الربيعي يحذر من حرب أهلية في حال تأجيلالانتخابات
بغداد تتحدى الحملة الإرهابية ضد رموزها الوطنية

أسامة مهدي من لندن: أكدت الحكومة العراقية انها تقبل تحدي الإرهابيين في استهداف الرموز والقادة الوطنيين بينما حذر مستشار الأمن القومي موفق الربيعي من حمام دم في حالة تأجيل الانتخابات. فيالمقابل، حذرت قيادات سنية من ان اجراء الانتخاباتفي موعدها المعلن ينطوي على مخاطر كبيرة ستفجر صراعًا داخليًاوقال وزير الداخلية فلاح النقيب إن ألف و300 فرد من الشرطة والقوات الخاصة قتلوا على يد مسلحين منذ سقوط النظام السابق. وقالت المفوضية العليا للانتخابات ان سكان محافظتي الموصل والرمادي يمكنهم التسجيل والتصويت في يوم واحد هو الثلاثين من الشهر الحالي موعد الانتخابات نظرا لعدم تمكنها من توزيع استمارات الناخبين على السكان هناك بسبب سوء الاوضاع الامنية الذي سيكون احد محاور مؤتمر صحافي يعقده اليوم رئيس الوزراء أياد علاوي.

واعتبر الدكتور صباح كاظم المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ان هناك حملة ارهابية ضد الرموز والشخصيات الوطنية في العراق مؤكدا ان الحكومة العراقية قبلت هذا التحدي. واضاف ان الارهابيين ينفذون مخططا دمويا للتخلص من الرموز الوطنية التي تتحداهم وتواصل خدماتها للمواطنين في تصميم على السير في العملية السياسية الى نهايتها. واشار في تصريح لراديو سوا اليوم تعقيبا على اغتيال محافظ بغداد علي الحيدري امس ان الارهابيين يستهدفون ايضا رجال الشرطة والحرس الوطني الذين يؤدون واجباتهم في حفظ امن المواطنين.

واوضح ان هدف المسلحين هو العودة بالعراق الى عقود الرعب التي كانوا يمارسون خلالها القتل والتخريب مشيرًا ان هؤلاء الارهابيين ينتمون الى منظمة القاعدة والجماعات الاصولية المرتبطة بها اضافة الى عناصر مخابرات نظام الرئيس المخلوع صدام حسين التي احترفت القتل والارهاب.

وكان نائب محافظ بغداد حاتم الحديثي اغتيل قبل ثلاثة اشهر من قبل مسلحين مجهولين. وتبنى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة "أبو مصعب الزرقاوي" اغتيال الحيدري في حي الحرية شمالي العاصمة وتفجير صهريج وقود مفخخ استهدف مقرا لقوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية العراقية وسط بغداد. وقال التنظيم في بيان نشر على الإنترنت مرفق بشريط مصور إن مقاتليه قتلوا من وصفه بطاغوت من عملاء الأميركان وتوعد البيان بأن تكون الطريقة التي قتل بها الحيدري مصيرا "لكل خائن". ويظهر في شريط الفيديو الذي تدعي المجموعة إنه يصورعملية الاغتيال التي قتل فيها أيضا أحد حراس الحيدري موكب سيارات ثم شخصا يقترب منه وآثار دم على مقعد إحدى سيارات الموكب.

وقد اعلن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب ان اكثر من 1300 عنصر من الشرطة والقوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية العراقية "استشهدوا" في "اعتداءات ارهابية" استهدفتهم منذ عام ونصف. وقال النقيب الذي يشارك في اعمال الدورة الثانية والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس حاليا ان هذه "العمليات الارهابية تهدف الى ضرب بناء قوات الامن والجيش الوطني".

وطلب من مجلس وزراء الداخلية العرب "تبني بيان يندد بالعمليات الارهابية التي تستهدف قوات الامن العراقية والمدنيين الابرياء". واعتبر ان "الارهابيين يعملون بغطاء ديني او سياسي" ولا "يهدفون الا الى تقسيم البلاد" مشيرا الى "التضحيات التي تقدمها القوات العراقية والتحديات الكبرى التي تواجهها على الارض" لفرض الامن. واوضح انه "لن يكون هناك اي مبرر لوجود قوات التحالف في العراق بعد ان تنهي قوات الامن العراقية هيكلتها وتدريبها وتصبح قادرة على الدفاع عن الوطن ضد الاعتداءات الخارجية". واتهم النقيب "بعض المحطات التلفزيونية الفضائية" بالتحريض "على العنف والحقد" في اشارة الى محطة الجزيرة الفضائية القطرية التي منعت من العمل في العراق منذ مطلع اب (اغسطس) الماضي.


