تلك الحملة، كما حظرت إعلاناتها في جميع وسائل الإعلام والمنتديات الرياضية وملصقات الشوارع.

والضجة الجديدة، تأتي متزامنة مع الشروع بتطبيق قانون الكشف عن المعلومات للجمهور بكل التفاصيل الدقيقة وهو قانون يطال الجميع بما في ذلك رئيس الوزراء وأعضاء حكومته ومائة ألف مؤسسة وجهة أخرى في إنجلترا وويلز. ولذلك فإنه يتعين على بلير أن يقدم كشف حساب بجميع المعلومات التي ستطلب منه من جانب المفوضية التي تشرف على تنفيذ القانون الجديد.

ولا تحظر القوانين البريطانية على رئيس الوزراء الإنفاق من ميزانية الدولة على حفلات لزوار وشخصيات رسمية تزور بريطانيا أو حتى من الشخصيات العامة البريطانية إن كان في ذلك مصلحة للشعب البريطاني، لكنه يحظر غير ذلك من تصرفات على رئيس الوزراء خصوصا وأنها لاعتبارات شخصية لا غير.

وكشفت صحيفة (التايمز) البريطانية اليوم عن أسماء عدد كبير من الشخصيات والمشاهير رجالا ونساء ممن استضافهم رئيس الوزراء في مسكنه الرسمي الأسبوعي في تشيكرز بمنطقة بيركشير إلى الغرب من لندن، حيث تشير إلى أن الكشف عن قائمة الضيوف جاء بعد حملة قادها المتحدث الرسمي لشؤون المال في الحزب الليبرالي الديموقراطي المعارض نورمان لامب.

ويطالب البرلماني المعارض بضرورة تقديم التفاصيل الكاملة لاجتماعاته واستضافته لتلك الشخصيات في المقر الرسمي للحكومة، وخصوصا للمياردير الفرنسي، وغيره من الشخصيات. ومن بينها مقدم البرامج الشهير ديز أوكونور والمغنية جيري هليويل والإذاعية إيسيثر رانتزين والممثلة جيني سيغروف ورئيس نادي إيفرتون لكرة القدم والمتبرع لحزب العمال المليونير بيل كينرايت الذي تبرع في وقت سابق للحزب بمائتي ألف جنيه إسترليني.

وقال النائب المعارض لامب "قانون حرية المعلومات أصبح حيز التنفيذ، وعلى الحكومة أن تكشف عن جميع تلك النفقات التي شهدها سكن رئيس الوزراء الرسمي التي نعتقد أنها كانت مدفوعة من جيوب دافعي الضرائب، فالسيد بلير مسؤول عن الإجابة عن تلك الأسئلة الخطيرة التي تتعلق بمصالح المواطنين". كما طلب البرلماني المعارض من بلير تقديم كشف حسب عن مصروفاته في سكن تشيكرز منذ توليه منصب رئاسة الحكومة في العام 1997 .

وفي الآتي قائمة نشرت بأسماء من استضافهم بلير في سكنه الرسمي الخاص في ما بين يونيو 2001 وإبريل 2003 ، حسب ما أفاد به مكتب مجلس الوزراء في رسالة بعث بها إلى البرلماني لامب فضلا عن الذين سبق ذكرهم: المغني مايكل بول، المحامي ويليام بيرتليز، مقدمة البرامج سو بيرتويسيل، الوزير بول بوتينغ، الملياردير إدوارد دي بونو، أليسون بريملو ريسة مكتب براءات الاختراع، اللاعب السابق تريفور بروكنغ، والموسيقار جيم كباديلي، والناشطة آنا كبالدي، ورئيس اتحاد النقابات بيل كونور، والوزير السابق روبن كوك، وبطل سباق القوارب جيمس كراكنيل، ورئيس بي بي سي السابق غيفين ديفيز، ورئيسة العلاقات في شركة للأزياء أليس دين، والسير ريتشارد آير الرئيس السابق للمسرح الوطني، والسفير الأميركي ويليام فاريش، ورئية سوق المال والبورصة كلارا فيرس، والبروفسور في الصحافة إيان هارغيفيز، ووزيرة التجارة والصناعة باتريشا هيويت، والوزير الاسترالي روبرت هيل، والرئيسالسابق لمجموعة إكسبريس الصحفية اللورد هوليك، والطباخ كين هوم، واحد رؤساء النقابات السير كين جاكسون، وعضو اللوردات العمالي اللورد جانير، ووزيرة الدولة الثقافة تيسا جويل، ودومينيك لوصون رئيس تحرير صنداي تلغراف، ومالك محلات تيسكو السير تيري ليهي، والمسرحي الفنان اللورد لويد ويبر، وسفير بريطانيا في واشنطن السير ديفيد مانينغ، ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة كاثي ماكغوين، وزوج وزيرة الثقافة ديفيد ميلز، وروزا مونكتون، ووزيرة الثقافة ايسيتيل موريس، ورئية مكتب وزير الخزانة سو نيي، والسير ستيفين ريدغريف، وناشرة الفايننانشال تايمز مارجوري سكاردينو، وزوجها البرت سكاردينو رئيس تحرير الغارديان، ورئيس شركة البترول السابق اللورد سيمون، والمحامي مارك شتودر، وتيسا تينانت، واللورد العمالي توماس، والوزير في الحكومة السير أندرة تيرنبيل، والممثلة جودي ويلسون، ورئيس تحرير صحيفة الصن السابق ديفيد ييلاند.