كشفت مصادر إعلامية في العاصمة اليمنية صنعاء عن مطالبة قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد أثناء لقاءه بالرئيس علي عبدالله صالح أمس (الثلاثاء) تضييق الخناق على جماعات وجهات تقوم بدعم وتهريب مقاتلين إلى العراق.

وكانت مصادر أمنية يمنية قد قالت أن الأعداد الأولية للأشخاص الذين غادروا اليمن للمشاركة في قتال الاميركيين ضمن صفوف المقاومة العراقية والذين تم الإبلاغ عنهم من قبل أولياء أمورهم وصلت إلى 58 شخصا منهم 21 من محافظة عدن (420 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء) ، و22 شخصا من محافظة تعز (270 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء) ، و15 شخصا من محافظة أبين (480 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء) إلى غيرها من الأعداد التي لم يتم توضيح المحافظات التي يتبعونها.

وكان وزير الداخلية العراقي قد أعلن مؤخرا اعتقال ما يقارب 10 يمنيين بالإضافة إلى وجود عدد آخر (لم يعلن عنه) من القتلى.
ونقلت صحيفة الوسط المحلية عن مصادر أمنية أنها اعتقلت خلال الأسابيع الماضية 8 أشخاص في مطار عدن كانوا في طريقهم إلى العراق عبر دولة ثالثة.

وتعد هذه الزيارة التي بدأها مساء أمس الأول (الاثنين) قائد القوات المركزية الأميركية لصنعاء ، هي الأولى على مستوى المباحثات اليمنية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب خلال العام الجاري 2005م.

وكانت العلاقات اليمنية الاميركية قد شهدت تطوراً ملحوظا في مجال مكافحة الإرهاب خلال العام الماضي 2004م ، تمثل في مشاركة الرئيس صالح في قمة الثمان الكبار بدعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش ، إضافة إلى رفع سقف مساعداتها لليمن من 12 مليون دولار إلى 35 مليون دولار خلال العام الجاري ، حيث ما يزال مشروع هذا الدعم مع الزيادة منظوراً أمام الكونجرس الأميركي لإقراره.

وفي سياق المساعدات الاميركية قدمت الولايات المتحدة مساعدات لجهاز خفر السواحل اليمنية تمثلت في قوارب خاصة بخفر السواحل بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجال تأهيل الضباط اليمنيين.

وتأتي زيارة أبي زيد بعد أن أغلق البلدان ملف قضية المدمرة الاميركية (يو اس اس كول) التي تم تفجيرها في ميناء عدن العام2000م ، وهو الملف الذي ظل محل خلاف لأكثر من أربع سنوات بين البلدين من خلال تقديم المتهمين بتفجير المدمرة الأميركية كول إلى القضاء الذي أدانهم أواخر أيلول (سبتمبر) من العام الماضي وحكم على اثنين منهم بالإعدام وهو ما وصفه وزير البحرية الأميركية آنذاك بأقوى رسالة توجهها اليمن للإرهابيين.

وكان الجنرال الأميركي أبي زيد قد زار اليمن في أيلول (سبتمبر) الماضي وعقد مع صالح مباحثات حول مكافحة الإرهاب وطلب الرئيس صالح حينها تعاون الولايات المتحدة الاميركية بمنح اليمن أسلحة وقطع غيار خاصة بالمعدات العسكرية والطائرات الحربية وغيرها.