بشار دراغمه من رام الله وخلف خلف موفد إيلاف إلى القدس: ناشدت الطوائف المسيحية والإسلامية جماهير الشعب الفلسطيني، بالتوجه إلى صناديق الاقتراع والمشاركة بفعالية بانتخابات الرئاسة الفلسطينية المزمع عقدها يوم الأحد القادم، وقال الأب الأرشمنديت عطا الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية لـ"ايلاف"، أن هناك أهمية قصوى للمشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية، لا سيما في مدينة القدس المحتلة، معتبرا ذلك استفتاء على عروبة القدس، ومن جهة أخرى، ناشد الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة، وعدد من علماء الدين الإسلامي أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين في المدينة المقدسة المشاركة في الانتخابات الفلسطينية بالمحافظة على هويتهم الفلسطينية التاريخية. جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مدينة القدس الشريف، حيث أكد المشاركون أن المشاركة في الانتخابات ستفوت الفرصة على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمس بحقهم المكتسب، والمشاركة في صنع القرار، ولمواجهة التهديدات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإجراءات تهويدها.
ودعا حنا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإعادة النظر في قرارها مقاطعة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، معتبرا أن الانتخابات في القدس هي استفتاء على عروبة المدينة، وأنه على الجميع أن يعمل لإنجاح هذا الاستفتاء، وعدم فسح المجال لإسرائيل بالقول: "القدس ليست عربية والدليل أن سكانها لم يشاركوا في انتخابات الرئاسة الفلسطينية وبالتالي لا يريدوا أن يكونوا فلسطينيين".
وقال حنا: " نحن نحترم موقف حماس من مقاطعة الانتخابات لكننا نطلب منهم أن يعيدوا النظر بهذه القضية، وتحديدا في مدينة القدس على اعتبار أنها انتخابات هامة جدا وتثبت مجددا عروبة القدس من خلال مشاركة المقدسيين بقوة فيها".
مؤكدا أن إسرائيل تحاول وبشتى الطرق التأثير على السكان المقدسيين ومنعهم من عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع في التاسع من الشهر القادم، وهو موعد الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، وذلك من خلال التهديد المستمر بسحب هوياتهم منهم وغيرها من الوسائل.
واعتبر الدكتور حنا أن إسرائيل لم تتغير مطلقا في يوم من الايام، وقال: "إسرائيل 48 هي نفسها إسرائيل 67، الوجوه تتغير، والخطاب يتغير، والأساليب تتغير، لكن الاستراتيجية والأهداف ثابتة، وهي الإرهاب ضد كل ما هو عربي وفلسطيني".
ودعا حنا أبناء شعبنا إلى التفاؤل دائما لكن ليس من خلال من الاستناد على إسرائيل وتصريحات قادتها، على اعتبار أن إسرائيل دولة عنصرية وإرهابية نمت على القتل وتشريد الشعب الفلسطيني.
وتحدث الأب حنا عن الآلية التي كانت يتعامل بها الاحتلال الإسرائيلي مع الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار، مؤكدا على أنه أي كانت الطريقة التي توفي بها وبغض النظر عن قضية السم، فأن إسرائيل اغتالت عرفات اغتيالا، على اعتبار أن الحصار الذي عاشه مدة ثلاث سنوات في مقره برام الله كاف أن يؤدي إلى وفاته.
وأشار أيضا إلى ان عرفات كان بامكانه أن يتنقل بحرية ويفرش له السجاد الأحمر في كافة المطارات الدولية والعربية، لكنه فضل أن يقول كلمة "لا" للاحتلال على أن يفرش له السجاد الأحمر.
وأكد حنا على أن من سياتي بعد أبو عمار لن يفرط بما تمسك به ابو عمار، لانه في حال تفريطه سيحاسبه الشعب، واذا لم يفرط ستحاسبه إسرائيل وأمريكا، وبالتالي فأن المطلوب هو الحكمة والمسؤولية والمزيد من الصمود وعدم الاعتماد على العالم العربي والإسلامي، على اعتبار أن الحكام العرب لا يهمهم سوى الحفاظ على مناصبهم.
ونفى الأب حنا في حديثه أن يكون للكنيسة أي علاقات بما يسمى "الجماعات الصهيونية المسيحية" وقال: "إن الصهيونية تقول أنه يجب قتل كل ما هو عربي وفلسطيني وغير يهودي أما المسيحية فهي تعلم التسامح وغيره من القيم الحسنة، وبالتالي نحن نرفض أن تسمى هذه الجماعات بالجماعات المسيحية الصهيونية لأنها جماعات تستهدف المسيحية والإسلام.
واستنكر حنا الضعف في وسائل الاعلام العربية، مؤكدا على أن إسرائيل واللوبي الصهيوني استطاعوا ان يخترقوا الساحة الأمريكية بينما الفضائيات العربية وحتى المميزة منها فانها فقط تخاطب المتجمع العربي ولا تنطلق إلى العالم، وبالتالي فان إعلامنا لا ينقل صورة للرأي العام العالمي حول طبيعة الموضع، فيما تنقل إسرائيل صورة مشوهة وما تريد نقله فقط