اغتيال احد قياديي الحزب الاسلامي العراقي في الموصل
كما اعلن الحزب الاسلامي العراقي اليوم اغتيال احد قيادييه البارزين في مدينة الموصل على يد مسلحين مجهولين. وقال مصدر في الحزب فضل عدم الكشف عن اسمه ان "جماعة مسلحة قامت عند الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي من بعد ظهر يوم امس بمداهمة صيدلية الطبيب عمر محمود عبد الله القيادي البارز في الحزب الاسلامي العراقي واقتادته الى مكان مجهول". واضاف انه "بعد حوالي سبع ساعات تم العثور على جثته في منطقة حي الوحدة شرقي الموصل مقتولا بعيارات نارية عديدة في منطقة الرأس".

ومن جانبه، ندد الحزب الاسلامي العراقي في بيان بعملية الاغتيال، وقال في بيان ان "هذه الجريمة اليائسة طالت رجلا نحسبه من الاولياء الصالحين وان الذين اجتمعوا عليه وتورطوا في سفك دمه الطاهرة لن ينجوا من عذاب الله". واكد الحزب في بيانه انه "يعاهد العراق والعراقيين على الاستمرار في مسيرته الاسلامية وان لا توقفه مثل هذه المحاولات اليائسة".


مقتل جندي من القوات المتعددة الجنسيات
في الموصل أيضًا، قتل جندي من القوات المتعددة الجنسيات وأصيب اثنان آخران بعد تعرض دوريتهم لهجوم في مدينة الموصل بحسب ما افاد الجيش الاميركي في بيان له اليوم. وقال الجيش في بيانه ان "جنديين من قوة +تاسك فورس+قتل واصيب اثنان آخران بعد تعرض دوريتهم لهجوم بالقذائف والاسلحة الخفيفة". واوضح البيان ان "الهجوم وقع عند الساعة 14 من بعد ظهر يوم امس الثلاثاء (الساعة 11 تغ) في مدينة تلعفر (50 كلم شمال غرب الموصل)". واوضح البيان ان "الجنديين المصابين نقلا الى مستشفى عسكري اميركي في الموصل لتلقي العلاج". يشار الى ان قوة "تاسك فورس" تضم حوالي عشرة الاف جندي غالبيتهم من القوات الاميركية.

دعوات لاجراء الانتخابات واخرى لتأجيلها
من جانبه، حذر مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي بان ارجاء الانتخابات في العراق سيقود الى "حمام دم" وسيؤدي "بالتأكيد الى اندلاع حرب اهلية". وقال "اذا اخرنا موعد الانتخابات اسبوعا او اكثر ستغرق البلاد في حمام من الدم وسيؤدي ذلك بالتأكيد الى حرب اهلية" مؤكدا في تصريح لمحطة "بي بي سي" ان "اجراء الانتخابات في 30 كانون الثاني (يناير) هو الضمانة الامنية الافضل للعراق".

وقد اختطف اليوم في بعقوبة شمال شرق بغداد مدير لمركز انتحابي هو احمد سليمان وسط مخاوف من قتله في وقت لاحق .


واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس ان الانتخابات التشريعية في العراق ستجري في موعدها المحدد بينما كان وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان صرح الاثنين في القاهرة ان الانتخابات في العراق "قد يتم تاجيلها اذا تعهد السنة بالمشاركة فيها".

وفي المقابل حذر مئات من رجال الدين ووجهاء وشيوخ عشائر السنة في اجتماع عقد في بغداد من ان اجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الثلاثين من الشهر الحالي سيؤدي الى تهميش الطائفة السنية وينطوي على مخاطر من تفجر صراع.

وحذربيان صدر عن الاجتماع اليوم من مغبة تهميش أي طائفة من الطوائف العراقية مؤكدا "ان اجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف المعقدة والصعبة والشائكة قد يؤدي الى تهميش شريحة كبيرة من الشعب العراق مما قد يترتب على ذلك شق أبناء البلد الواحد." ويأتي الاجتماع في وقت ينضم فيه مزيد من الشخصيات السنية البارزة الى نداءات تطالب بتأجيل أول انتخابات حرة في العراق لان أعمال العنف المستمرة في الشمال والغرب السنيين يمكن ان تبعد الناخبين عن التصويت وتقوّض مصداقية الانتخابات.

