سمية درويش من غزة: نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع عشر من أيار "مايو" الماضي اعنف هجوم دموي على محافظة رفح في حملة واسعة النطاق، بعنوان "قوس قزح" ،حيث مكث جيش الاحتلال قرابة أسبوعين قبل ان يعيد انتشاره بالمنطقة، مخلفا وراءه ما يزيد عن 65 قتيلا فلسطينيا، لم تسعهم ثلاجات الموتى آنذاك.

وهدفت إسرائيل من عمليتها العسكرية قوس قزح منع إطلاق القذائف الصاروخية تجاه مستعمرات اليهود، حيث أدرك الفلسطينيون آنذاك بان عملية ألوان الطيف هذه لن تنتهي الا بانتهاء ألوانها السبعة، حيث قامت إسرائيل خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر الماضي بهجومين منفصلين جاء الأول بعنوان "حديد برتقالي"، والأخر "حديد بنفسجي"، وما ان عاد انتشاره في المنطقة الجنوبية، كانت آليات حربية تجتاح المنطقة الشمالية ضمن حملة جديدة "رياح الخريف".

وبدا الأهالي يشعرون بالقلق إزاء الاجتياحات المتكررة والمتتالية التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية بحقهم، وتدمير منازلهم وتشريدهم في خيام لتعيد لذاكرتهم سنوات اللجوء الأولى.

وأعرب فلسطينيون في لقاءات منفصلة لـ"إيلاف" عن خشيتهم من عودة قوات الاحتلال الى مناطقهم لتنفيذ الألوان المتبقية من حملة "قوس قزح".

ورغم كافة محاولات المؤسسة الإسرائيلية المتتالية من عملياتها التي تنفذها بالقطاع لإضعاف ومنع إطلاق الصواريخ الا انها سرعان ما تعلن فشلها ، حيث ذكرت مصادر الاحتلال الإسرائيلي أن قوات الاحتلال أعادت انتشارها في ثلاث مدن شمال قطاع غزة ، بيد أنه سيبقى في مواقع اسماها مهمة ونقلت محطة التلفزيون الإسرائيلية الرسمية عن المصادر ،زعمهم إن جيش الاحتلال أوقف عدوانه المسمى "رياح خريفية" في المنطقة كي لا يتهم بعرقلة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية.
ومن جانبها أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها المسؤولية عن إطلاق سبعة صواريخ محلية الصنع باتجاه مغتصبة "اسديروت" جنوب إسرائيل ،كما أطلقت كتائب القسام قذائف هاون على المنطقة الصناعية قرب معبر "إيرز"، ما أدى إلى جرح 4 جنود إسرائيليين، وصفت جراح أحدهم بأنها خطيرة.

ويأتي إعادة انتشار قوات الاحتلال من المناطق الفلسطينية التي اجتاحتها الأيام السابقة، في الوقت الذي دعت فيه الحكومة المصرية قوات الاحتلال اليوم بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية إلى المواقع التي كان يرابط فيها قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000 ،حتى يمكن إجراء انتخابات فلسطينية شرعية بالتاسع من كانون الثاني "يناير" الجاري.