ما بين شراء حاملات الطائرات أو "يوروفايتر"
جدال "جوي" القادة والحكومة البريطانية

نصر المجالي من لندن: ذكرت تقارير اليوم أن جدالا أشبه بمعركة عسكرية ميدانية يدور حاليا بين قادة القوات المسلحة البريطانية المشتركة والحكومة ايضًا حول اختيار نوع السلاح الذي سيدعم مهمات القوات المسلحة في الجو، وذلك من بين منتجات مشروعين عملاقين تشارك فيهما الحكومة البريطانية، وهما الطائرة المقاتلة يوروفايتر أو حاملات الطائرات. ويتعين على أصحاب القرار الانتظار قبل اتخاذ قرار نهائي لطلب أي من الإثنين مادام الجدال مستمرا بين قادة الجيش، حيث لم يتوصلوا إلى قرار نهائي بعيد في جدوى أي من الخيارين.

مقاتلة يوروفايتر حيث تشير
الاعلام للدول التي شاركت بتصنيعها
حسب الخطط الحالية فإن الحكومة البريطانية ملتزمة بشراء 232 طائرة من طراز (يوروفايتر) بتكاليف تقدر بحوالي 19 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى حاملتي طائرات زنة كل واحدة منهما 60 ألف طن وتحملان على متنيهما 150 طائرة مقاتلة بتكاليف 13 مليار جنيه. كما أنها قدمت عرضا بشراء 144 طائرة من طراز يوروفايتر / تايفون (الإعصار) ويتعين عليها أن توقع عقدا الشراء مع الجهات المنتجة.

وانتقدت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية خطط الحكومة بالنسبة للمشروعين بقولها "هذان المشروعان يجعلان من البرنامج التسليحي أمرا ثقيلا ويدعو إلى الصداع، ولا يمكن الجمع بينهما معا، هذا من ناحية، أما الشيء الآخر فهو هل نحن بحاجة لـ 232 يوروفايترز في الوقت الذي سنشتري فيه 150 طائرة للهجمات المشتركة (الطائرات المعترضة المقاتلة)؟، إنني أرى ذلك غير منطقي البتة".

وتقول صحيفة (إنديبندانت) البريطانية إن هذا الموضوع يشكل أكثر الموضوعات حساسية بالنسبة لسياسات الحكومة الدفاعية وخصوصا أن مشروعي اليوروفايتر وحاملات الطائرات "يعبران عن التطور الكبير في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، وكلاهما سيشكل عماد العمليات العسكرية للأربعة أو خمسة عقود المقبلة".

وتضيف الصحيفة قائلة "والسؤال المهم الذي يطرح نفسه حاليا هو أنه في الوقت الذي يتم فيه تحمل هذا العبء الكبير في استثمار المشروعين الكبيرين، فإنه لا يوجد مثل هذا الاهتمام في مجال آخر وهو تقنيات الاتصال عن بعد وأجهزة جمع المعلومات الاستخباراتية والاتصالات السريعة بين الموجودين في الميدان وأصحاب القرار على سبيل المثال".

يذكر أن مشروع بناء طائرة (يوروفايتر) هو مشروع مشترك بين ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيااتفق عليه في التسعينات الماضية، ولكن جدلا كبيرا دار في العامين الأخيرين حول جدوى الاستمرار به، لكن يبدو أن توقفه كان سيزيد من مشاكل هذه الدول المشاركة فيه بسبب ما سينجم عن بطالة في الأيدي العاملة.

وفي الأخير، يبدو أن قادة القوات المسلحة البريطانية الثلاثة الأدميرال سير آلان ويست قائد البحرية والجنرال سير مايك جاكسون قائد القوات البرية ومارشال الجو سير جوك ستيروب قائد سلاح الجو متفقون على الحصول على هذين المنتجين المطلوبين من طائرات يوروفايتر وحاملتي الطائرات والطائرات المقاتلة الهجومية المعترضة أل 155 على متنيهما.