خلف خلف وبشار دراغمه من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية عن أن رئيس وزراء إسرائيل، ارييل شارون، بعث برسائل إلى واشنطن يشكو فيها من تصريحات محمود عباس ( أبو مازن) المرشح الأوفر حظا بين مرشحي انتخابات الرئاسة الفلسطينية، وحسب المصادر ذاتها فقد كتب شارون في رسالته: " محمود عباس ماض على نهج الرئيس ياسر عرفات وهذا لا يخدم عملية السلام".
وقالت مصادر صحافية إن شارون يواصل محاربته لابو مازن بطريقته الخاصة.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن شارون اطلع قبل أسبوع على خطة وضعها مستشاروه للرد على مواقف ابو مازن وإعلانه الصريح بتمسكه بالثوابت الفلسطينية، وعلاقاته الإقليمية الدولية وقدرته على الحوار والإقناع.
وتضيف المصادر أن استمرار تنفيذ الاجتياحات والمجازر خاصة في قطاع غزة وتدمير البنى التحتية فيها تحت حجة محاربة الإرهاب هو احد أساليب محاربة شارون لمرشح الرئاسة الفلسطينية ابو مازن.
كذلك، تتضمن الخطة التحريض على ابو مازن واتهامه بأنه لن يكون قادرا على ضبط الأوضاع في الساحة الفلسطينية في حال انتخابه. إضافة إلى عرقلة نشاطه الانتخابي خاصة في مدينة القدس، ودفع وتشجيع عناصر معينة على تمزيق صوره وبياناته الانتخابية في بعض المدن حيث توجد مجموعات لا تمت بصلة للمقاومة الفلسطينية تعمل على محاربة محمود عباس (ابو مازن) وأسلوب آخر من اساليب محاربة ابو مازن يتمثل في التصريحات التي يطلقها أعوان شارون وبعض أركان حكمه على شكل تهديدات تقول إن ابو مازن لن يكون قادرا على التفاوض مع اسرائيل حول القدس والحدود وحقوق اللاجئين وبالتالي، كما يقول هؤلاء فان إسرائيل قد تنفذ خطة فك الارتباط من جانب واحد.
وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن ارييل شارون بعث برسائل إلى واشنطن وبعض العواصم يشكو فيها بأن محمود عباس ماض على نهج الرئيس الراحل ياسر عرفات وهذا على حد زعم رئيس وزراء اسرائيل لا يخدم عملية السلام.
ولم تستبعد المصادر أن يقدم شارون على تصعيد عملياته العسكرية واجتياحاته في الضفة والقطاع تشويشا على حملة ابو مازن الانتخابية، حيث لا يرغب شارون في حصول ابو مازن على نسبة عالية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة. كذلك، لن يقدم شارون متعمدا أي تسهيلات عملية حقيقية على الأرض لمصلحة الفلسطينيين في المرحلة المقبلة.
ولم تخف مصادر ودوائر إسرائيلية قلق قيادة شارون من اختيار محمود عباس طواقم جديدة كفوءة ومخلصة للعمل معه في المرحلة المقبلة.

خطط لشطب منظمة التحرير الفلسطينية
ومن جهة أخرى أكدت مصادر إعلامية أن هناك سيناريوهات تحاك لشطب منظمة التحرير، وأكدت المصادر أن طواقم عديدة في دول ذات تأثير في ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعد خططا وسيناريوهات لتمريرها في الساحة الدولية عبر استخدام وسائل كثيرة ترهيبية وترغيبية وإسرائيل ليست بعيدة عما يحاك، بل هي طرف مركزي له دوره في التنفيذ.
وتقول المصادر ان جهات دولية واقليمية بدأت عملها منذ فترة طويلة في الساحة الفلسطينية وصولا الى عناصر خطة متكاملة يصار الى تمريرها بالاكراه او بالاقناع، وهذه الجهات ازداد نشاطها وتحركها بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات، الى درجة تنذر باحتمال بروز هذا النشاط على السطح.
تقول المصادر ان حلا سياسيا او معاهدة سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لن تكون وشيكة لاسباب كثيرة، خاصة في ضوء سياسة شارون ومواقفه وهو الذي يشترط فرض سيناريوهات معينة في الساحة الفلسطينية، وهو موقف سرعان ما باركته الادارة الاميركية ونقلت بعض عناصره الى جهات اقليمية ودولية لتتولى عملية الاعداد والتنفيذ.
وتضيف المصادر ان الجهات المذكورة ربطت خيوطا مع جهات وشخصيات فلسطينية وبدأت تنسق معها الى درجة تلقيها الاوامر المتعلقة بكيفية التحرك واتجاهاته.
أحد هذه السيناريوهات الذي تبذل الجهود لتكون عملية تطبيقه وتسويقه جنبا الى جنب مع سيناريوهات اخرى عديدة، هو البدء في حل الفصائل الفلسطينية والتحول الى أحزاب سياسية لا اجنحة عسكرية لها، واوكل الى بعض الاشخاص والمجموعات بالمساهمة في انجاز هذا السيناريو، الذي سيكون مقدمة لشطب منظمة التحرير وهذا الهدف تجمع عليه جهات اقليمية ودولية، معتقدة ان شطب المنظمة قد يفسح المجال لتقدم جاد في العملية السلمية يقضي الى معاهدة سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وتكشف المصادر عنان مشاركة بعض القوى والفصائل علانية او بشكل سري في انتخابات الرئاسة مسألة تدركها تلك الجهات جيدا، وتذهب المصادر الى ابعد من ذلك عندما تشير هنا الى ان خطوات الدعم او الدمج للفوز بنسب اكبر في صناديق الاقتراع هي افكار خارجية مرحب بها ما دام يمكن استغلالها لتذويب الفصائل وتحويلها الى احزاب سياسية تحت اي مسميات، وبالفعل نجحت الجهات المذكورة وعبر البعض في انجاز تقدم ما في هذا الشأن يشكل قاعدة الانطلاق لتمرير السيناريو المرسوم في الساحة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة. وخلال الأيام العشرة المقبلة ستتضح مسألة الدمج بين القوى ما يسهل مستقبلا الى دخول الفصائل دائرة التذويب وهي بداية شطب منظمة التحرير.
وتمضي المصادر قائلة ان دعم هذا الفصيل لهذا المرشح او ذاك في الانتخابات الرئاسية المقبلة خطوة مباركة ومقبولة وتشجع عليها جهات اقليمية ودولية ما دامت مدروسة مسبقا مع بعض المعنيين واصحاب العلاقة والارتباط والممسكين باطراف الخيوط، وما دامت تسهل عليها تحقيق الهدف المقبل وهو شطب منظمة التحرير، ومؤتمر لندن احد اشكال الجهود التي تبذل لانجاز الهدف.
على الصعيد نفسه اكدت المصادر ان احدى الشخصيات الفلسطينية التي تنقلت في اكثر من فصيل تستعد لاعلان حزب سياسي في الاسبوعين المقبلين.