باريس: قالت منظمة "صحفيون بلا حدود" يوم الاربعاء ان 53 صحفيا على الاقل قتلوا اثناء اداء عملهم او بسبب تعبيرهم عن ارائهم خلال عام 2004 وهو بذلك العام الذي شهد سقوط أكبر عدد من الصحفيين قتلى خلال عشر سنوات.

وقالت المنظمة في تقرير ان العراق كان أخطر بلد بالنسبة للصحفيين حيث قتل هناك 19 صحفيا و12 من مساعديهم خلال ذلك العام.

وتابعت المنظمة المعنية بحرية الصحافة ومقرها باريس "كانت الهجمات الارهابية وهجمات المسلحين العراقيين السبب الرئيسي ولكن الجيش الامريكي نسبت اليه المسؤولية عن مقتل اربعة منهم."

ومنذ بداية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق قتل ثلاثة من مصوري رويترز في الصراع.

وقالت المنظمة ان كشف الفساد والكتابة عن الجريمة المنظمة كانا السبب الرئيسي الثاني وراء قتل الصحفيين.

واضافت "قتل صحفيون في اسيا.. وخاصة في الفلبين (ستة صحفيين) وبنجلادش (اربعة).. لا لسبب الا لكتابة تحقيقات عن قضايا شائكة مثل الفساد وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة."

ومضت المنظمة تقول ان دولا بشرق اسيا كانت الاقل في مجال حرية الصحافة على مستوى العالم حيث كانت كوريا الشمالية وميانمار والصين وفيتنام ولاوس صاحبة أسوأ سجل بالمنطقة في هذا المجال.

وقالت "العنف الجسدي ضد مراسلي وسائل الاعلام ما زال مألوفا على نحو واسع في المنطقة في ظل هجمات يومية على الصحفيين في نيبال وبنجلادش بتحريض من الحكومات والجماعات السياسية ورجال العصابات."

وأضافت المنظمة ان الاعضاء الجدد والقدامى في الاتحاد الاوروبي ودول امريكا الشمالية احترمت حرية الصحافة. ولكنها اشارت الى ان الولايات المتحدة وضعت قناة تلفزيون المنار اللبنانية على قائمتها للمنظمات الارهابية في عام 2004.

ومضت المنظمة تقول "اذاعت المنار دون شك تصريحات غير مقبولة معادية للسامية الا ان الحكومة الامريكية قد تكون أقدمت على سابقة خطيرة بوضع مؤسسة اعلامية ايا كان نوعها في نفس الفئة كجماعة ارهابية."

وتابعت ان السيطرة الحكومية على محطات التلفزيون الوطنية في روسيا تجلت واضحة في التغطية "المنحازة بشكل فاضح" لحادث احتجاز رهائن في مدرسة بمدينة بيسلان في سبتمبر ايلول.

وفي اوكرانيا قالت منظمة صحفيون بلا حدود انه خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في اكتوبر تشرين الاول تعرض الصحفيون المؤيدون للمعارضة وبعض وسائل الاعلام الاجنبية للرقابة.

وقالت صحفيون بلا حدود ان تركيا احرزت تقدما باقرار عدة قوانين في اطار الاستعداد للعضوية المحتملة للبلاد بالاتحاد الاوروبي. "ولكن عمليا لم تؤد هذه الاجراءات بعد الى تحسين حرية الصحافة بشكل واضح."

وفي أمريكا الوسطى والجنوبية قالت المنظمة ان 12 صحفيا قتلوا خلال عام 2004 ارتفاعا من سبعة في عام 2003.

وفي افريقيا قالت المنظمة ان 40 صحفيا تعرضوا لهجمات أو تهديدات بدنية في ساحل العاج العام الماضي كما تعرضت 12 مؤسسة اعلامية للرقابة أو نهب منشاتها.

وتابعت المنظمة "تحسنت حرية الصحافة في عدة دول كما تمتع الصحفيون في بنين وبوتسوانا والرأس الاخضر وغانا ومالي وموريشيوس وناميبيا وجنوب افريقيا بحريات تقترب من تلك التي يتمتع بها زملاؤهم في اوروبا."

وقالت المنظمة ان 907 صحفيين على الاقل اعتقلوا في انحاء العالم خلال عام 2004 بينما تعرض 1146 للهجوم او التهديد. وتعد الصورة العامة في مجملها لوضع الصحافة في العالم اسوا مما كانت عليه عام 2003 حيث قتل 40 صحفيا واعتقل 766 اخرين.