إيران تقاطع مؤتمر الجوار وتمسك أميركيبموعد الانتخابات
تصعيد أعمال العنف واغتيال محافظ بغداد

بغداد، واشنطن: أعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية ان مسلحين مجهولين قتلوا اليوم الثلاثاء محافظ بغداد علي راضي الحيدري واحد حراسه الشخصيين في غرب بغداد، تزامنًا مع انفجار صهريج للوقود اليوم أمام مقر قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية أسفر عن مقتل عشرةأشخاص بينهم ثمانية من قوات الشرطة والمغاوير وجرح 56 آخرين.كما قالت الشرطة العراقية ان هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة استهدف اليومنقطة شرطة قرب مدخل المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد التي تتخذ منها الحكومة العراقية وعدد من السفارات مقرا لها مما أدى الى مقتل ستة على الاقل واصابة 40. وجددت واشنطن تأييدها لإجراء انتخابات العراق في الثلاثين من الشهر الجاري. فيما تزداد وتيرة المواجهات الميدانية بين المسلحين والقوات متعددة الجنسيات وقوات الحكومة العراقية المؤقتة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم أيرلي إن الحكومة العراقية المؤقتة ما زالت ملتزمة بموعد الـ30 من كانون الثاني (يناير) الجاري لإجراء الانتخابات في العراق. من جانبها، أعلنت إيران أن وزير خارجيتها سيقاطع مؤتمر جيران العراق المقرر عقده في الأردن، باعتبار أنه يهدف إلى التأثير على الانتخابات في العراق وأن عمّان ضالعة بمؤامرة من أجل عودة الحكم الملكي الهاشمي هناك.

اغتيال محافظ بغداد
وقال مصدر في الشرطة العراقية ان "محافظ بغداد علي راضي الحيدري قتل على يد مسلحين مجهولين". واوضح ان "الاعتداء وقع بعد الساعة10 بالتوقيت المحلي (7 تغ) من اليوم الثلاثاء بينما كان المحافظ يتنقل في موكب بين منطقتي الحرية والعدل غرب بغداد". واضاف المصدر ان "اربعة اخرين من حراسه الشخصيين قد اصيبوا بجروح في الاعتداء". واكد مصدر من شعبة طوارئ مستشفى اليرموك مقتل الحيدري، موضحا ان الهجوم ادى الى مقتل احد حراسه الشخصيين ايضا، موضحا ان جثتي القتيلين "موجودتان في المستشفى".

وكان الحيدري قد دعا في احد مؤتمراته الصحافية النادرة عقده في السابع والعشرين من كانون الاو(ديسمبر )الماضي، الى اتخاذ موقف صلب تجاه المتمردين متهما اياهم بوضع العراقيل امام عملية اعادة اعمار العراق. وقال الحيدري حينذاك "علينا الضرب بيد من حديد من اجل منع هذه العمليات التخريبية". واوضح ان المتمردين الذين انسحبوا من مدينة الفلوجة في اعقاب المعارك العنيفة مع القوات الاميركية جاءوا الى بغداد. وعاتب الحيدري في مؤتمره الصحافي العديد من الصحافيين العراقيين الحاضرين لانهم لا يعرفون حتى اسمه بعد مرور خمسة اشهر على تعيينه.

عشرة قتلى و56 جريحًا في الانفجار امام مقر للمغاوير في بغداد
وصرح مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان عشرة اشخاص بينهم ثمانية من قوات شرطة المغاوير قتلوا وجرح 56 شخصا آخرين في انفجار اليوم الثلاثاء امام مقر لقوات المغاوير التابعة للوزارة(إنفجاران في القادسية والمنطقة الخضراء)

وأعلن مصدر في الشرطة العراقية ان مسلحين مجهولين اغتالوا عضو مجلس بلدي سابق اليوم الثلاثاء في حي جنوب غرب بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد). (اغتيال عضو مجلس بلدي سابق في بعقوبة)

وكانتالخارجية البريطانية أعلنتعن مقتل ثلاثة من جنودها في انفجار وقع أمس في بغداد في يوم من أعمال العنف التي اسفرت ايضا عن مقتل 17 شخصا اخر في انحاء العراق.

واشنطن متمسكة بموعد الانتخابات
وطلب أيرلي من الحكومة العراقية تحديد ما إذا كان تردي الأوضاع الأمنية في بعض المناطق سببا كافيا لتأجيل الانتخابات. وقال "هذا أمر متروك للحكومة العراقية. وحتى الآن أكدت الحكومة أن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر وهذا ما ندعمه نحن بالفعل". وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تعمل مع الحكومة العراقية و13 دولة أخرى لتحقيق أكبر مشاركة بين المواطنين العراقيين في الانتخابات.

