جلست الطفلة روان عيد ،حائرة في نظراتها ،وهي تلبس قميصا يحمل صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات ،والى جانبه محمود عباس "ابو مازن" مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية، وكأنها تحمل هما كبيرا .

روان لم تتجاوز ربيعها السادس، كانت تنظر الى الأطفال الذين يلهون مع آبائهم في متنزه للعائلات جنوب مدينة غزة ،بحسرة وحرقة قلب ،وحينما داعبتها "إيلاف" بسؤالها عن قميصها في محاولة لمعرفة سر حيرتها ،انهالت دموع روان وقالت بصوت يملؤه الحزن "أنا رايحة انتخب عمو أبو مازن بس يفتح الطريق ويجيب بابا".

وكان والد روان، وهو احد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" في غزة قد غادر قطاع غزة في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي لحضور مؤتمر عمل ،إلا ان الإغلاق الإسرائيلي لمعبر رفح البري حال دون عودته الىالقطاع.

وقد شهد المعبر الواقع على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية انفجارا ضخما ليلة الثاني عشر من الشهر الماضي ما أدى الى إغلاقه في وجه حركة المسافرين.

وقالت روان لـ"إيلاف" ،أريد ان يعود بابا، قد اشتقت إليه ،وأريد منه ان يحضر الهدايا رافعة يديها الى السماء "ياريت يجي بكره ويجيب ورد مشان عيد راس السنة ".

ولم يكن حال روان أفضل من المئات من العائلات العالقة على الجانب المصري من المعبر وسط أجواء من البرد القارس وانعدام الطعام والشراب ،وقد طالبت العديد من المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي بالتدخل لفتح المعبر أمام العالقين خاصة ومنهم العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.