إعتدال سلامة من برلين: تحاول الجالية اليهودية في ألمانيا جاهدة لمنع تطبيق قانون الهجرة على اليهود القادمين من البلدان المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي سابقًا. وعلى الرغم من دخول هذا القانون حيز التنفيذ مطلع هذا العام لكن تطبيقه حسب الدستور الاتحادي يعود إلى حكومات الأقاليم الألمانية.

ومن محاولات الضغط قيام زعماء الجالية اليهودية بتوجيه رسائل عبر الصحافة إلى مجلس النواب الاتحادي ووزير الداخلية اوتو شيلي الذي يريد الحد من تدفق الأجانب بشكل عام ودفع المقيمين منهم للاندماج في المجتمع الألماني، ومن بين هؤلاء رئيس الرابطة اليهودية في إقليم سكسونيا السفلى وعضو المجلس اليهودي الأعلى في ألمانيا ميشائيل فورست .

وطالب الوزير في مقال له في إحدى الصحف أن يبرهن بأنه صديق مخلص للجالية اليهودية وشخص يمكن الاعتماد عليه ،وتساءل عن مصير حوالي 27 ألف طالب هجرة إلى ألمانيا، فهم كما قال جهزوا أنفسهم للقدوم إلى الغرب " الحر" لكنهم لم يجدوا " سفينة تحملهم في رحلتهم الكبيرة" وانهم ينتظرون تاريخ تحدده السلطات الألمانيا لمجيئهم.

واعتبر أن ما حدث هو لعبة مفضوحة من السياسيين في الحكومة الألمانية وحكومات الأقاليم لمنعهم من الدخول.
ووصف فورست هجرة اليهود إلى ألمانيا بالناجحة منذ 15 عامًا وان الهدف المعلن هو تقوية الجالية اليهودية وبناء جاليات جديدة، والفضل يعود للمهاجرين في رفع عددهم إلى حوالي مائة ألف والهدف أن يصل العدد إلى نصف مليون.

وحذر من الميول المعادية للسامية على المستوى السياسي ومنها الأساليب التي اتبعها رئيس المخابرات الروسية سابقًا ورئيس الجمهورية الروسي فلاديمير بوتين " صديق المستشار شرودر". فعند إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا استعان بالنظرية المؤمراتية القديمة ضد يهود العالم في دعم مرشحه.

ويريد رئيس اتحاد اليهود التقدميين يان مولشتاين إفساح المجال لهجرة من ليس يهوديًا أيضًا، فحسب التعاليم اليهودية اليهودي هو من أم يهودية، ولا يعترف بيهودية الأولاد من آباء يهود، لكن عندما يصلون إلى ألمانية سوف يعتنقون اليهودية ويندمجون في المجتمع اليهودي.

كما شدد على قبول كل طلبات الهجرة القديمة المقدر عددها بـ27 ألفًا من الدول التي انبثقت عن الاتحاد السوفياتي والتعامل معها على أساس القانون القديم.

وأعلن عن عدم تفهمه لتعقيد عملية هجرة اليهود بقطع المساعدات الاجتماعية عن كل من يرفض الاندماج وعلى كل من يطالب بذلك وضع نفسه مكانه، وكلما صعب وضع اليهود الاجتماعي في الخارج زاد أيضًا العداء للسامية.
واعترف مولشتاين بوجود مشاكل للهجرة، فـ 85 في المائة من اليهود الآتين من البلدان المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي سابقًا يرتهنون بصرف المساعدات الاجتماعية لهم بشكل دائم، والسبب في ذلك أنهم يوضعون في أوساط ألمانية لا صلة لها بالجالية اليهودية، لذا يجب البحث عن وسائل لمعالجة قضية الاندماج.