الجزائر: افادت صحيفة "لكسبريسيون" الجزائرية الناطقة بالفرنسية في عددها الصادر اليوم الاربعاء ان 18 عنصرا من قوات الامن الجزائرية قتلوا ليلة الاحد الاثنين في كمين نصبته مجموعة اسلامية مسلحة في بسكرة (420 كلم جنوب الجزائر).

واصيب 19 عسكريا بجروح في الكمين الاكثر دموية بين الهجمات الاسلامية منذ اكثر من ثلاثة اشهر عندما قتل 16 شخصا على يد مجموعة مسلحة في منطقة المدية (80 كلم جنوب الجزائر). واوضحت الصحيفة ان حوالي خمسين مهاجما يرتدون اللباس الافغاني زرعوا عبوة ناسفة انفجرت في احدى الاليات العسكرية، وتلى ذلك اطلاق نار على القافلة ادى الى مقتل 13 عسكريا، بينهم ضابط كبير، بالاضافة الى خمسة مدنيين مسلحين.

واشارت الصحيفة الى وقوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال وراء الكمين الذي نفذ في منطقة معزولة قرب بلدتي راس الميعاد وسيدي خالد. ورد العسكريون على الهجوم ما ادى الى اصابة عدد من المهاجمين بجروح ولا تزال وحدات من الجيش قدمت للمساندة تطوق بعضهم، على حد ما ذكرت الصحيفة.

واشارت الصحيفة الى ان مجموعة المهاجمين تشكلت من عناصر قدموا من مناطق اخرى في البلاد، لا سيما من مسيلا وسطيف، وهي بقيادة مختار بلمختار المعروف بالاعور الذي انضم الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي يعيش من التهريب في الجنوب.

وتحدثت معلومات نقلا عن مصادر امنية منذ بضعة اسابيع عن عودة بلمختار من شمال مالي حيث كان لجأ، الى الجزائر.

وذكرت الصحيفة ان بلمختار، نجح، بعد توقيف المسؤول الثاني السابق في الجماعة السلفية للدعوة والقتال عمار الصايفي الملقب عبد الرزاق "البارا" (المظلي) والذي سلمته ليبيا الى الجزائر في تشرين الاول(اكتوبر)، في جمع المتشددين في الجماعة تحت قيادته. وهم يعيشون من عمليات التهريب والاتجار بالمخدرات في الجنوب.

ولا تزال الجماعة السلفية للدعوة والقتال الحركة الاسلامية الوحيدة القادرة على التحرك، في وقت فككت الجماعة الاسلامية المسلحة "بشكل شبه كامل"، بحسب ما اعلنت السلطات الجزائرية الاثنين.

واعلنت وزارة الداخلية الجزائرية الاثنين ان زعيم الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية رشيد ابو تراب قتل في تموز(يوليو) الماضي بايدي مقربين منه، وان الشرطة الجزائرية اعتقلت على الاثر نور الدين بوضيافي خليفته. كما قتل شعبان يونس ولقبه ليث خليفة بوضيافي بعيد تنصيبه زعيما للجماعة، في الشلف، وفق المصدر نفسه.

وقال بيان الداخلية ان الجماعة الاسلامية المسلحة باتت اليوم تضم نحو ثلاثين مسلحا "موزعين على مجموعتين" في منطقة جبلية قريبة من البليدة، على بعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة، وبين ولايتي الشلف وتيسمسيلت في الغرب.

في المقابل، تضم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المقربة من زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، بين 300 و500 اسلامي مسلح ناشط. وكان حسن حطاب، المساعد السابق لابي تراب، يتزعم الجماعة السلفية. ويعتقد انه قتل وخلفه نبيل صحراوي الذي قتل ايضا مع اربعة من جماعته برصاص الجيش في نهاية حزيران(يونيو) في المنطقة الجبلية القريبة من بجاية في منطقة القبائل الصغرى. وتولى ابو مصعب عبد الودود زعامة الجماعة السلفية بعد الصحراوي.