وتقول هيئة علماء السنة التي استضافت الاجتماع انها لن تقدم مرشحين في أي انتخابات تجري مادامت هناك قوات اجنبية على ارض العراق داعية العراقيين الى عدم التصويت على الاطلاق بينما الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة على المناطق السنية مستمرة . وقال المشاركون ومن بينهم شيوخ العشائر من المحافظات المضطربة وخاصة في الموصل والرمادي حيث يعترف مسؤولون عراقيون بأن الاستعدادات للانتخابات متأخرة ان العديد من العراقيين لم يحصلوا بعد على أي نماذج تسجيل للتصويت ولا حتى في بغداد واكدوا ان اجراء الانتخابات في الوقت الحاضر ليس من مصلحة العراق "بسبب الوضع الامني المضطرب والذي يحول دون مشاركة جمهور كبير من العراقيين". واضاف البيان "ان استمارات الانتخابات لم تصل الى ايدي الناخبين في مناطق كثيرة من العراق .. حتى في العاصمة بغداد.. اضافة الى دخول اعداد كبيرة من الدخلاء الى العراق " مشيرين الى ان الاصرار على اجراء الانتخابات في هذا الظرف الصعب "لن يؤدى الى تشكيل مجلس يضمن مصالح جميع العراقيين."

وياتي هذا الموقف السني في وقت بدأت المفوضية العليا للانتخابات تسجيل المراقبين المحليين والدوليين وستنشر القائمة النهائية قبل موعد الانتخابات بأسبوع موضحة انها لاتملك سلطة تأجيل الانتخابات وان أي قرار في هذا الشأن يجب ان يتخذ بالتشاور مع الامم المتحدة والحكومة المؤقتة. وقال بيان للمفوضية ان قرارا اتخذ من قبل مجلس المفوضين في الهيئة يقضي بالسماح للاشخاص الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات المقبلة من سكان محافظتي الانبار والموصل من التسجيل والاقتراع في نفس يوم الانتخابات واوضحت انها تطوع بذلك القوانين لصالح محافظتي الانبار الغربية ونينوى الشمالية لتجعل من السهل على الناخبين هناك التصويت لان عددا كبيرا من الناخبين تعرضوا للترويع لمنعهم من تسجيل أنفسهم للمشاركة في الانتخابات.

واكدت المفوضية ان هذا الاجراء الاستثنائي "يدلل على حرص المفوضية لتمكين اوسع قطاعات الشعب العراقي ولاسيما أهلنا الكرام في محافظتي الانبار والموصل من استعمال حقهم الانتخابي والمساهمة في بناء بلدهم وفق أحدث الاسس الحضارية والديمقراطية." وقالت في البيان "ان الكثير من ابناء محافظتي الانبار والموصل وبسبب الوضع الامني لم يتسن لهم حتى الان التسجيل في سجل الناخبين." واضافت ان "مجلس المفوضين درس بعمق مسألة مشاركة جميع العراقيين في العملية الانتخابية التي ستجري في 30 من الشهر الحالي .. وبعد الاستئناس برأي الخبراء والفنيين حول السبل المثلى لتمكين أبناء المنطقتين من ممارسة حقهم الانتخابي اتخذ القرار القاضي بالسماح للناخبين من سكنة كلا المحافظتين من التسجيل والاقتراع في 30 من الشهر الحالي."

وتضم الانبار مدينتي الرمادي والفلوجة المضطربتين اللتين هاجمتهما القوات الاميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في اطار جهود لسحق المتشددين الموالين لصدام حسين والاصوليين الاجانب الذين يقودون تمردا من هناك.

هذا واعلنت مصادر في الشرطة العراقية ان 15 عراقيًّا قتلوا واصيب 10 اخرون بجروح في حوادث متفرقة في بغداد وبعقوبة والبصرة وسامراء وبلد والطوز، كما تعرض عدد من مراكز الشرطة فجر اليوم في بغداد لهجمات قام بها مسلحون مجهولون لم تسفر عن سقوط ضحايا. (15 قتيلا و10 جرحى في حوادث متفرقة)