وقال المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان "لجنة الانتخابات العراقية هي الجهة المسؤولة عن تحديد موعد الانتخابات بالثلاثين من يناير ونحن ندعم هذا ونواصل العمل مع الحكومة العراقية المؤقتة للمضي قدما تجاه عملية الانتخابات". وكان ماكليلان يرد بذلك على ما نقل عن وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان خلال وجوده بالقاهرة من عدم استبعاد احتمال تأجيل الانتخابات اذا ما كان ذلك سيؤدي الى موافقة السنة على المشاركة فيها لاحقا. وأضاف ماكليلان ان الرئيس الاميركي جورج بوش "على اتصال بالسلطات العراقية بشأن أهمية التحرك نحو الموعد الذي حددته اللجنة العراقية المستقلة للانتخابات .. وهذا ما نواصل عمله بعد ان حددوا التاريخ بنهاية يناير الجاري متمنين ان يشارك أوسع قطاع ممكن من الناخبين العراقيين في تلك الانتخابات".

هذا وصرح وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان بأن الانتخابات العراقية يمكن أن تتأجل إلى وقت لاحق إذا وافق أتباع السنّة على الاشتراك فيها. جاء ذلك في سياق مقابلة مع مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في القاهرة الاثنين. وقال الشعلان إنه طلب من الأشقاء العرب وعلى الأخص في مصر ودول الخليج حمل أتباع السنّة في العراق على الاشتراك في الانتخابات. وأضاف أن من الممكن تأجيل الانتخابات إذا استدعى اشتراكها ذلك.

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة لن تمانع مثل هذا التأجيل قال الشعلان إنه مقتنع بأن واشنطن ستسعد إذا كانت العملية الانتخابية شاملة لجميع أبناء الشعب العراقي. ثم قال إننا نريد أن نعطي الأخوة من أتباع السنة فرصة أخرى حتى وإن أدى ذلك إلى تأجيل عملية الاقتراع. (الشعلان يبحث 4 ملفات في القاهرة)


إيران تقاطع مؤتمر جيران العراق بالأردن
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبد الله رمضان زادة أمس إن بلاده تعتقد أن هذا المؤتمر يراد منه التدخل في شؤون العراق الداخلية. وشهدت علاقات عمّان وطهران برودا ملحوظا منذ تحذيرات بثها العاهل الأردني عبد الله الثاني الشهر الماضي من أن إيران تريد إقامة هلال شيعي يمتد من أراضيها ويصل إلى لبنان مرورا بالعراق وسورية. وبالمقابل ردت إيران باتهام الأردن بالتخطيط لإعادة الحكم الملكي للعراق، وقال زادة بهذا الخصوص "إن الأردن الذي وفر المأوى للبعثيين يريد إعادة حكم عائلته للعراق". ويزور عدد من المسؤولين العراقيين الأردن وبعضهم كان من أعضاء حزب البعث الحاكم في العراق سابقا.ووجه الأردن دعوات لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق إضافة إلى مصر من أجل حضور مؤتمر يعقد هذا الأسبوع ويسبق الانتخابات العراقية.

في الإطار ذاته، تساءل "محمد إيراني" عما سيتم بحثه خلال اجتماع وزراء الخارجية الذي تستضيفه عمان الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أنه تم بحث جميع القضايا التي ينبغي بحثها خلال الاجتماع الذي عُقد في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي بمصر. وتعكس تصريحات السفير الإيراني مدى توتر العلاقات بين طهران وعمان.

وكانت الخارجية الأردنية أعلنت اليوم أنها لم تبلغ رسميا حتى الآن من قبل طهران بعدم مشاركة وزير خارجيتها كمال خرازي في مؤتمر الدول المجاورة للعراق في عمّان.

علاوي يجيب على أسئلة منتقديه من خلال برنامج تلفزيوني
من جانب آخر، حل رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي ضيفًا على أحد البرامج التلفزيونية المباشرة التي تبثها قناة عراقية للإجابة على أسئلة العراقيين مباشرة. وتركزت الأسئلة على قضايا الانتخابات ومستقبل العراق السياسي والأمن وما يواجهه العراقيون في حياتهم اليومية بشكل عام. واكتفى علاوي بالابتسام وامتنع عن التعليق عندما اتصل شخص ليشيد بأبوي مصعب الزرقاوي قائلا إنه أفضل من علاوي. وردا على طلب إحدى السيدات تعهد علاوي بالتحقيق في مسألة اعتقال أبنائها الثلاثة منذ أكثر من عام. وقال عبد الكريم حمّاد مقدم برنامج المنبر العراقي إنه اقترح استضافة علاوي في برنامجه على أن يقبل انتقادات السائلين، وأضاف أن علاوي وافق بشرط أن تقتصر الانتقادات على أدائه مهامَه الرسمية وألا تتعرض لمسائل شخصية

وبهدف إعادة الاستقرار إلى الموصل قبل بدء الإنتخابات، وصلت وحدة من الجنود الأميركيين إلى الموصل شمالي العراق لتعزيز الأمن في المدينة التي تشهد أعمال عنف مستمرة. وامتنع متحدث عسكري عن الكشف عن العدد الفعلي للجنود في الوحدة الجديدة لأسباب أمنية، لكنه قال إنه قد يصل إلى ثمانية آلاف رجل بين قوات عراقية وأميركية.