ساري الساري من الرياض: تركزت المباحثات التي جرت في الرياض بعد ظهر اليوم بين الرئيس المصري حسني مبارك مع القيادة على السعودية على الوضع في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وأضافت الوكالة أن الملك فهد والأمير عبد الله استعرضا مع الرئيس مبارك "مستجدات الأوضاع على الساحات العربية والإسلامية والدولية وخاصة القضية الفلسطينية والعراق وموقف البلدين منها إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمه وتعزيزه في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة".

وحضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل .وحضره من الجانب المصري وزير الخارجية أحمد ابو الغيط ورئيس الاستخبارات العامة عمر سليمان .

إلا أن مصادر مطلعة قالت إن مبارك بحث مع الأمير عبد الله بن عبد العزيز "إمكانية" حل الخلاف الليبي السعودي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في الثاني والعشرين من الشهر الماضي عندما قررت المملكة سحب سفيرها من ليبيا وطرد السفير الليبي في الرياض بعد اتهام ليبيا بالتورط في مؤامرة لاغتيال ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وقال مصدر دبلوماسي في السفارة المصرية إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى المملكة اليوم تجيء ضمن المساعي المصرية لتسوية الأزمة الدبلوماسية التي نشأت بين البلدين مؤخرا".

وكان الرئيس مبارك أوفد في السادس والعشرين من الشهر الماضي رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في زيارة إلى المملكة سلم خلالها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الذي استقبله في الدمام (شرق) رسالة خطية ، لم يكشف عن مضمونها.

ولاحظت الأوساط السياسية في المملكة أن حملة الانتقادات الصحافية بين البلدين قد توقفت بعد الزيارة التي قام بها رئيس الاستخبارات المصرية إلى السعودية.

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أدلى بتصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية قال فيها إن الحملات الإعلامية المتبادلة بين الرياض وطرابلس توقفت اعتبارا من الخميس الماضي.

وتفجرت الأزمة بين البلدين بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل عدة شهور معلومات مفادها أن المخابرات الليبية قادت العام الماضي محاولة اغتيال استهدفت ولي العهد السعودي وكان العقيد الليبي معمر القذافي متورطا فيها، وذكرت الصحيفة اسمي اثنين من الذين شاركوا بالمحاولة وهما الأميركي من أصل إريتري عبد الرحمن العمودي، المسجون حالياً في الولايات المتحدة، والضابط بالمخابرات الليبية محمد إسماعيل الذي لا يزال محتجزا في السعودية على ذمة القضية ذاتها .