محمد عبدالرحمن من القاهرة: في إشارة إلى حجم الخلاف وتباين وجهات النظر بين أجيال جماعة الإخوان المسلمين، وجهت مجموعة من شباب الجماعة رسالة نقد الكترونية الى مرشدهم محمد مهدي عاكف يعاتبونه فيها على تصريحاته الأخيرة لصحيفة المصري اليوم والتي رفض فيها فكرة تعديل الدستور وأيد انتخاب الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة، وقالت الرسالة إن هذه التصريحات سببت حرجا شديدا لشباب الجماعة –المحظورة رسميا- داخل الجماعات المصرية حيث أعطت لشباب التيارات الأخرى فرصة الهجوم عليهم ونعتهم بالبرغماتية السياسية، إلا ان أصحاب النقد لم يحملوا المرشد العام وحده مسؤولية هذا الموقف بل حملوا بشدة على فريق العمل المرافق للمرشد وخصوصا سكرتيره للمعلوماتية مسعود السبحي ووصفوه بأنه يفتقد الى القدرات التي تؤهله لهذا المنصب وطالبوا أيضا بأن يستعين المرشد بامكانات الدكتور عصام العريان فى هذا المجال، ويجري تغييرات جذرية في المكتب التنفيذي للجماعة يتيح لها حركة أفضل، والجدير بالذكر ان هذه التصريحات تحولت إلى فرصة لمعارضي الإخوان لشن هجوم جديد عليهم، وتعد هذه الرسالة دليلاً جديدا على حجم الخلاف بين أجيال الجماعة وإن رآها الدكتور عصام العريان انعكاسا لوجود الديمقراطية داخل أقدم الجماعات الإسلامية في الوطن العربي (!!)

نص الرسالة
الأستاذ محمد مهدي عاكف فضيلة المرشد العام للاخوان رجل فاضل و متفتح ولا نزكيه على الله و لكن كل هذا لا يمنع أن نناشد الرجل أن يتقي الله فينا نحن شباب الجماعة ،فنحن نتعرض الى هجوم ضار من باقي شباب القوى السياسية في الجامعة بسبب بعض التصريحات الغريبة لفضيلته ، والرجل مظلوم في هذا الأمر ففريق العمل حوله ضعيف جدا و سكرتيره لشؤون المعلوماتية - الأستاذ الفاضل مسعود السبحي - أخ له تضحيات و لكنه ضعيف جدا في الجانب الاعلامي و غير قادر على مواكبة العصر و الرجل حتى لا يجيد استخدام الانترنت كما أنه لا يجيد الخطاب السياسي المعاصر و هو ناجح جدا في الخطاب الوعظي و الدعوي الداخلي ،أما ترك فضيلة المرشد ليواجه الإعلام وحده بهذا الشكل و من دون مستشارين اعلاميين ومفكرين حقيقيين فهو الكارثة بعينها ، ومطلوب أن يستفيد المرشد من طاقات معطلة مثل عصام العريان و أن يزيل عنه التقويمات السلبية لمشايخ الجماعة التقليديين الذين يضعفون من عصام ويعوقون من تواجده مع المرشد ، واما أن يحدث هذا أو نقضي باقي عمرنا في شكل دفاعي عن المرشد و أنه لم يكن يقصد ،أو نستخدم الميكانزمات الدفاعية .
يا فضيلة المرشد ، يعلم الله كم نحبك و نقرقش لك الزلط والله يا راجل ياطيب و لكن للصبر حدود و نتمنى أن تحدث تغييرات حقيقية داخل مؤسسات الجماعة ، لا مجاملة في الدعوة يا أستاذنا الكريم ، و صار من الضروري أن تأخذ قرار الاستعانة بمجموعة شبابية تعينك على أمر هذه الدعوة المباركة ، وتوفر على الجماعة آلاف الجنيهات التي يتم صرفها سنويا على ذوي الامكانات الضعيفة من الكوكبة التي تحيط بفضيلتكم و لا يمكنها أن تستوعب متغيرات العصر ،خاصة و أنهم - حفظهم الله - ما زالوا يعيشون في عصور ماقبل التاريخ.