لوحظ أن الرئيس الليبي معمر القذافي، عاد منذ ثلاثة أيام لنشر إعلانات عن موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنيت في موقع (الجزيرة نت) التابع لفضائية (الجزيرة) القطرية، وعلم أن تكلفة الإعلانات التي تبلغ ملايين الدولارات، تم التعاقد عليها قبل ظهور العقيد الليبي في حوار مع فضائية الجزيرة مقابل الكاتب المصري الإسلامي فهمي هويدي قبل أسبوع. كما أن وزير خارجية قطر حمد بن جاسم وممول (الجزيرة) كان زار طرابلس والتقى القذافي قبل أسبوعين، وهي تلت زيارة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كانت هي الأولى من نوعها له لطرابلس.

وفي ذات الحوار رفض القذافي أية وساطة مع المملكة العربية السعودية بشأن تورطه في محاولة اغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، كما نفى أن يكون يجهز ابنه سيف الإسلام لوراثته في رئاسة ليبيا. وكان القذافي نشر إعلانات استمرت على مدى شهر كامل لموقعه الإلكتروني على الجزيرة نت بمبالغ مالية قالت المصادر الليبية أنها كانت ضخمة، لكنه توقف من بعد انتقادات وجهت إليه.

كما حملت (الجزيرة نت) أيضا كامل موقع القذافي على موقعها الإلكتروني، حيث تضمن مجموعة من آراء الرئيس الليبي حول العديد من القضايا وأفكاره في حل القضايا العالقة منها قضية الأكراد الذين قال أنهم "في المولد بلا حمص"، وكذلك حل إشكالية الكوريتين وتحليل منه لظاهرة الإرهاب، وحل مشكلة كشمير وقمة الأرض طارحا أن أهم القضايا التي تواجه هذه القمة هي "بحيرة تشاد ودلتا النيل وبحر أورال"، وصولا إلى لما أسماه الكتاب الأبيض ، حيث يلقي نظرة على السياسات الأميركية.

أما العناوين البارزة الجديدة في الموقع التي افرد لها الإعلان الجديد على (الجزيرة نت) حيزا واسعا فهي مرئيات العقيد القذافي في إصلاح الأمم المتحدة، وحديثه مع المثقفين والمفكرين الأفارقة حيث طرح أمامهم رؤيته الفكرية الاستراتيجية لثورة ثقافية أفريقية تستهدف الحفاظ على مقومات الهوية الأفريقية بجذورها التاريخية وتراثها الحضاري الممتد إلى ما قبل التاريخ‌.

وفي حديثه قال " أنا في الحقيقة معجب كثيرا بهذه الفكرة وبهذا الوجود وبهذا الحضور،وفى ذات الوقت الذي يجعلني أقدر هذا التجمع أكثر وأكثر أنهم جاؤوا من كل‌ فج عميق من مناطق بعيدة من العالم،وهذا يجعلني أعتز بالمثقف الإفريقي،وهذا يدل على الوطنية الأفريقية لأن هؤلاء المثقفين هم في الشتات فى قارات العالم متشتتون خارج الوطن الأم وهو أفريقيا ومع هذا هم يرتبطون بالوطن الأم ويوجدون اليوم من أجل الوطن الأم،ويعملون ما من شأنه أن يوحد قارتهم ووطنهم الأم،ويدفع بها إلى الأمام في هذا العصر وهى تخلف كثير بسبب عوامل خارجية وهذا يعطيني ثقة في الأفريقي وأنه مهما بعد فهو متمسك بوطنه".

وأضاف القذافي أن "إفريقيا في حاجة ماسة إلى الاستقرار والمرجعية
المرحلة الأولى لأفريقيا هي مرحلة التحرر من الاستعمار المباشر ، وتحققت على يد القادة المؤسسين لأفريقيا الحديثة.. وقد أدى استمرارهم في القيادة إلى تثبيت استقلال الدول الإفريقية .. وإلى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية . وقد حققوا تلك الإنجازات لأنهم لم يأتوا بالانتخابات .. ولم يستمروا في القيادة بالانتخابات أي أن قيادتهم لم تكن دورية مؤقتة بفترة انتخابية؛ إذ إن استمرارهم في القيادة كان نتيجة شرعية نضالية مدى الحياة".

ثم تناول الإعلان حديث العقيد معمر القذافي حول عقوبة الإعدام أمام رؤساء وأعضاء الهيئات القضائية باللجنة الشعبية العامة للعدل وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والسنوات المتقدمة بكليات القانون في جامعات الفاتح والسابع من أبريل والمرقب وأكاديمية الدراسات العليا والمدرج الأخضر، وفيه قال "أنا أريد أن استغل هذه الفرصة وعندي بعض الملاحظات تتعلق بالقانون باعتباركم انتم أساتذة القانون وطلبة القانون لأننا على ما يبدو بصدد عرض مشروع قانون العقوبات على المؤتمرات الشعبية في صياغة جديدة وتعديلات قد تكون جديدة.. فنحن مجرد مساهمين لان المؤتمرات الشعبية هي التي عندها القول الفصل". وناشد الشعب الليبي أن يلغى محكمة الشعب الاستثنائية وما في حكمها وكذلك قوانين العقوبات التي أصدرها مجلس قيادة الثورة قبل قيام سلطة الشعب وأن يعاد العمل بقوانين الإجراءات والعقوبات العادية.

وأخيرا، خلص الإعلان الجديد إلى كلام القذافي عن الجامعة العربية، حيث تساءل ما إذا كانت مجرد تجاهل للواقع، أم جهل به؟ وهو يقول "
تأسست الجامعة العربية في النصف الأول من القرن الماضي . و نحن الآن في القرن الواحد و العشرين ، و الزمن لن يتوقف . سندخل القرون الثانية و العشرين و الثالثة و العشرين ...إلخ . و الجامعة تتوقف عند النصف الأول من القرن العشرين . دول الجامعة العربية دخلت عام 1948 في فلسطين رسمياً . وكان ذلك أمراً مشروعا".