أحمد عبدالعزيز من موسكو: كشفت يوليا تيموشينكو الحليفة الرئيسة لزعيم المعارضة الفائز في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية فيكتور يوشينكو عن أحد محاور سيناريو التحالف ضد مرشح السلطة فيكتور يانوكوفيتش، مؤكدة على أنها ستصبح الرئيسة الجديدة للحكومة الأوكرانية القادمة.

وأكدت الزعيمة الثانية للثورة البرتقالية أنها، بعد الانضمام إلى كتلة يوشينكو المعارضة، وقعت معه اتفاقا يقضي بتعيينها بمنصب رئيس الحكومة الأوكرانية بعد الاحتفال بمراسم التنصيب وتوليه رئاسة أوكرانيا رسميا.

وأعربت تيموشينكو عن ثقتها بأن يوشينكو سوف ينفذ الاتفاق الموقع بينهما، مشددة على عدم وجود أي شخص آخر بديل لها في مثل هذا المنصب، وكذلك عدم شكها في أن البرلمان الأوكراني سيصادق على قرار تعييني إذا اقترح يوشينكو ترشيحها لهذا المنصب.

وعلى الرغم من الثقة الزائدة التي تظهرها تيموشينكو بشأن أحقيتها بتولي منصب رئيس الحكومة، مازال يوشينكو يلتزم الصمت إزاء توزيع المناصب في حكومته الجديدة عموما، ومنصب رئيس الوزراء بالذات. وفي تصريحاته لمحطة (تي. في-5) التلفزيونية الأوكرانية قال يوشينكو إن الوقت لا يزال مبكرا لتحديد أسماء الأشخاص الذين سيتولون المناصب خلال فترة رئاسته. هذا في الوقت الذي لم يتحدد بعد الموعد الدقيق لإقامة مراسم تنصيبه رئيسا لأوكرانيا، حيث ترك مفتوحا في الفترة من 11 إلى 14 كانون أول (يناير) الجاري.

وفيما رأى الكثير من المراقبين أن على يوليا تيموشينكو الحصول على أغلبية الأصوات في البرلمان الأوكراني الذي يتألف من 450 نائبا من أجل تعيينها بمنصب رئيس الوزراء، ألمح قطاع آخر إلى احتمال نشوب خلاف بين يوشينكو وحليفته بسبب هذا المنصب بالذات، حيث أدت الإصلاحات السياسية التي أقرت إبان الثورة البرتقالية، بمشاركة الوسطاء الأوروبيين، إلى نقل غالبية الصلاحيات إلى رئيس الوزراء وتحويل أوكرانيا إلى دولة رئاسية برلمانية.

ولا يشك عدد آخر من المراقبين أن تعيين تيموشينكو في هذا المنصب سيزيد من هوة الانقسام بين الشطرين الغربي والشرقي لأوكرانيا نظرا للميول الغربية الحادة التي أظهرتها تيموشينكو خلال الأشهر الأخيرة في خضم الصراعات على السلطة ضد فيكتور يانوكوفيتش. وبالرغم من هذه التوقعات أكدت تيموشينكو أن سكان المناطق الشرقية من أوكرانيا "سيفهمون بعد فترة قصيرة أنهم فازوا أيضا في الانتخابات"، مشيرة إلى أنها زارت دونيتسك التي تعتبر مسقط رأس فيكتور يانوكوفيتش، وأعربت عن أملها بتعاون الشطر الشرقي لأوكرانيا مع فريق الرئاسة الجديد.

من جهة أخرى، وفي خطوة متوقعة، قبل الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما استقالة رئيس وزرائه فيكتور يانوكوفيتش، وعين نيقولاي أزاروف الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء رئيسا للحكومة الأوكرانية بالوكالة. وكان أزاروف قبل تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس الحكومة، ووزير المالية قد شغل منصب رئيس إدارة الضرائب.

وكان رئيس الوزراء الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد أعلن تمسكه بنجاحه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن نتائج الجولة الثالثة التي فاز فيها منافسه فيكتور يوشينكو باطلة. وفي مؤتمر صحفي يوم 31 كانون أول (ديسمبر) 2004 قال يانوكوفيتش أنه لا يستطيع البقاء في السلطة في ظل الظروف السياسية الراهنة. وصرح بأنه سيقدم استقالته إلى الرئيس ليونيد كوتشما، مشددا على نيته البقاء في الساحة السياسية. وأعلن بأنه سيشارك بنشاط كبير في العمليات السياسية الجارية بأوكرانيا، ولكنه لن يوافق على أي منصب في الحكومة الجديدة.