فيينا، القاهرة، واشنطن، وكالات: قالت مصادر دبلوماسية إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على أدلة لقيام مصر بتجارب نووية سرية قد تستخدم في برامج صناعة الأسلحة المحظورة. وقال الدبلوماسيون، الذين لم يكشف عنهم إن غالبية التجارب أجريت في فترة الثمانينات والتسعينات، إلا أنهم أشاروا إلى أن المنظمة الدولية تبحث عن أدلة تجارب ربما أجريت مؤخرًا، وفق وكالة الأسوشيتد برس.

الحكومة المصرية تنفي
ونفت الحكومة المصرية مزاعم السعي أو محاولة السعي خلف برنامج نووي لأغراض عسكرية، مؤكدة أن برنامجها ينحصر في أغراض سلمية. وتحدث المتحدث باسم الحكومة المصرية، مجدي راضي، في هذا السياق قائلًا "نفينا قبل أشهر قليلة مثل هذه المزاعم، ونحن نقوم بذلك مرة أخرى.. برنامجنا النووي لا تغلفه السرية.. ولا يوجد ما نخفيه عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية." وأكد راضي أن البرنامج النووي المصري المحدود ينحصر في أغراض طبية وبحثية فحسب وتحت مراقبة الوكالة الدولية.


ونقلت تلك المصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قولها إنه يمكن الاستفادة من تلك التجارب في إنتاج السلائف الكيميائية اللازمة لاستخلاص غاز سادس فلوريد اليورانيوم (هيكسافلورايد) الذي يُعتبر خطوة في الطريق لإنتاج أسلحة نووية، إذ يمكن تخصيبه لاستخدامه في صناعة رؤوس نووية. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن تلك المصادر قولها إن معظم البحوث المصرية تمت خلال الثمانينات والتسعينات، وإن الوكالة تنظر أيضًا في دلائل أخرى تشير إلى احتمال إجراء بعض البحوث في فترة لاحقة وربما تكون قبل عام واحد، بدون إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.

وأشار المصدر إلى أن المنظمة الدولية لم تتوصل بعد إلى استنتاج حول حجم وغاية التجارب المصرية، التي لا يغلب عليها التسلسل في مؤشر على أنها لم تجهز مباشرة لخلق برنامج كامل لصناعة أسلحة نووية. ومضى المصدر قائلاً إن البرنامج المصري لم يكن "متماسكا.. ليس مثل إيران التي تملك خططا واضحة لإنتاج اليورانيوم المخصب". ورفض المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مارك غوزديكي، التعليق على التقارير.

ومن جانبه علق المتحدث باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان قائلاً " رأينا التقارير وليس لدينا ما نقدمه في هذه اللحظة سوى تأكيد ما قلناه من قبل.. نتوقع من جميع الدول التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية..." وأضاف "أنا متأكد أن المنظمة ستنظر في الأمر، وأود أن أشير إلى أن مصر من الدول الموقعة على معاهدة الحد من أسلحة الدمار الشامل".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت أمس عن "نيويورك تايمز" الأميركية أن إدارة بوش أعربت عن قلقها إزاء التقارير التي تقول إن العالم النووي الباكستاني، الدكتور عبد القادر خان، لم يساعد إيران، وليبيا وكوريا الشمالية فحسب، وإنما ساعد عدة دول عربية، من بينها بعض جارات إسرائيل، أبرزها مصر والسعودية. (إسرائيل تروج لتسلح مصر نوويًّا)