سمية درويش من غزة: صعدت المقاومة الفلسطينية من ضرباتها ضد المواقع الإسرائيلية في الآونة الأخيرة لاسيما عقب تصريحات محمود عباس "ابو مازن" مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية ،والتي دعا فيها الي وقف إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية لعدم إعطاء إسرائيل مبررات لعدوانها.
ولم يقف الوضع على حد إطلاق الصواريخ بل تعدى ذلك بكثير حيث شنت بعض فصائل المقاومة ،هجوما لاذعا على رئيس السلطة الفلسطينية المرتقب حسب استطلاعات الرأي التي تشير الى تقدمه بفارق كبير على منافسيه، بينما بقي الرجل المعتدل يدافع عن مبادئه ويؤكد بان القرارات المصيرية التي تتعلق بالشعب والقضية الفلسطينية ستكون قابلة لاستفتاء شعبي.
وفي الوقت الذي يرحب فيه الكثير من الفلسطينيين بتصريحات عباس كونه من السياسيين المعتدلين والذين ينادون بالحوار والديمقراطية ، بقي هناك من يعارضها خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الأكثر معارضة لإبرام اتفاقات سلام مع الحكومة الإسرائيلية باعتبارها دولة تمارس الإرهاب المنظم بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وبين اعتدال ابو مازن ومعارضة حماس يبقي عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يتوقون لإنهاء حالة الحرب اليومية، التي يتذوقون مرارتها بفعل الضربات التي توجه لهم كونهم الحلقة الأضعف في الصراع الدائر بالمنطقة.

حركة حماس
ومع بدء العد التنازلي ليوم الحسم "التاسع من الشهر الجاري" ،كثرت البيانات والتراشق بالعبارات حيث صعدت حماس في بيانها الأخير من لهجتها ضد ابو مازن ،محذرة مجددا من مغبة التصريحات الرسمية التي تندد بمقاومة الشعب الفلسطيني والتي تعالت أثناء الاجتياحات والاغتيالات الأخيرة.
وأعادت حماس تأكيدها على أن هذه التصريحات تغري العدو الصهيوني لمواصلة عدوانه الغاشم ضد الشعب الفلسطيني.
وقال بيان حماس " أن عدونا لا يحتاج ذرائع ومسوغات، ووسائل المقاومة التي يستخدمها المجاهدون والمقاومون، إنما تأتي ردا على العدوان ودفاعا عن شعبنا الأعزل".
وتابع البيان قائلا "إن اتهام الانتفاضة والمقاومة، التي شكلت أنصح صفحات الجهاد العربي الفلسطيني، وعكست وحدة شعبنا، وكشفت زيف المفاوضات العبثية، كما أن جلد المجاهدين بمثل هذه التصريحات الصحفية عبر الفضائيات، لا يخدم مصالح شعبنا، ويستغلها العدو لمزيد من القصف والعدوان على شعبنا المجاهد".
وأضاف البيان قائلا "إن من حق شعبنا الفلسطيني، أن يرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل، وإن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان، هي دعوة للاستسلام ورفع الراية البيضاء، وهذا ما يرفضه شعبنا وفصائله المجاهدة".

الجهاد الإسلامي
ومن جهته قال الشيخ نافذ عزام احد قادة حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل لا تحتاج لمبررات وذرائع لتمارس سياستها الإرهابية في المدن الفلسطينية .
وأشار الشيخ عزام خلال تصريح صحفي سابق ، ان إسرائيل تسير وفق سياسة ثابته بغض النظر عن الأطراف والظروف المحيطة بها موضحا ان هذه السياسية تقوم على توجيه مزيد من الضربات للشعب الفلسطيني ومحاولة إجباره على الخنوع ولاستسلام وبالتالي فرض ما تريد .
وقال سواء كان الرئيس عرفات موجود او لم يكن وسواء كانت هناك مقاومة او لم تكن فان إسرائيل لا تحتاج لمبررات وذرائع لتمارس حربها الإرهابية وعدوانها مبينا ان ما يحصل رسالة للفلسطينيين وللعرب وللعالم.

حركة فتح
بينما أعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ولجنتها المركزية عن استغرابها واستهجانها من قيام "الإخوة" في حركة حماس من تحريض علني مكشوف ضد موقف حركة فتح وبما يمس "أبو مازن" شخصيا، ويعطل إجراء الانتخابات الرئاسية مطالبه إياهم بوقف أعمال التحريض درءا للفتنة ومنعا للبلبلة ،وحفاظا على وحدة الصف الوطني، وصونا لمناعة الجبهة الداخلية.
وقالت فتح في بيانها الأخير ان تسيير سيارات الإذاعة المتحركة في شوارع غزة وتوزيع البيانات ليست الوسيلة للتخاطب بين الإخوة ولا تخدم الأهداف والمصالح الوطنية المشتركة، والمقاومة الفلسطينية المشروعة التي هي حق طبيعي وشرعي ومقدس لشعبنا وليست حكرا على حركة حماس وهي ليست وصية عليها.
وأكد البيان بان حركة فتح هي مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة في زمن الردة والمؤامرة وكتائبها وأبطالها من المناضلين والمقاومين لازالوا يتصدرون الصفوف والجبهات والمعارك جنبا إلى جنب مع إخوتهم من الفصائل الفلسطينية فلا أحد يملك الحق في أن يزاود على حركة فتح لا نضاليا ولا وطنيا.