سمية درويش من غزة: أعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ولجنتها المركزية عن استغرابها واستهجانها من قيام "الإخوة" في حركة حماس من تحريض علني مكشوف ضد موقف حركة فتح وبما يمس "أبو مازن" شخصيًا، ويعطل إجراء الانتخابات الرئاسية مطالبة اياهم بوقف أعمال التحريض درءًا للفتنة ومنعا للبلبلة ،وحفاظًا على وحدة الصف الوطني، وصونًا لمناعة الجبهة الداخلية.

وقالت حركة فتح في بيان لها اليوم وحصلت "إيلاف" على نسخة منه، إن الشعب الفلسطيني يقف أمام هذا المنعطف التاريخي الحاد وكل هذه التحديات الداخلية والخارجية أحوج ما نكون فيها جميعًا جماهير وفصائل وسلطة إلى الوحدة والتلاحم والاصطفاف والتعاضد الوطني وحشد كل الطاقات والإمكانيات الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بنا والتصدي لهذا العدوان والتصعيد العسكري الإسرائيلي الغاشم والتدميري بكافة الوسائل النضالية والسياسية المشروعة، وتشكيل قوة ضغط عربية وإقليمية ودولية تسند وتدعم الموقف الفلسطيني لوقف ما يتعرض له شعبنا من أعمال قتل وتدمير وتجريف وهدم للمنازل وتقويض لأبسط مقومات حياته الطبيعية والإنسانية.

مؤكدة بان الشعب الفلسطيني يتحمل مسؤولية وطنية وتاريخية لا أحد معفي منها وغير مسموح لأي كان من الأقطاب الوطنية أن يقفز من السفينة الفلسطينية ويطالب بإقتسامها وتجزئتها وهي في عرض البحر تتقاذفها الأمواج العاتية والتحديات الصعبة، والوصول بها إلى بر الأمان مسؤولية وطنية عليا ملقاة على عاتق الجميع.

وتابع البيان إن موقف حركة فتح في اللجنة المركزية وكافة الأطر والهيئات الحركية يعتمد على الصراحة والشفافية الوطنية تجاه كافة القضايا الوطنية والسياسية وبشكل خاص تجاه القضايا التي لها صلة وثيقة ومباشرة بالحقوق والثوابت والمصالح الوطنية العليا.

واضافت فتح ، نحن في مرحلة تاريخية صعبة ومفصلية أحوج ما نكون فيها في الفصائل الفلسطينية إلى الصراحة والوضوح في العلاقة فيما بيننا وأن لا نجامل بعضنا البعض على حساب المصلحة الوطنية العليا، وان نكون على وضوح في مواقفنا أمام جماهيرنا التي تكابد نتائج العدوان الإسرائيلي الخطير وما ترتكبه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجازر بشعة تحت ذرائع كثيرة وأحيانا تحت ذرائع تستمدها من ممارسات مرتبطة ببعض الأشكال والأساليب الكفاحية في مرحلة انتفاضة الأقصى الباسلة، ومن هنا جاءت تصريحات محمود عباس "أبو مازن" رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح حول إطلاق "الصواريخ" على التجمعات السكانية الإسرائيلية المحاذية للخط الأخضر ومن بين منازل ومنشآت المواطنين الفلسطينيين العزل، وأهمية وقف إطلاقها لإسقاط هذه الذرائع الإسرائيلية الكاذبة ،ووضع حد لما يترتب عنها من ردود أفعال إسرائيلية قاسية ومدمرة وجرائم حرب بشعة ومجازر دموية يسقط جرائها عشرات الشهداء والجرحى.

وأوضحت فتح ،لم يكن الأخ "أبو مازن" حينما أدلى بهذه التصريحات يبحث عن تجنيد أصوات الناخبين وإنما خدمة المصلحة الوطنية العليا وصيانة دم شعبنا وممتلكاته وتوجيه رسالة للعالم والمؤسسات الدولية بأن الشعب الفلسطيني شعب واحد موحد قادر على تحمل مسؤولياته وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه وتجسيد ثوابته الوطنية بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.

وأكدت "إننا في حركة فتح ولجنتها المركزية نستغرب ونستهجن ما يقوم به الإخوة في حركة حماس من تحريض علني مكشوف ضد موقف حركة فتح وبما يمس الأخ "أبو مازن" شخصيا، ويعطل إجراء الانتخابات الرئاسية، فهم الذين اقترحوا في حوار القاهرة تجنيب المدنيين من الجانبين من أعمال العنف وتم الاتفاق على ذلك بشهادة كل الفصائل، فتسيير سيارات الإذاعة المتحركة في شوارع غزة وتوزيع البيانات ليست الوسيلة للتخاطب بين الإخوة ولا تخدم الأهداف والمصالح الوطنية المشتركة، والمقاومة الفلسطينية المشروعة التي هي حق طبيعي وشرعي ومقدس لشعبنا ليست حكرا على حركة حماس وهي ليست وصية عليها، فحركة فتح هي مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة في زمن الردة والمؤامرة وكتائبها وأبطالها من المناضلين والمقاومين لازالوا يتصدرون الصفوف والجبهات والمعارك جنبا إلى جنب مع إخوتهم من الفصائل الفلسطينية فلا أحد يملك الحق في أن يزاود على حركة فتح لا نضاليا ولا وطنيا، وهي تضع خيارها أمام الجماهير لكي تقول كلمتها الفصل، فهل كلمة الحق واختيار الجماهير المناضلة يزعج الإخوة في حركة حماس، وهم مطالبون بوقف أعمال التحريض درءا للفتنة ومنعا للبلبلة وحفاظا على وحدة الصف الوطني، وصونا لمناعة الجبهة الداخلية، ومطالبون بالالتزام بما جاء في بيان لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية (16/3/2004م) الذي يرحب بمبادرة الأجهزة الأمنية والقاضي بوضع حد فوري لفوضى السلاح والفلتان الأمني، وتنظيم المقاومة بما يخدم أهدافنا الوطنية وسيادة القانون على الجميع بلا استثناء، فالاختلاف ليس لمصلحة شعبنا، والاحتلال وقواته الغاشمة لازالت تربض على أرضنا، ولنعمل معا وسويا بكل الوسائل النضالية والسياسية المشروعة لدحره بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية، ولنمض على درب الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات نحو الحرية والاستقلال الوطني الكامل وبناء دولة المؤسسات والقانون وعاصمتها القدس الشريف".